خصائص الأسرة

ومن الخصائص التي تتسم بها الأسرة علي وجه العموم وتميز بينها وبين غيرها من التنظيمات الاجتماعية الأخرى .

1- هي أكثر الأنواع الاجتماعية عمومية وذلك يلاحظ من تلك الحقيقة التي تقول أنه ما من مجتمع في أي مرحلة من مراحله إلا وجدت فيه الأسرة .

2-تعتبر الأسرة هي الإطار الذي يحدد تصرفات أفرادها فهي تشكل حياتهم وتضفي عليهم خصائصها وطبيعتها فإذا كانت الأسرة تشيع فيها تقوى الله وطلب مرضاته والقيام بالفروض الدينية أشاع ذلك بين الأبناء روح تدين موجه لسلوك وإلي الطريق المستقيم وإن كانت الأسرة تشيع فيها الثقافة العلمية أو الأدبية أو هما معا ذات المستوى الرفيع فلابد وأن ينعكس هذا علي تصرفات أفرادها وإن كانت الأسرة هي (عربة )الوعي الاجتماعي والتراث القومي والعرف والعادات والتقاليد وقواعد السلوك ولآداب العامة وهي دعامة الدين والوصية علي طقوسه ووصاياه وبعبارة وجيزة فهي تقوم بأهم وظيفة اجتماعية وهي التنشئة الاجتماعية .

3- تقوم علي أكثر الدوافع عمقا و قوة في طبيعتها البشرية بل وفي طبيعة الكائنات الحية عموما وهي الدافع الجنسي وما يرتبط به من التزاوج والإنجاب وعاطفة الأمومة ورعاية الأبوة وتدعمها عند الإنسان مجموعة من العواطف الثانوية الواضحة للغاية والمتشابكة بقوة .

4- والأسرة بوصفها نظاما اجتماعيا / تربويا تؤثر فيما عداها من النظم الاجتماعية وتتأثر بها فإذا كانت الأسرة في مجتمع ما منحلة فاسدة فإن هذا الفساد يتردد صداه في الوضع السياسي وإنتاجه الاقتصادي ومعاييره الأخلاقية وبالمثل إذا كان الوضع الاقتصادي أو السياسي فاسدا فإن الفساد يؤثر في مستوى معيشة الأسرة وفي خلقها وفي تماسكها .

5- تضع الأسرة مسئوليات مستمرة علي أعضائها أكثر من أي جماعة أخرى تعودت أن تفعل ذلك وقد يعمل الرجال ويحاربون ويموتون في أوقات الأزمة من أجل بلادهم  ولكنهم يكدون ويضحون من أجل أسرهم طوال حياتهم .

6- تتوافر في الأسرة دقة التنظيم الاجتماعي التي تكفلها التشريعات القانونية ويأتي في المقام الأول عقد الزواج الذي يجري تحديده بصورة أدق من غيره من العقود حيث لا يملك الطرفان حرية وضع  الشروط أو تغييرها نتيجة ما قد يتفقان عليه .

وتتميز الأسرة بعدة خصائص تتبلور أهميتها في عملية التنشئة الاجتماعية ومن هذه الخصائص ما يلي :

أن الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الطفل وهي  المسئولة الأولى عن تنشئته .

أن الأسرة تعتبر النموذج الأمثل للجماعة الأولية التي يتفاعل الطفل مع أعضائها وجها لوجه وبالتالي يتوحد مع أعضائها .

* أهمية الأسرة ودورها في التنشئة الاجتماعية :

تقوم الأسرة بدور مهم في التنشئة الاجتماعية للناشئين فهي تعمل وحدها علي تهيئتهم التهيئة الاجتماعية خلال السنوات المبكرة من أعمارهم والتي هي من أهم السنوات في نمو الطفل وتكوينه سواء في الجوانب الجسمية أو الجوانب النفسية وهي الفترة التي يتعلم فيها الكلام والسير ويقوم بتكوين العلاقات الاجتماعية الأولى مع الأفراد والأشياء ويكتسب خبرات وأخلاقا ومبادئ ومعارف ومعلومات تشكل في مجملها القواعد والأسس التي تؤثر في توافقه مع الآخرين وفي تكيفه مع البيئتين الطبيعية والاجتماعية وبالتالي تؤثر فيدوره كعضو في مجتمعه طوال حياته .

فالأسرة تتعهد بالتشكيل  والتطبيع الاجتماعي فهي محيط تربوي بالدرجة  الأولى يتم فيها إكسابه اللغة والقيم ومعايير السلوك وضبطه ويكتسب بها أساليب التعامل الاجتماعية وبعد ست سنوات عادة يوفد به المجتمع إلي بعثه مدرسية ولكن في إطاره ووفقا لحدوده وضوابطه الثقافية ولكنه في نفس الوقت يتقاسم عملية التربية مع المدرسة .

ثانيا : المدرسة  : –

تعتبر المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية الرسمية التي تقوم بوظيفة التربية ونقل الثقافة المتطورة وتوفير الظروف المناسبة للنمو جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا وأنها المؤسسة التي بناها المجتمع من أجل تحقيق أهدافه وعندما يبدأ الطفل تعليمه في الأسرة يكون قد قطع شوطا لا بأس به في التنشئة الاجتماعية في الأسرة وبالتالي يدخل المدرسة وهو مزود بالكثير من المعايير الاجتماعية والقيم والاتجاهات وما تقوم به المدرسة هو توسيع الدائرة الاجتماعية للطفل حيث يلتقي بمجموعة من الرفاق وكذلك يتعلم الطفل الكثير من المعايير الاجتماعية بشكل منظم كما يتعاون أوار اجتماعية جدية كأن يتعلم الحقوق والواجبات وضبط الانفعالات  والتوفيق بين الحاجات الخاصة به وحاجات الآخرين وكذلك يتعلم التعاون والانضباط السلوكي وفي المدرسة يتأثر التلميذ بالمنهج الدراسي بمعناه الواسع علما وثقافة وتنمو شخصيته من كافة جوانبها .

* واجبات (مسئوليات ) المدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية :

1-تقيم الرعاية النفسية للطفل ومساعدته في حل مشاكله .

2-تعليمه كيف يحقق أهدافه بطريقة ملائمة تتفق مع المعايير الاجتماعية .

3-مراعاة قدرات الطفل في كل ما يتعلق بعملية التربية والتعليم .

4-الاهتمام بالتوجيه والإرشاد التربوي والمهني للطالب .

5-الاهتمام الخاص بعملية التنشئة الاجتماعية من خلال التعاون مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى خاصة الأسرة .

6-مراعاة كل ما من شأنه ضمان نمو الطفل نموا نفسيا واجتماعيا سليما :

وللعلاقات الاجتماعية في المدرسة دورا وأثرا كبيرا في عملية التنشئة :

1-إن العلاقات بين المعلمين والتلاميذ يجب أن تقوم علي أساس من الديمقراطية والتوجيه والإرشاد السليمين .

2-إن العلاقات بين التلاميذ أنفسهم يجب أن تقوم علي أساس من التعاون والفهم المتبادل .

3-العلاقات بين المدرسة يجب أن تكون دائمة  الاتصال وتلعب مجالس الآباء والمعلمين دورا هاما في إحداث عملية تكامل بين البيت والمدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية .

وتمارس المدرسة العديد من الأساليب النفسية والاجتماعية في عملية التنشئة الاجتماعية وهي :

دعم القيم السائدة في المجتمع وبشكل مباشر وصريح في مناهج الدراسة  .

توجيه النشاط المدرسي بحيث يؤدي إلي تعليم الأساليب السلوكية الاجتماعية المرغوب فيها وتعلم  المعايير الاجتماعية والأدوار الاجتماعية .

الثواب والعقاب وتمارسهم السلطة  المدرسية في تعلم القيم والاتجاهات والمعايير والأدوار الاجتماعية .

العمل علي فطام الطفل انفعاليا عن الأسرة .

تقديم نماذج للسلوك الاجتماعي السوي .

قيام المدرس بدور اجتماعي دائم التأثير في التلميذ .

المدرس يمثل سلطة يقدم القيمة العامة .

المدرس كمنفذ للسياسة التربوية في المجتمع يقدم ما يحدده المجتمع بأمانة وإخلاص وموضوعية

x
Scroll to Top