يستخدم الارشاد السلوكي لتعديل السلوك وتركز تلك التقنية اساساً في مجال الارشاد العلاجي , أذ تعد العملية أعادة تعلم وإعادة التعلم تعني تعديلاً في السلوك , ويعد الارشاد السلوكي تطبيقاً عملياً لقواعد ومبادئ وقوانين التعلم والنظرية السلوكية وعلم النفس التجريبي بصفة عامة في ميدان الارشاد النفسي , وبصفة خاصة في حل المشكلات السلوكية بأسرع ما يمكن وتعديل سلوك المسترشد من خلال ضبط وتعديل السلوك المضطرب , ولقد تقدم ميدان العلاج النفسي وسبق ميدان الارشاد النفسي في تبني طريقة التعديل السلوكــــي للأعراض باعتبارهـــــا تجمعات لعادات سلوكيـــة خاطئـــة مكتسبـــة . [ Beech / 1969 ] .
*** أسس الارشاد السلوكي : –
يقوم الارشاد السلوكي على أسس نظريات التعلم بصفة عامة , والتعلم الشرطي بصفة خاصة , ويستند الى أطر النظريات التي وضعها (( أيفان بافلوف / Pavlov )) و (( جون واتسون / Watson )) في التعلم الشرطي ( الكلاسيكي ) وممكن الاستفادة من نظريات (( ثور نديك / Thorndike )) و (( كلارك هل / Hull )) و (( سكانر / Skinner / 1938)) في التعزيز مع استخدام التعزيز الموجب أو السالب أو الثواب والعقاب في تعديل السلوك , ومن أشهر من أسهم في تطبيق النظرية السلوكية عملياً في ميدان الارشاد والعلاج النفسي(Dollard And Miller/ 1950) ويـــرى (( هانز أيزينك / Essence / 1960 )) أن العلاج السلوكي يتضمن أساساً اعادة التعليم ((Re-Education )) .
ويطلق على الارشاد والعلاج السلوكي أحياناً ( ارشاد التعليم ) أو ( علاج التعليم ) , فالافتراض الأساس هنا هو أن الفرد يولد وعقله صفحة بيضاء , وعندما يبدأ نمو الفرد يتعلم السلوك السوي والسلوك الغير سوي ( السوي أو المرضي ) عن طريق عملية التعلم , وأن الاضطرابات السلوكية هي استجابات شرطية متعلمة , والفرد يحتفظ بهذه الاستجابات المرضية لأنها من ناحية معينة مصدر أثابه , مثلاً الفرد الذي يعاني من خوف الجموع يهرب من الحفلات , وهذا الهروب يعد مصدر أثابه لأن فيه تجنباً لما يشير الألم النفسي , وهذا يجعل الاستجابة غير المتوافقة ( المرضية ) تستمر بصرف النظر – من وجهة نظر الفرد – عن الأثار المؤلمة البعيدة المدى لمثل هذا السلوك المرضي . وهذا يجعل المرشدين والمعالجين السلوكيين يعملون على إزالة مصدر الإثابة الذي ينتج عن السلوك المضطرب أثناء التعلم الذي يوفره الارشاد والعلاج السلوكي لتعديل السلوك (( زهران / 2002 )) .