تتطلب عملية بناء المنهج مراعات قدرات الطالب ومدى نضجه وطرق تعلمه اذ يؤدي العكس الى تضيع وقته ووقت مدرسة لتعلم مفاهيم ومهارات غير مناسبة لمرحلة النمو التي يمر بها او لا تساعده على حل مشكلاته وعلى العيش بسعاده ولقد عرفت نتائج الدراسات النفسية المدرس على خصائص طلابه في كل مرحلة من مراحل نموه وعلى شتى الخبرات والانشطة وعلى اكثر طرق التدريس فاعليا في تحقيق الاهداف المرسومة
طبيعة الانسان والمنهج:اعتبر الانسان محور العملية التربوية ولذلك يعتمد نجاح هذه العملية على مدى فهم طبيعة هذا الانسان فمعرفة المدرس لها تزيد من قدرته على توجيه الطالب.
وقد اختلفت نظرة الفلاسفة والمفكرين الى هذه الطبيعة عبر العصور اذ تميزت نظرة الاغريق منهم بكونها ثنائية تقسمها الى الجسم والروح التي كانت موجودة في عالم المثل قبل اتصالها بالجسم وعندما اتصلت به وقدمت الى هذا العالم اخذت تحاول تذكر فكر وصور عالمها الاصلي القديم لمساعدة العقل ومعنا هذا ان عملية التعلم تصبح عملية تذكر وتنمية داخلية عن طريق التدريب كي يسترجع الفكر والصور القديمة مما يؤدي الى انفصال صاحبه عن محيطه الواقعي ومما يعوق اتصال العقل مع عالمه الاصلي هو الجسم مما يوجب كبح جماح رغباته.
طبيعة التعلم
معنى التعلم :يعرف التعلم بانه عملية يقوم الانسان عن طريقها بتغير سلوكه بشكل مستمر نتيجة التفاعل الحاصل بينه وبين بيئته ولا يعد الفرد متعلما بالمعنى الصحيح حتى يوجه حياته ويحسنها بموجب ما حصل عليه من علوم ويحدث التغير في سلوك المتعلم في ثلاث جوانب بارزه هي :
1-الجانب الفكري:ويتعلق بتحصيل العلوم والمعارف من الكتب ومن الاحتكاك المباشر بالبيئة على ان يفهم المتعلم معناها ويقوم بتطبيقها في حياته وان ينتفع بها في حل مشكلاته
2- الجانب العملي: ويتعلق بتكوين العادات والمهارات المفيدة فالمتعلم بحاجة الة من يرشده اليها والى افضل طرق اكتسابها وتعديلها او تكيفها عند الضرورة
3-الجانب العاطفي:ويتعلق بتهذيب الحس الخلقي والفني لخطورة الدور الذي تقوم به العواطف في الحياة فالانسان يحس اكثر بكثير مما يفكر ولذلك من اجل ان ينجح المدرس في غرس الاتجاهات والقيم المرغوبة في نفس الطالب يحتاج ان يجعل من نفسه قدوة حسنه له وان يكون تعبيره عن احاسيسه له صادقا وان يوحي بما هو احسن وجميل.