انواع التغير الاجتماعي

يتفق معظم علماء الاجتماع على الأنواع الثلاثة التالية من التغير الاجتماعي:

أوّلاً: التغير الخطي المستقيم:

ويكون الاتجاه خطياً مستقيماً في المجتمع، ويرى أصحاب هذا الرأي وعلى رأسهم كوندورسيه، وسان سيمون، وجيزو، أنّه التغير الخطي المستقيم يتخذ صورتين:

1-    تغير تراجعي مرت فيه المجتمعات البشرية في مرحلتين: الأولى سميت بالعصر الذهبي، وعاش فيها الإنسان بكل مظاهر السعادة والرخاء، ثمّ بدأ عصر جديد تخلف فيه المجتمع، وأصابه التأخر والانحلال، وقد اعتمد أصحاب هذا الرأي على الديانة اليهودية، وما ورد في التوراة عن أصل الخليقة، ويرى فريق من الإغريق أنّ المجتمع يتغير، ولكنه في تغيره يخرج من العصر الذهبي إلى العصر الحديدي، ويزداد عدد المعتنقين لفكرة التغير التراجعي حينما تحدث الأزمات السياسية والاقتصادية، والاضطرابات الداخلية وتقوم الانقلابات والثورات الرجعية وفي رأيي أنّ التفاسير السابقة للتغير إنما تعتمد بصورة كبيرة على الأيديولوجيات الخاصة بهم، فلو نظرنا إلى الإغريق فهم يعتزون بحضارتهم السابقة ويمجدونها وتعتبر عندهم كالمؤسس الذي أمد الخليقة بالعلم والفلسفة أعطاه التصور عن الحياة والوجود والإنسان، وكذلك النظرة الأولى والتي ترجع الفترة الأولى التي عاشها الإنسان برخاء وسعادة فلا ريب أنها تعتمد على الفكر اليهودي كما ذكرنا سابقاً.

2-    تغير تقدمي ارتقائي: يربط أصحابه بين التقدم والتغير، وأساس نظرتهم أنّ المجتمعات تبدأ بسيطة ثمّ تأخذ في النمو إلى أن تستكمل جميع عناصرها ومقوماتها كما هو الحال في التغيرات التي تحدث في تطور العلوم والتكنولوجيا والمخترعات.

ثانياً: التغير الدائري:

ويرى أصحاب هذا الرأي أنّ المجتمع الإنساني يمر في تطوره، بالمراحل نفسها التي يمر بها الإنسان في نموه من الميلاد إلى الطفولة، إلى البلوغ، إلى النضج والاكتمال، إلى الشيخوخة فالموت، ويعود المجتمع من حيث بدأ وكل مرحلة من هذه المراحل تقع في أربعين سنة.

كما أنّ المجتمع في هذه المرحلة إذا انتهى منها، فإنّه يعود من حيث بدأ ويؤيدون نظرهم بما حدث للإمبراطوريات الكبرى في التاريخ، مثل (المصرية، واليونانية، والرومانية)، ومن أبرز علماء هذا الاتجاه ابن خلدون، وفيكو.

ثالثاً: التغير المختلط أو المتذبذب:

وهذا النوع من التغير يأخذ شكل حركات ومظاهر صاعدة وهابطة، وبمعنى آخر هو اتجاه دوري وخطي من حيث النتيجة التي تستهدفها تلك العملية نفسها. وهذا ما يحدث في المجال الاقتصادي وحركات السكان، والأزياء، ومن أبرز زعماء هذا الاتجاه الفيلسوف هيجل.

وللتغير الاجتماعي عدة أنواع أيضاً منها ما يلي:

1-    التغير في القيم الاجتماعية:

عند الانتقال من النمط الإقطاعي إلى النمط التجاري الصناعي – مثلاً – كان الفرسان ورجال الدين يمثلون قمة المجتمع، وكانت القيم السائدة حينذاك مرتبطة بأخلاق هاتين الطبقتين وهي قيم الشجاعة والأرستقراطية بالنسبة للفرسان، وقيم الزهد كان يثبتها رجال الدين في نفوس عامة الشعب. ولم تكن الوظائف الاقتصادية ذات أهمية، فقد كان الإنتاج الاقتصادي يمثل المقام الأوّل والاشتغال به أمر يفاخر به المرء، كما كان القادة في هذا الميدان يحصلون على مراكز عالية.

x
Scroll to Top