تركز الدراسة في علم نفس اللغة على مجموعة من الاسس وهي الاساس الفيزيائي والاساس العضوي والاساس العصبي وعلى الأساس النفسي للغة.
يتناول الأساس الأول الجانب الصوتي والمرئي للغة، والحواس التي تنقل اللغة إلى الإنسان، وهي حواس السمع والبصر وكذلك اللمس للمكفوفين. كما يشتمل على النواحي البيولوجية والفيزيولوجية للغة، إضافة إلى الأساس العصبي لها عند المتحدث والمتلقي والقارئ. ويختص الأساس النفسي بالعمليات الذهنية المختلفة التي يتم فيها اكتساب اللغة منذ الطفولة وفي مدارج العمر التالية، وكذلك بتعلم اللغات الأجنبية إلى جانب اللغة الام.
كما ان محور اهتمامه هو عملية اكتساب اللغة ، فهي اللغة التي يتعملها الافراد و التي ينطق بها الطفل في المراحل المبكرة من العمر والتي تؤثر في عملية اكتسابها مؤثرات بيولوجية وفيزيولوجية واجتماعية. كما أن تعلم اللغات الأجنبية بجانب اللغة الأصلية أو اللغة الأم أمر جوهري في علم نفس اللغة، ويختص ذلك بالبحث في العوامل المختلفة المؤثرة في تعلم اللغات، ومنها عوامل داخلية وخارجية، ومساعدة، ومُعوِّقة.
يضاف إلى ذلك البحث في الاضطرابات اللغوية المرتبطة بعيوب النطق والكلام سواء كانت ولادية او مكتسبة نتيجة إصابة بعض أجهزة الإنسان ذات الصلة باللغة (اضطراب أو تلف في أجهزة النطق أو في المراكز العصبية بالمخ…إلخ)، وتعد هذه الاضطرابات اللغوية جانباً مهماً من جوانب الدراسات في ميدان علم نفس اللغة، إذ إن هذه الاضطرابات تؤثر من الناحية النفسية في شخصية الفرد.
ان الدراسات اللغوية الحديثة وجهت البحث اللغوي لدراسة اشكالية اللغة وتعقيداتها ،والعمليات العقلية التي تسبق صدور العبارات والجمل اللغوية المنطوقة ، فضلا عن اكتشاف قوانين عامة لتفسير السلوك الانسان من خلال ظواهر عامة مثل التعلم والادراك والقدرات. فصارت اولى اهتمامات هذا العلم دراسة ما يربط الجهاز العصبي والجهاز النطقي ، كما يعمل على كيفية تحويل المتحدث للاستجابة الى رموز لغوية . فهذه العملية العقلية تفرز عنها اصدار الجهاز الصوتي للغة . وبدوره المتلقي يترجم ويحول هذه الرموز في ذهنه الى المعنى المراد او المقصود ، وهنا تتم عملية عقلية اخرى
وعليه يمكن ان ان نميز بين ماهو لغة وماهو علم نفس اللغة .
فالاول يختص بدراسة المستوى الصوتي واصدار الكلام او الاصوات ، وذلك بانطلاق الهواء من الرئتين بضغط من الحجاب الحاجز ، مرورا بالقصبة الهوائية والحنجرة والحلق والفم وانتهاء بالشفتين ، ومن ثم انتقال هذا الصوت الى المستمع بهذه الموجات والعمليات السمعية التي تجعله قادرا على التقاط الصوت عبر الهواء ، وان دور علم علم نفس اللغة يبداء من خلال االعمليات العقلية التي يقوم بها المستقبل للكلام وفك شفرة الرموز الصوتية لغاية فهم المقصود وادراكه ، والبحث عن القدرة التي يمتلكها المتكلم والسامع على انتاج اللغة وفهمها وذلك عن طريق امتلاكه لمجموعة من الاستعددات والقواعد النحوية ، والتي تمكنه من انتاج عدد لا نهائي من الجمل وهو يمثل جوهر نظرية جومسكس ( النظرية التوليدية).
اللغة الأصل و الظهور والتطور-:
أصل اللغة وكيف نشأت، هي من الأمور التي ما زالت غامضة، ولكي نكتشف هذا الغموض علينا أن نرجع إلى العهود القديمة التي لا نعلم عنها شيئا يقينا، والعلم لا يأخذ بالغيبيات أو الحدس، إلا إذا كانت افتراضات قيد البرهان .
ان أصل اللغة ليست قضية لغوية بحتة، ولا تدخل في نطاق علم اللغة، بل في نطاق السيكولوجيا والأنتروبولوجيا والفلسفة. وطبقا لذلك فان هناك بعض النظريات اشارت الى اصل نشوء اللغة .
نظريات نشوء اللغة:
- نظرية محاكات اصوات الطبيعة .
- نظرية التعبير الطبيعي .
- نظرية الرنين الطبيعي.
- النظرية التوقيفية. (مرفق)
تحليل اللغة |
طبيعة اللغة :- ماهي طبيعة اللغة ؟
دلت الادبيات البحثية ان لغة الانسان تاخذ اشكالا متعددة بمعنى انها يمكن ان تكون ممثلة في الاحرف والمفردات والجمل التي تشكلها ، ولهذا ظهر لها وجهان( المقروءة والمكتوب) ، حيث ان كل واحدة يكمل الاخر. ان اللغة التي يكسبها الطفل من المجتمع او الجماعة التي ينتمي اليها بصورة مباشرة تتم عن طريق العمليات الاجتماعية من خلال عملية التنشئة الاجتماعية وفقا للنظام الاجتماعي الذي ينشئ فيه الفرد اذ يلعب دورا اساسيا وفعال في بناء اللغة وتشكيلها. كما ان لكل لغة نظامها اللفظي الذي يميزها عن غيرها، ولها ايماءتها الحركية والصوتية الخاصة بها ، كما ان العلماء والباحثين في هذا المجال قد احتاروا في ايجاد تعريف شامل وافٍ للغة.
من خلال عرض ما سبق يمكن القول بأن طبيعة اللغة يجب أن تكون لها انظمتها الصوتية التي تميزها عن باقي اللغات ، ولهذا يمكن الوصول الى تعريفين للغة ،
الاول بانها نظام صوتي يتفق عليه مجتمع ما بهدف التفاهم والتواصل ، حتى يحققوا ما يريدون.
أما الثاني يعرف اللغة بانها مؤسسة جماعية ذات قواعد تفرض نفسها على الافراد ، وتتناقل بطريقة جبرية من جيل للأخر ، منذ كان الناس يستشفون اشكالها الخاصة من اشكال سابقة ، وتنحدر نفسها من اشكال بدائية ، دون توقف من اصل وحيد وأصول أولية متعددة.
ان التحليل المنهجي للتعريفات اعلاه نلحظ تفسيرات متعلقة بطيعة اللغة وبالتحديد ايجاد صفات مميزة للغة التي تكون متعلقة باللهجة او من خلال اللغة وتؤسسها وفق قواعد واصول تتفق عليها وهو ايضا متعلق بخصائص اللغة التي تميزها. ويمكن ان نوجز اهم الخصائص التي تتميز بها اللغة.
- للغة ان قواعد تفرض نفسها على الافراد ، وهذا ما يطلق عليه النظام الصوتي بمعنى أن لكل لغة ما يميزها عن اللغات الاخرى.
- لكل امة او شعب لغتها الخاصة بها تشكل هويتها .
- اللغة وسيلة من الوسائل التي لا نستغني عنها في عملية التفاهم والتواصل والاستمرارية في الحياة .
- اللغة متطورة بمعنى انه يوجد هناك علاقة بين اللغات القديمة والحديثة .
- للغة وجهان كل واحد يكمل الاخر فالأول المقروء اما الثاني فالمكتوب .حيث يختلف من لغة الى اخرى .