إنّ غير المطّلع على تعريف كلمتي القبيلة والعشيرة ، يعتقد أنّ لا فارق في المعنى بين الكلمتين ، وقد فرّق الدارسين بين المعنيين منعاً من اختلاطات كثيرة قد تحدث في أصول الأنساب ، ولا بدّ من تعريف القبيلة والعشيرة للتفريق بين المعنيين قبل الدخول في الموضوع . ما هي القبيلة القبيلة هي عبارة عن مجموعة من الأشخاص ، ينتسبون جميعهم لأبٍّ واحدٍ أو لجدٍّ واحد ، يشكلون كياناً اقتصادياً سياسياً واجتماعياً فيما بينهم وبين البيئة المحيطة بهم ، ويشكّلون عائلات متفرعة ولكن ضمن نطاق الأب الواحد ، يحث تجمعهم القربى ، وتخضع هذه العائلات ، لرئيس وقائد واحد ، وهذا النظام كان معروفاً لدى شعوبٍ عديدة ، وعلى وجه الخصوص البدو .
ا هي العشيرة يعود أصل كلمة العشيرة في المعاجم اللغوية ، إلى كلمة العشرة ، وهي يقصد بها ( آل بيت الرجل ) ، بما يشتمل هذا البيت من أبناء وفروع خرجت عن البيت الواحد ، للأخوة ، والأعمام ، وأيضاً الآباء والأجداد جميعهم ، فهي تعني الفروع أو الأصول على وجه التحديد . ويأتي هذا المفهوم واضحاً في قوله تعالى : (( وانذر عشيرتك الأقربين )) ، لنجد بأنّ الله تعالى قد أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلّم ، في بداية دعوته بأن يقوم بدعوة أبناء عشيرته فقط ، أي بني هاشم تحديداً .
وقد اختلف العلماء حول تقسيم هذه المجموعات التي تنتمي للأب ، وجاء هذا الاختلاف في اللغة وأيضاً في الأنساب ، ويعود هذا الاختلاف نتيجة التطور الذي حصل لهذه المجموعات عبر الزمن ، بحيث كان لا بد من أن يستحدث العلماء بعض المسميّات الحديثة للأصول التي تفرّعت، نجد أنّه وقبل 200 سنة أصبحت كلمة العشيرة تعني فخذاً ، يعود ذلك بسبب تباعد الأنساب فيما بينها ، حيث نجد القبائل أصبحت شعوباً ، وبالتالي العمائر أصبحت قبائل . وقد اهتمّ الكثير من العلماء في هذه التقسيمات والأنساب ، لنجد في ( كتاب النسب ) لزبير بن بكّار ، حيث قسّمها إلى ( الشعب ، ثمّ قبيلة ، ثمّ عِمارة ، ثمّ بطن ، ثمّ فخذ ، ثمّ فصيلة ) ، وقد جاء غير بتقسيمات أكثر حيث كانت ( الجذم ، ثمّ الشعب ، ثمّ قبيلة ، ثمّ عِمارة ، ثمّ بطن ، ثمّ فخذ ، ثمّ فصيلة ، ثمّ العشيرة ، ثمّ الأسرة ، ثمّ العترة )، أمّا عالم الأنساب محمد بن أسعد ، فقد جاء على تقسيمها على النحو التالي : ( الجذم ، ثم جمهور ، ثم شعب ، ثم قبيلة ، ثم عمارة ، ثم بطن ، ثم فخذ ، ثم عشيرة ، ثم فصيلة ، ثم رهط ، ثم أسرة ، ثم عترة ، ثم ذرية ) .
أمثلة لهذه المسميّات بحسب النويري التي وضعها زمن الرسول صلى الله عليه وسلّم : جذم = بنو عدنان . جمهور = معد . شعب = نزار . قبيلة = مضر . عمارة = خندف . بطن = كنانة . فخذ = قريش . عشيرة = قصي . فصيلة – عبد مناف . مع مرور الزمن يصبح لدى الاجيال اللاحقة من العائلات المنتمية للحمولة تحت مسمى العشيرة الاكبر انطباعا كاذبا بانه احد ابناء العشيرة وليس الحمولة اما لجهله بالفرق بين العشيرة والحمولة , او لاعتقاده ان اسم العشيرة قد اصبح حقا مكتسبا له ويتصرف على هذا الاساس ويبدأ بمنافسة ابن العشيرة الاصلي ويجعل نفسه ندا له ويربط نسبه العمودي بنسب العشيرة التي انضم اليها ,ومن هنا تبدأ النزاعات ولا تنتهي خاصة اذا كان المنتمي لا يخاف الله او لا يعرف حرمة ما يقوم به ( ***لعن الله الداخل فينا من غير نسب والخارج منا بغير سبب *** حديث صحيح ) فهو من دون ان يدري يحول نفسه الى كافر ويكون مصيره الخلود في النار هو واهله الذين اتبعوه على ضلال .
ان موضوع النسب من اخطر المواضيع التي يتعامل معها كثير من الناس ببساطة شديدة وباستهتار واحيانا من باب الشقاوة والشطارة وانه نسب نفسه الى عائلة محترمة وقوية تشد من ازره و لا يدري المسكين انه يقود نفسه واهله الى نار جهنم لتكون مأواهم وبئس المصير ولن تقبل منه صلاة ولا عبادة
اقول وقولي هذا نصيحة لوجه الله تعالى ابحثوا في نسبكم لتعرفوا مدى صحته فأذا تبين لكم انكم تنتسبون الى غير ابائكم كواقع حال لكونكم ارتبطتم بعشيرة غريبة بصفة تحالف او مايعرف في العراق ( جرش ) فعودوا الى اصولكم الحقيقية فورا ودون تأخير رأفة بأنفسكم وأهليكم ان كنتم تخافون الله وترجون لقائه ,اما ان كنتم ممن ينطبق عليه قوله تعالى (ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون) فليس لي الا ان اقول لا حول ولا قوة الا بالله “”””
ان أقوال العلماء في علم النسب تؤكد على عدة أمور :
1/ اهتمام علماء الشريعة بالأنساب والعناية بها في ترتيب الأحكام الشرعية عليه
2/ الإعلام بخطورة الطعن أو التشكيك في الأنساب وما يترتب عليه من عقوبات شرعية
3/ الدعوة إلى التأكد في نفي الأنساب وعدم التساهل في ذلك
4/ أن الباحث في علم الأنساب بحاجة ماسة إلى فهم الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا العلم.