تكملة أساليب الضبط الاجتماعي

وقد أشار (روس) إلى أهمية وسائل الضبط الاجتماعي؛ لأنها الأساس الفعال للنظام الاجتماعي الذي يعتبر النتاج الطبيعي لفاعلية وسائل الضبط وقال إنها ترجع إلى نوعين :-

النوع الأول : ضبط إلزامي خلقي.

النوع الثاني : ضبط وضعي سياسي.

ويذهب جيرفتش إلى أن الضبط الاجتماعي إما أن يكون ضبطاً منظماً، أو ضبطاً عن طريق الممارسات الثقافية والرموز كالعادات والتقاليد، أو ضبطاً تلقائياً من خلال القيم والأفكار والمثل أو ضبطاً أكثر تلقائية من خلال الخبرة الجمعية المباشرة.

أما (جيرفتش) فقد ميّز بين وسائل الضبط الاجتماعي وحددها حسب أهميتها كما يأتي:

الدين، والأخلاق، والقانون، والفن، والمعرفة، والتربية .

ويرى أن هذه الوسائل تختلف في ترتيبها وذلك بحسب أهميتها بالنسبة إلى المجتمع السائدة فيه، فمثلاً المعرفة كوسيلة من وسائل الضبط تتفق مع أنواع المجتمعات المختلفة ويمكن أن تسود سواء أكانت معرفة نظرية أم فنية أم سياسية أم علمية أم فلسفية.

والقانون يمكن أن يسود، سواء أكان قانوناً اجتماعياً أم فردياً يتعلق بالعلاقات الاجتماعية بين الأفراد أو منظماً وغير منظم كالدساتير المكتوبة وغير المكتوبة وقد حدد أشكال الضبط في:-

  1. ضبط اجتماعي تتم ممارسته من خلال التطبيقات والممارسات والاستعمالات الحضارية والأنماط والقواعد والرموز، وهو قابل للتجديد والتغيير ويتمثل في العادات والتقاليد والأعراف
  2. ضبط اجتماعي يمارس من خلال القيم والأفكار والمثاليات .
  3. ضبط اجتماعي تتم ممارسته من خلال التجارب الجماعية والتطلعات والابتكارات الجماعية التي تقوم بدورها في تدعيم القيم الأخلاقية المستحدثة وقد قسم الضبط إلى:-

أ- ضبط منظم.

ب- ضبط تلقائي.

ويرى جورفيتش أن الضبط المنظم يبدأ من نهاية الضبط التلقائي.

بينما وسائل الضبط الاجتماعي عند كولي هي عبارة عن : الأخلاق و القانون و الفن والتربية والمعرفة، وهذه الوسائل تتنافس وتتصارع في المجتمع الواحد من خلال الأسرة والجامع والكنيسة والنقابة والدولة.

وينظر (كارل ما نهيم) إلى وسائل الضبط الاجتماعي من زاوية أخرى، فهو يرى أنها تزداد أهمية بالنسبة إلى مواجهة المواقف المختلفة وتوجيه سلوك الأفراد والجماعات، كلما تعقدت المجتمعات وتداخلت نظمها الاجتماعية، فهي ترتبط في هذه الحالة بالأساليب الفنية للنظم الاجتماعية سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو إدارية أو تربوية؛ لأن هذه النظم متداخلة بعضها في بعضها الآخر ومتكاملة وتهدف في النهاية إلى حفظ النظام الاجتماعي واستقراره في المجتمع.

وقد قسم وسائل الضبط الاجتماعي إلى قسمين هما:-

1- مجموعة الوسائل التي تؤثر تأثيراً مباشراً في السلوك الإنساني.

2- مجموعة الوسائل التي تؤثر تأثيراً غير مباشر.

القسم الأول: التأثير المباشر.

ويعتمد على المواجهة والتأثير الشخصي للأفراد كما يقوم الوالد بضبط سلوك أولاده وممارسة حقه في تربيتهم وفق النظام المتوارث، فالشخص الذي يقوم بعملية التأثير في سلوك الأفراد، يعبر بذلك عن القواعد والنظم والسلوك التي يرتضيها المجتمع، وهو يؤدي وظيفة هامة في تغيير السلوك الإنساني، بما يتفق مع قيم المجتمع.

القسم الثاني: التأثير غير المباشر.

x
Scroll to Top