يعد موضوع تعديل السلوك { Behavior Modification } من الموضوعات الحديثة التي تهتم بالسلوك الانساني من حيث هندسته , وذلك بتثبيت السلوك المرغوب فيه وتغيير السلوك غير المرغوب فيه , وعلى ذلك يمكن تعريف موضوع تعديل السلوك , بأنهُ مجموع العمليات التي تعمل على ملاحظة السلوك وتحليلهُ وتعديله, على وفق الاستراتيجيات والأساليب الخاصة بتعديل السلوك أذ يشير (( بير دين )) ( 1980 ) و (( كاز دين )) ( 2001 ) الى مثل ذلك التعريف لعملية تعديل السلوك , ويمكن توظيف مفهوم تعديل السلوك بعملياتهِ وأساليبه مع كل أشكال السلوك الانساني , سواء أكانت في الأسرة أو المدرسة أو المعمل أو أية مواقف اجتماعية وفردية ومع الأفراد العاديين على حد سواء , ويشير كل من (( كاز دن و بير دن )) على أن عملية تعديل السلوك العمل على تقوية السلوك المرغوب فيه , أو أضعاف السلوك الغير مرغوب فيه , ويمثل الشكل الآتي العلاقة بين المواقف المثيرة والاستجابة والنتائج المترتبة على تلك الاستجابة .
(( م س )) (( R S ))
فإذا كانت النتائج المترتبة على العلاقة بين ( م / المثير ) و ( س / الاستجابة ) مرغوب فيها , فيمكن استخدام الأساليب التي تعمل على تقوية السلوك المرغوب فيه , والعكس صحيح , فإذا كانت النتائج المترتبة على العلاقة بين ( م و س ) غير مرغوب فيها فيمكن استخدام الأساليب التي تعمل على أضعاف العلاقة بينهما .
وعلى ذلك تهدف عملية تعديل السلوك الى ما يأتي : –
1 . تثبيت أشكال السلوك المرغوب فيها من قبل الفرد .
2 . أضعاف أشكال السلوك غير المرغوب فيه من قبل الفرد .
3 . ضبط أشكال السلوك الانساني باستخدام الضوابط الداخلية والخارجية { Inner And External Controlled } ويمكن تثبيت أشكال السلوك المرغوب فيها باستخدام الأساليب السلوكية المناسبة لذلك مثل , التعزيز الايجابي , أو التعزيز السلبي , أو النمذجة , أو تشكيل السلوك , أو الضبط الذاتي , في حين يمكن أضعاف أشكال السلوك الانساني غير المرغوب فيها باستخدامهُ الأساليب المناسبة مثل العقاب والمحو .
أما استراتيجيات عملية تعديل السلوك , فهي ما يأتي : –
1 . تحديد السلوك المرغوب فيه اجرائياً .
2 . تحديد السلوك غير المرغوب فيه اجرائياً .
3 . تحديد الهدف من عملية تعديل السلوك .
4 . تحديد أسلوب أو أساليب التعديل المناسبة .
5 . تحقيق الهدف من عملية تعديل السلوك .
ويقصد بالاستراتيجية الأولى السلوك المرغوب فيه بطريقة قابلة للقياس ويمكن ملاحظتهُ , كما يقصد بالاستراتيجية الثانية تحديد السلوك الغير مرغوب فيه اجرائياً , وذلك بوصفهُ بطريقة قابلة للقياس , ويمكن تحديد السلوك اجرائياً وفق أسلوبين هما , عدد المرات التي يظهر فيها السلوك المرغوب فيه , أو غير المرغوب فيه { Frequency Measures } , أما الأسلوب الثاني فهو الفترة الزمنية التي يظهر فيها هذا السلوك اجرائياً بعدد المرات التي يظهر فيها في فترة زمنية محددة .