اهم المبادئ التي تستند عليها نظرية التبادل الاجتماعي

تكمن المبادئ الاساسية التي تستند عليها نظرية التبادل الاجتماعي في الاضافات التي قدمها جميع علمائها بدءاً بثيبوت كيلي ومروراً بجورج هومانز وانتهاءً ببيتر بلاو. علماً بأن المبادئ الاساسية التي تستند عليها نظرية التبادل الاجتماعي هي عشرة مبادئ وكما يلي :

1-  ان الحياة الاجتماعية التي نعيشها هي عملية اخذ وعطاء اي تبادل بين شخصين او فئتين او جماعتين او مجتمعين .

2-  العطاء الذي يقدمه الفرد او الجماعة للفرد الآخر او الجماعة الاخرى هو الواجبات الملقاة على عاتقهما ، بينما الاخذ الذي يحصل عليه الفرد من الفرد الاخر هو الحقوق التي يتمتع بها بعد ادائه للواجبات .

3-  تتعمق العلاقات وتستمر وتزدهر اذا كان هناك ثمة موازنة بين الاخذ والعطاء اي بين الحقوق والواجبات المناطة بالفرد او الجماعة .

4-  تتوتر العلاقات او تنقطع او تتحول الى علاقات هامشية في احسن الاحوال اذا اختل مبدأ التوازن بين الاخذ والعطاء بين الشخصين المتفاعلين .

5-  يمكن تسجيل واجبات الفرد وحقوقه على قائمة ويمكن تحويل الواجبات والحقوق الى بيانات كمية بطريقة لا لبي فيها الموازنة او عدم الموازنة بين الواجبات والحقوق .

6-  اذا تكررت الحقوق او الامتيازات التي يتسلمها الفرد فأنها تصبح اقل اهمية بالنسبة له .

7-  الموازنة بين الواجبات والحقوق لا تتحدد بالمجالات المادية بل تتحدد ايضاً بالمجالات القيمية والمعنوية والروحية والاعتبارية . لذا لا يمكن اعتبار نظرية التبادل الاجتماعي نظرية مادية نفعية بحتة كما يتصور البعض ، بل يمكن اعتبارها نظرية قيمية وأخلاقية ومعنوية وروحية .

8-  لا تنطبق قوانين التبادل الاجتماعي على التفاعل الذي يحدث بين الافراد بل تنطبق ايضاً على التفاعل الذي يحدث بين الجماعات والمؤسسات والمجتمعات المحلية والمجتمعات الكبيرة .

9-  ان نظرية التبادل الاجتماعي ليست هي قوانين شمولية كونية تعتمد على المصلحة المتبادلة بين الافراد وإنما هي تعاليم مبدئية وإنسانية تستطيع ان تفسر الظواهر المعقدة للعلاقات الاجتماعية والسلوك الاجتماعي الذي يقوم به الافراد والجماعات في المجتمع .

10-  تعتقد نظرية التبادل الاجتماعي ان اختلال التوازن بين التكاليف والأرباح بين الاشخاص او الجماعات لا يسبب قطع العلاقة بل تقوية العلاقة وديمومتها ، اذ ان الطرف الذي يعطي اكثر مما يأخذ من الطرف الآخر يجعل الطرف الاخير يشعر انه تحت مسؤولية  تقديم التنازلات او المكافآت او الواجبات تجاه الطرف الاخر ، وعندما يقوم الطرف الثاني بتقديم التنازلات للطرف الاول ، فهذا يسبب تقوية العلاقات بين الطرفين كما يرى بيتر بلاو زعيم او رائد النظرية التبادلية الاجتماعية .

 

 الاضافات الفكرية والعلمية التي قدمها رواد  نظرية التبادل الاجتماعي :

تقسم الاضافات التي قدمها رواد  نظرية التبادل الاجتماعي الى ثلاثة اقسام هي:

اولاً : الاضافات الفكرية والعلمية التي قدمها ثيبوت وكيلي :

حلل ثيبوت و كيلي في كتابهما ” علم النفس الاجتماعي للجماعات ” مبادئ التبادل الاجتماعي اذ اشار بأن مفاهيم التبادل الاجتماعي تستطيع تفسير جميع انماط العلاقات الاجتماعية والسلوك الاجتماعي عند الافراد والجماعات . فالعلاقات الاجتماعية تعتمد على نسب التكاليف والارباح التي تنطوي عليها علاقات الافراد الاجتماعية ، اذ ان لكل علاقة اجتماعية تكاليف وأرباح . ويضيف العالمان بأن للعلاقة للاجتماعية التي يقوم بها الفرد تكاليف وأرباح ، ونسب التكاليف والأرباح يجب ان تكون متساوية . علماً بأن مجموع التكاليف والأرباح يمكن تحويلها الى ارقام احصائية . ان العلاقة بين الافراد والجماعات يمكن ان تقوى وتستمر اذا تساوت كفة التكاليف مع كفة الارباح . اما اذا اختل التوازن بين كفة التكاليف وكفة الارباح فأن العلاقة تضعف ثم تنقطع وتزول كلية .

وينطبق الموضوع نفسه على التفاعل بين الجماعات والمجتمعات اذ ان هذه تتفاعل مع بعضها البعض وان استمرارها او قطعها انما يعتمد على توازن او عدم توازن التكاليف والأرباح التي تتمخض عنها عملية التفاعل بين جماعتين او مجتمعين او اكثر . كما مفاهيم التبادل الاجتماعي التي جاء بها كل من ثيبوت وكيلي انما تعتمد على التوازن الكمي والنوعي بين الواجبات والحقوق . فإذا كانت واجبات الفرد كثيرة وخطيرة ويحتاج اداءها الى خبرة واسعة ودراية عميقة ودراسة طويلة فأن حقوقه المادية والاعتبارية يجب ان تكون كثيرة . اما اذا كانت واجبات الفرد قليلة ومحدودة وروتينية رتيبة ولا تحتاج الى مهارة وخبرة نادرة ودراسة عملية او تطبيقية طويلة ومكلفة فأن حقوق ذلك الفرد المادية والمعنوية لابد ان تكون قليلة او محدودة . علماً بأنه عندما تكون الحقوق كثيرة فان العلاقة تستمر وتقوى وتتعمق ، بينما اذا كانت الحقوق قليلة ولا تنطبق مع الواجبات التي قام بها الفرد فأن العلاقة تفتر وتضعف وربما تنقطع كلية .

x
Scroll to Top