المبادئ الاساسية التي ترتكز عليها

نظرية التمثيل المسرحي
أما المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها نظرية التمثيل المسرحي فيمكن إجمالها بعشر نقاط أساسية هي كما يلي :
11-إن الحياة الاجتماعية التي نعيش فيها ما هي إلا مسرح كبير له باب يدخل من خلالها الممثلون وباب آخر يخرج منه الممثلون بعد الانتهاء من فصول أو مشاهد تمثيلهم .
 والممثلون هنا هم الأفراد الذين يعيشون في المجتمع ويمثلون أدوارهم أمام آخرين سواء كانوا أعلى أو أوطأ منهم .

22- أن الأفراد الذين يعيشون في المجتمع أو الحياة الاجتماعية هم عبارة عن ممثلين في هذا المسرح الكبير , إذا أن كل فرد هو ممثل أمام الآخرين .
ولما كان ممثلا فأنه يدخل من باب ويخرج من الباب الآخر للمسرح الذي يمثل فيه. 
33- إن الممثلين الذين هم أبناء المجتمع يمثلون أدوارا اجتماعية مختلفة منها ادوار رئاسية وادوار مرؤوسيه وادوار وسطية , ذلك أن الممثل إما يكون رئيسا أو مرؤوسا وان دوره هو الذي يحدد مركزه التمثيلي . 
44- يدخل الفرد إلى المسرح للتمثيل في بدء حياته التمثيلية, أي بدء حياته الاجتماعية ويخرج الفرد من المسرح في نهاية حياته التمثيلية, أي في نهاية حياته الاجتماعية التي يعيشها.
55- يلعب الفرد أدواره في حياته اليومية كممثل فإذا أجادا لعب الأدوار فانه يلقي الاحترام والتقدير من الآخرين وبخاصة الأعلى منه .وإجادة لعب الأدوار تعني إظهار الجانب الجيد من سلوكه وشخصيته وعلاقاته وإخفاء الجانب السىء .
 إما أخفاق الفرد في لعب الأدوار التي يقوم بتمثيلها في المجتمع فانه يلقي الرفض والاستهجان والتأنيب والمقاطعة من قبل أبناء المجتمع لأنه اظهر لهم الجانب السلبي من شخصيته وأخفى عنهم الجانب الايجابي .
66- يحاول الفرد عند تفاعله مع الآخرين لا سيما الأفراد الأعلى منه درجة أن يظهر أمامهم الوجه الجيد من شخصيته وإخفاء الوجه السلبي والقبيح , لان إظهار الوجه القبيح إمامهم سيدفعهم إلى استهجانه ومقاطعته والوقوف ضده .
 وهذا ما يسبب فشل الفرد في مهامه وأعماله. لذا فالفرد كلاعب أو ممثل للأدوار غالبا ما يظهر الوجه الجيد والايجابي لشخصيته ويخفي الوجه القبيح والمرفوض املآ في قبوله من لدن المجتمع مع تقييم سلوكه اليومي والتفصيلي .
77- في بعض الحالات يلعب الفرد دوره أو يمثل دوره بطريقة تظهر أمام المسئولين الجوانب السلبية لذاته , ويخفي وراء المسرح الجوانب الايجابية , أن هذا الشخص لا ينجح في حياته العامة والخاصة لأنه لا يعرف كيف يمثل أدواره أمام الآخرين , أي لا يعرف كيفية تقمصه للشخصية المحببة والمفضلة من المجتمع ولا ينال رضاه وقبوله لأنه لا يعرف كيفية التمثيل أمامهم الآخرين , بل على العكس يجيد عرض ذاته بجوانبها السلبية والمستهجنة والمرفوضة .
88- عندما يعرض الفرد خلال فترة التمثيل الجوانب الايجابية عن شخصيته ويخفي الجوانب السلبية فان الآخرين يكونون صورة ذهنية نحو إزاءه , وهو نفسه يكون صورة ذهنية نحو 
ا لآخرين, وهذه الصورة هي التي تحدد تقيمه للآخرين وتقييم الآخرين له. 
 وهذه الحقيقة إنما تتناغم مع ما جاء به جارس كوولي في كتابه الموسوم ” الطبيعة البشرية والنظام الاجتماعي ” .
99 – أن الصورة التي يحملها الآخرون عن الفرد بعد قيامه بتمثيل الأدوار التي يؤديها هي التي تدفعه إلى تقييم ذاته وبالتالي تقييم الآخرين . ذلك أن تقييم الفرد من قبل الآخرين هو الذي يدفعه إلى تقييم ذاته , لأن تقييم الذات يعتمد على تقييم الآخرين للفرد . 
100- الحياة الاجتماعية التي نعيشها إذن هي رحلة يدخل فيها الإنسان من باب ويخرج من الباب الآخر , وفي هذه المرحلة يمثل الفرد أدواره أمام الآخرين والآخرون يمثلون أدوارهم أمام الفرد .وهذا التمثيل الذي يقوم به طرف أمام الطرف الآخر هو الذي يكون الصورة النمطية التي يحملها كل طرف نحو الطرف الآخر .
وهذه الصورة النمطية عندما تصل إلى الفرد فانه يقيم نفسه بموجب طبيعتها وشكلها. 
 ويمكن تطبيق نظرية التمثيل المسرحي على عدد من الأبحاث الاجتماعية التي تدور حول العلاقة الإنسانية بين الأفراد والجماعات .
 أن هذه النظرية تعد جزءا من النظرية التفاعلية , والتفاعلية الرمزية ولكنها تبحث الموضوع بطريقة ابعد وأعمق مما تبحثه التفاعلية الرمزية , أنها تبحثه من حيث تفسير النجاح أو الفشل وفقا لجودة الفرد في تمثيله الأدوار المناطة به .

x
Scroll to Top