دلت الادبيات البحثية على انه اللغة والتفكير شي واحد لا يمكن ان توجد لغة بدون فكر ولا يمكن ان يوجد فكر بدون لغة وان كلاهما مكمل للاخر فعندما يحتاج الانسان الى اللغة ينبغي ان يستخدم الفكر وعندما يحتاج الى الفكر ينبغي ان يعود الى اللغة وهنالك من يرى ان اللغة هي المعبره عن الفكر.
كما ان التفكير الانساني يرتبط ارتباطا وثيقا باللغة، اذ دلت الدراسات ان هناك توافق ، وتفاعل، وتلازم بين اللغة والفكر. إن مفردات اللغة ترمز إلى فكر، وكل لفظة تتضمن فكرة، أوصورة ذهنية ترسخ في العقل عن طريق التجربة والاختبار. ان اللغة وسيلة للتعبير عن الفكر، ووعاء يحتويه، وهناك تأثر وتأثير بينهما. فهل اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة؟ أم هناك فكر مجرد لايعتمد على لغة؟هل أن اللغة هي التي تحدد مسار الفكر وترسم له حدوده؟ أم أنها مجرد وسيلة للتعبير عن الفكر، وأن الأخير هو الموجِّه لها؟ أم أن الفكر كلام داخلي يعتبر مرحلة من مراحل اللغة؟ اذا كانت هنالك علاقة بينهما ماهو نوع تلك العلاقة؟
تلك مسائل تثار عن نمط علاقة اللغة بالفكر في حقول علوم اللغة، وعلم النفس، والفلسفة، والمنطق.
يرى كل من تشومسكي ” و جول كريستيفا وغيرهم أن هناك علاقة وطيدة بين اللغة والفكر ، وان تلك العلاقة ذات أهمية في الفهم ليس فقط لطبيعية ظاهرة التفكير بل أيضاً لفهم طبيعة ظاهرة اللغة نفسها ، لذا لم يكن ممكناً إغفال هذه القضية طويلاً ، فانبعثت كموضوع يستفز التفكير والنظر حتى من داخل علم اللسانيات .
لقد كان التصور الفلسفي القديم يعتبر اللغة مجرد وعاء لفظي يأتي المحتوى الفكري ليستبطنه ويحل فيه، فالأفكار حسب التقليد الفلسفي الأفلاطوني ماهيات وجواهر ، وما اللغة إلا أغلفه وقنوات لفظية تستخدم للإحاطة بالفكرة والتعبير عنها !!! وجرى تناقل هذا التصوير الأفلاطوني معطياً نوعاً من الاستقلالية للتفكير عن التعبير، اي للتعبير عن فكرة لفظا بل هي( اللغة) تشكل حس لغوي يعطي نوعاً من الأسبقية في الوجود للتفكير، حس يتم تعزيزه من خلال تجارب التعبير اليومية نفسها ومن هنا تشكل ذلك الوعي اللغوي الذي يعتبر اللغة مجرد أداة ووسيلة يستخدمها التفكير في مختلف عملياته لنقل مقصوده ومعناه .
( ماهية الشيء هي اصوله .فهي بمثابة بطاقة تعريف به والبحث في جذوره الأولى)
(الجوهر مصطلح فلسفي يوناني، ويعني الموجود القائم بذاته لا في موضوع وهو عند أرسطو ذات أو حامل للصفات المتغيرة(
فيحدد ديكارت الجوهر بما هو متقوم بذاته، ولا يحتاج إلى أي شيء لكي يوجد، وهو الأول في مرتبة الوجود، وهو الدائم الثابت هو الله.
لكن هل يمكن حدوث التفكير (كعملية عقلية) بدون وجود اللغة؟
هل يوجد فكر بدون لغة ؟
وعليه طبقا للمعطيات الفلسفية فانه لايمكن وجود لغة بدون فكر ولايمكن وجود الفكر بدون اللغة . ووفقا للمعطيات علم نفس اللغة فانه يمكن وجود فكر بدون لغة في اطار تصور مدركات محددة.
ماهي وظائف اللغة ؟ هل للغة وظيفة واحدة ام مجموعة وظائف ؟