عندما يستعد الفرد للكلام، فإنه يستنشق الهواء ويمتلئ صدره قليلا، وإذا بدأ في الكلام فإن عضلات البطن تتقلص قبل البدء بنطق أول كلمة، وهذا التقلص يدفع الأمعاء إلى الأسفل من القفص الصدري، والتي بدورها تدفع الحجاب الحاجز إلى الأعلى حيث تنشط عضلات الصدر، ويؤدي ذلك إلى تقلص العضلات الواقعة بين الأضلاع الصدرية، ويتم ذلك بواسطة حركات سريعة تقوم بدفع الهواء نحو الأعلى عبر الحنجرة والتجاويف الحلقية والأنفية والفمية، وتواصل عضلات البطن تقلصاتها في حركة بطيئة مضبوطة إلى أن ينتهي الإنسان من نطق الجملة الأولى، فإذا انتهى فإن عضلات الشهيق تملأ الصدر ثانية وبسرعة، وتسترخي استعدادا للنطق بجملة أخرى.
لقد دلت الابحاث الحديثة انه عندما نتكلم، يتم تعبئة ثلاثة وظائف معرفية كبرى: ذاكرة الكلمات والتمثلات الذهنية المرتبطة بها.معرفة قواعد اللغة. وأخيرا القدرة على إنتاج الأصوات بطريقة منظمة. أن هذه العمليات تتم معالجتها بشكل رئيسي من منطقة بروكا في القشرة الأمامية،وبدرجة اقل من منطقة فيرنيك ، التي تقع إلى الوراء، والمتخصصة في فهم الكلمات. ولكن كيف تجري هذه العملية؟
اذ وفقا لما اوردته الابحاث الخاصة باللغة فان مراكزاللغة تقع في الفص الأيسر من الدماغ وتتصل مع بعضها البعض بخلايا عصبية متخصصة ، فمنطقة بروكا تنسب هذه المنطقة إلى مكتشفها عالم الأعصاب بول بروكا وتوجد في مقدمة الفص الأيسر من الدماغ في الفص الجبهي وهي المسؤولة عن تنفيذ عملية الكلام حركياً فهي المسؤولة عن تشكيل وبناء الكلمات والجمل وعن استخدام علامات الجمع وشكل الأفعال واختيار الكلمات الوظيفية كحروف الجر والعطف. وتفسر وظيفة منطقة بروكا بقربها من المنطقة المسؤولة عن التحكم بحركة الجسم وكذلك عن التحكم بعضلات الوجه والفك واللسان والحنجرة . و منطقة فيرنك تنسب هذه المنطقة إلى مكتشفها عالم الجراحة كارل فيرنك وتقع هذه المنطقة بالقرب من منطقة السمع الرئيسية في الجزء الخلفي للفص الصدغي فتقوم باستقبال المدخلات السمعية وهي المنطقة المسؤولة عن فهم وتفسير الكلام فهي تقوم بإعداد المعاني وتفسير المفردات واختيارها بهدف إنتاج الجمل.هذا وترتبط منطقة بروكا ومنطقة فيرنك بحزمة من الألياف العصبية تعرف بحزمة الألياف المقوسة.
وعليه فان عملية الكلام تحدث وفقا لاطارها العضوي لكن في نفس الوقت تتفاعل مع غيرها من العوامل النفسية والصحية والاجتماعية والتربوي. والتي تتكامل فيما بينها لتشكل في النهاية اصدار استخدام اللغة بشقيها المكتوب والمنطوق .
نظريات اكتساب اللغة .
هناك العديد من النظريات النفسية التي حاولت تصنيف وتفسير مراحل الاكتساب اللغوي التي يمر بها الانسان منذ الطفولة حتى البلوغ ، كما انها حاولت إيجاد تصنيفات عصبية لطبيعة الاكتساب وما الذي يطرا من تغيرات على الدماغ الإنساني وخصوصا تلك التغيرات التي ترتبط بالمناطق الخاص باللغة ، كما ان منظري تلك النظريات حاولوا تفسير الالية التي يتم من خلالها اكتساب اللغة اللغة الثانية وكيف يمكن ان يكون هناك تعلم متاوزي لتعلم لغة أخرى وما تاثير ذلك التعلم للغة الثانية على اللغة الام ومن تلك النظريات :ـ
لكن قبل ذلك ما المقصود بأكتساب اللغة :ـ
أكتساب اللغة acuisition language: هي عملية علميَّة يستطيع الفرد من خلالها امتلاك قدرة خاصَّة على استقبال واستيعاب اللغة الأم الأولى لدى الأطفال، أو اكتساب اللغة الثانية والتعاطي معها.
أقسام ذلك الاكتساب:
1- اكتساب اللغة غير اللفظية: تتمثَّل في أولى صرخات الطفل المولود، والتي تشهد تطوُّرًا سريعًا لتصبح وسيلةً للتواصل بين الطفل والآخر (الأم)، وتساعده على التعبير عن حاجاته الأساسية من أكل وشرب، ورغبة في النوم، والشعور بالألم …
2- اكتساب اللغة اللفظية: تتطوَّر المرحلة الأولى عند الطفل في الحالات العادية عند بلوغه خمسة عشر شهرًا (حتى عام ونصف)؛ لينطق بعض الألفاظ العشوائية.
ولقد حاول علماء النفس واللغة صياغة مجموعة من الفروض والنظريات المختلفة حول موضوع كيفية اكتساب اللغة، وتتراوح هذه الفرضيات بين أسباب بيولوجية وأخرى سلوكية، كلية، بيئية …