الاجراءات العلاجية المستندة على الاشراط الكلاسيكي

أن تطبيقات الاشراط الكلاسيكي تساعد في علاج وحل المشكلات ذات الطابع الانفعالي كالقلق والخوف المرضي , من خلال التحكم بالمثيرات القبلية , أذ يقوم مبدأ الارشاد والعلاج حسب الاشراط الكلاسيكي على مبدأ فك الارتباط أو الغاء الاشراط ما بين المثيرات الشرطية والمثيرات غير الشرطية المثيرة للقلق والخوف وبعض المشكلات والاضطرابات الانفعالية من خلال تعريض المسترشد للمثيرات الشرطية بغياب المثير غير الشرطي ( الألم ) لمرات متكررة , وذلك سيؤدي الى اختفاء السلوك غير المرغوب فيه ( الخوف ) . عليه نجد أن المبدأ الأساسي للإرشاد والعلاج الكلاسيكي هو الاطفاء الكلاسيكي , مثال الأنطفاء الخوف سميت والدة ألبرت طفلها من المستشفى مباشرةً قبل بدء أزاله الخوف في دراسة (( واطسون – رينر )) . وباءت جميع المحاولات التي بذلت لمعرفة مكان ( ألبرت ) بالفشل ومن ثم لا نعرف ما حدث له , ولكن بعد مضي ثلاث سنوات بعد التجربة الأولى والذي اكتسب الخوف من الفئران ( ألبرت ) بطريقة شرطية استطاعت أحدى طالبات (( واطسون )) وكان أسمها ((كوفر جونز )) توضيح أنهُ يمكن ازالة المخاوف من خلال عملية الاشتراط , وكان الطفل ( بيتر ) هو المفحوص في هذه الدراسة الأكثر انسانية , وهو يشبه الطفل ( ألبرت ) تقريباً وأكبر منهُ عمراً قليلاً . وحينما بلغ ( بيتر ) ( 34 شهراً ) كان يبدو في صحة جيدة وعادياً في جميع تصرفاتهً عدا شعورهً بالخوف المفرط من الأرانب والفئران , والمعاطف المصنوعة من الفراء والجلود والقطن الطبي وبعد أن تشاورت مع أستاذها (( واطسون )) , أعدت (( جونز )) استراتيجية لعلاج الخوف من الأرانب الذي أصبح قوياً . وقد وضع برنامج بحيث يلعب ( بيتر ) في المعمل مع ثلاثة أطفال ممن لا يخافون من الأرانب مع تقديم الأطعمة المفضلة ( لبيتر ) في تلك الجلسات . كذلك يوضع أحد الأرانب في المعمل على الأقل لفترة زمنية ما أثناء كل جلسة . وشجع ( بيتر ) على المشاركة في التفاعل عن قرب مع الحيوان بطريقة متزايدة , وفي أثناء علاجهِ الذي استغرق ( 3 شهور ) مر ( بيتر ) بالمراحل التالية :

1 . يسبب الأرنب الموضوع في قفص بأي مكان من الحجرة استجابة الخوف لدى ( بيتر ) .

2 . يحتمل ( بيتر ) بدون خوف , وجود الأرنب في قفص أذا كان على بعد ( 3 أقدام ) منه .

3 . يحتمل ( بيتر ) بدون خوف , وجود الأرنب في قفص أذا كان على بعد ( 4 أقدام ) منه .

4 . يحتمل ( بيتر ) بدون خوف وجود الأرنب في قفصهِ أذا كان على بعد ( 3 أقدام ) منه .

5 . يحتمل ( بيتر ) بدون خوف , وجود الأرنب في قفصهِ عندما يكون قريباً منه .

6 . يحتمل ( بيتر ) وجود الأرنب حراً طليقاً في الحجرة .

7 . يلمس ( بيتر ) الأرنب عندما يحملهُ المجرب .

8 . يلمس ( بيتر ) الأرنب وهو طليق في الحجرة .

9 . يتحدى ( بيتر ) الأرنب بالبصق عليه , قذفهُ بالأشياء , وتقليدهُ .

10 . يمسح بالأرنب وهو على كرسي مرتفع .

11 . يوضع ( بيتر ) بجانب الأرنب في وضع لا يتيح لهُ فرصة الابتعاد عن الأرنب .

12 . مساعدة المجرب على حمل الأرنب لوضعهُ في قفصهُ .

13 . حمل الأرنب في طيه من ثوبهِ .

14 . يجلس ( بيتر ) في الحجرة بمفردهِ مع الأرنب .

15 . يسمح للأرنب باللعب معهُ بالقلم .

16 . يلاطف الأرنب ويربت عليه بحب وحنان .

17 . يدع ( بيتر ) الأرنب يداعب – برفق – أصابعهُ بأسنانه .

   في نهاية العلاج , كان الطفل على وفاق تام مع الأرنب . وقد اختفت مخاوفهُ كلياً من القطن , ومعاطف الفراء , والجلود , بينما تحسنت بدرجة كبيرة ردود افعالهُ مع الفئران . [ C . G . Walters . / 1977 ] …

  من الممكن تفسير تعلم ( بيتر ) الجديد باستخدام أي من مبادئ الاشتراط الأستيجابي وتفسير قائم على الاطفاء , أذ قدمت ( جونز ) المثير الشرطي ( الأرنب ) بصورة متكررة بدون المثير الا شرطي المفترض وجوده ( خبرة الخوف ) الى أن اختزلت الاستجابة الشرطية ( الخوف ) الى مستواها قبل عملية الاشراط , وعلى الرغم من أن الاستجابة الشرطية قد تختفي مع مرور الوقت , فأنها تمحى كلية , وقد اكتشف (( باف لوف )) هذا المبدأ عندما قدم المثير الشرطي للحيوانات مرة ثانية , أصدرت استجابة شرطية بصورة متكررة وتعرف عودة ظهور استجابة شرطية ثم انطفاؤها من قبل عقب فترة من الراحة بالاسترجاع التلقائي . [ دافيدوف / 1983 / ص 203 – 205 ] …

** الجذور التاريخية للأشراط الأستجابي  : –

ينسب اكتشاف الاشتراط الأستجابي الى عالم الفسيولوجيا الشهير ((أيفان بافلوف/ 1849 – 1936)) ومن ثم يطلق على الاشتراط الاستجابي مصطلح ( الاشتراط البافلوفي /  Pavlovin)  . وعندما بدأ هو أي (( بافلوف )) بحثهُ بالاشتراط , كان قد فاز بجائزة نوبل , وفي اثناء دراستهِ لفسيولوجية الافرازات الهضمية لدى الطلاب , لاحظ أن الحيوانات كانت تفرز اللعاب لمثيرات أخرى غير الطعام , مثل صوت وقع أقدام من يقدم لها الطعام ورؤيته , وقد جذبت هذه الظاهرة انتباه (( بافلوف ) بصورة متزايدة , نهاية الأمر قام وزملاءهِ بتنظيم مبسط للموقف الذي حدث فيه افراز اللعاب الغريب ( لمثيرات أخرى غير الطعام ) , مولين عناية كبيرة لتقليل تأثير العوامل الغير مرتبطة , أو الداخلية في الموقف الى أبعد حد ممكن , ويعبر (( بافلوف )) عن ذلك بقولهِ { لاستبعاد العوامل المعوقة والمشوشة , ثم اقامة معمل خاص ( بترو كراد ) في معهد الطب التجريبي وقد كان المعمل محاطاً بما يشبه الخندق العازل , قسمت كل غرفــة بحث فيــه بواسطــة مادة عازلــة للصــوت الــى جزئيين أحداهما للحيوان والأخر للمجرب } .  [  Patterson / 1975 ] …

    وكان (( بافلوف )) وزملاؤهُ قبل القيام بدراستهم يقومون بأجراء عملية جراحية صغيرة لكل حيوان حيث يحدثون شقاً صغيراً عادةً ما يكون في خد ( الكلب ) بحيث يمكن نقل فتحة القناة اللعابية الى الخارج ثم يثبتون انبوبة زجاجية على فتحة القناة اللعابية بحيث يمكن جمع اللعاب وقياسهُ , وفي اثناء تجربة اشتراطية مثلى , تقف الكلاب على منضدة وتقيد في حامل ما بطريقة مريحة , وبعد أن تألف الحيوانات الموقف وتبدو مسترخية , يتم قياس افرازاتها اللعابية بالنسبة لكل من خليط من اللحم والبسكويت يوضع في فمها ( المثير الطبيعي ) ومثير محايد ( في كثير من الحالات كأن يكون صوتاً معيناً ) وكانت الحيوانات تفرز اللعاب بقدر كبير عند اعطائها الطعام وبمقدار قليل جداً عند مواجهتها بالصوت ( وليكن صوت جرس كهربائي ) , عند هذه المرحلة , تبدأ محاولات الأشراط حيث يضغط على الجرس ويقدم طبق الطعام للكلب , ويتم هذا غالباً في أن واحد أو بعدهُ بثواني عديدة ويحدث مثل هذا الاقتران حوالي خمسين مرة على مدى عدة أسابيع , وفي محاولات اختبار حدوث الاشتراط , يستبعد الطعام ويقدم صوت الجرس منفرداً لمعرفة ماذا كان الحيوان سوف يفرز اللعاب أم لا , ومتى يتم هذا , في نهاية الأمر , كانت الحيوانات تفرز اللعاب بعد بدء صوت الجرس مباشرةً , وهكذا يتضح أن افراز اللعاب المزعج المثير للتساؤل قد نشأ من الارتباط العرضي بين الطعام وأحداث أخرى , وقد أستمر ((بافلوف)) في دراسة الاشتراط الاستيجابي الى يوم وفاتهِ في سن السابعة والثمانين . [ أبو أسعد /  2014 ] …

      ووفقاً لمبادئ الأشراط الكلاسيكي فهناك مثير محايد أصبح شرطاً بسبب خبرات الاقتران مع مثير غير شرطي ومن أهم الآراء التي تحدثت حول دور الأشراط الكلاسيكي في ظهور المشكلات الانفعالية كالخوف والقلق , نظرية العاملين { Two – Factor Theory }  حيث أن (( مورر )) انطلق من منظور التحليل النفسي في تفسير وعلاج المخاوف المرضية , حيث أنهُ حاول تفسير وتطبيق أراء ((فرويد)) في التحليل النفسي حول القلق بشكل أكثر قبولاً وموضوعية وتحتوي نظرية العاملين على فرضيتين أساسيتين : –

1 . أن القلق والمخاوف يتطوران وفقاً لعملية الأشراط الكلاسيكي حيث يتم أقران المثيرات المحايدة مع المثيرات غير الشرطية .

2 . هذا القلق لهُ فائدة من حيث كونهُ يحتوي على أنماط سلوكية تجنبيه والذي يعزز من خلال خفض مشاعر القلق , مثال , أن الخوف من المصعد , قد يكون خوفاً تم تعلمهُ من خلال مبادئ الأشراط الكلاسيكي , حيث أن المصعد ( مثير محايد ) لا يستجر أي مشاعر خوف بالوضع الطبيعي , ألا أن خبرات عملية الاقتران بين المصعد وتوقع الوقوع والإصابة بالجروح أو احتمالية الموت لخلل في المصعد ( مثير غير شرطي ) قد يؤدي الى تغير صفة المصعد مثير محايد الى مثير شرطي , يستجر استجابة شرطية وهي الخوف والإضافة الهامة لنظرية العاملين تتمثل في أن الخوف سيقود الى السلوك التجنبي لاستخدام المصعد , وهذا ما يؤدي الى خفض معدل الخوف , الأمر الذي يعزز السلوك التجنبي تعزيزاً سلبياً , وسيعمل على زيادة احتمالات تكرارهُ بالمستقبل ومن أهم الأسس التي تستند عليها اجراءات العلاج الكلاسيكي  : –

1 . أن السلوك محكوم بالمثيرات القبلية , وبالتالي أذا ما أردنا أحداث أي تغيير في السلوك , لابد لنا من أحداث تغييرات في المثيرات القبلية التي تحكم السلوك .

2 . العديد من أنماط سلوكنا سلوكات شرطية , خضعت في يوم من الأيام لخبرات الأشراط من خلال الاقتران ما بين المثيرات غير الشرطية والشرطية , مما أدى الى تغيير صفة المثير المحايد الى مثير شرطي يستجر استجابة شرطية .

3 . أن أساليب العلاج القائمة على مبادئ الأشراط الكلاسيكي , تنطلق من مبدأ الاطفاء والذي يشير الى محاولات المعالج الى فك الاقتران ما بين المثيرات الشرطية وغير الشرطية , من خلال تقديم المثير الشرطي دون ظهور المثير غير الشرطي .

      ولتوضيح مبدأ عمل اجراءات العلاج الكلاسيكي , ممكن العودة الى تجارب (( بافلوف )) على الكلاب , أذ لاحظنا أن (( بافلوف )) قد علم الكلب الاستجابة ( افراز اللعاب ) لمثير شرطي ( الضوء , فتح الباب ) من خلال أحداث اقتران أو دمج بين مثير غير شرطي ( الطعام ) والذي يستجر بطبيعتهِ استجابة افراز اللعاب والمثيرات غير الشرطية , ففي مرة كان يقدم مثير ( الضوء أو الجرس ) ويتبعهُ مباشرةً مثير الطعام , كما عمل على توقع ( الكلب ) للحصول على الطعام بعد ظهور ( الضوء ) , ومن أجل العمل على إخفاء أو اطفاء استجابة افراز اللعاب عند رؤية ( الضوء ) يمكن القيام بعملية فك الاقتران أو الأشراط , من خلال تقديم المثير الشرطي ( الضوء والجرس ) دون تقديم المثير غير الشرطي ( الطعام ) وبشكل مستمر , الأمر الذي يؤدي الى تناقص حدوث استجابة افراز اللعاب بشكل تدريجي الى أن تختفي تماماً .  [  Loulsc /  1984 ] …

ومن أكثر الأساليب العلاجية المستندة على مبادئ الأشراط الكلاسيكي هي ما يأتي  : –

**  تقليل الحساسية التدريجي  : –

يعد هذا الأسلوب من أكثر الأساليب العلاجية والارشادية لتعديل السلوك شيوعاً أو استخداماً لعلاج المشكلات الانفعالية ( كالخوف المرضي أو القلق ) ويستند هذا الأسلوب على أراء (( جوزيف ولبي عام 1958 )) أذ أنهُ أعتقد بأن ردود الانفعالية الشرطية , يمكن التحكم بها من خلال الاقتراب التدريجي من المثير الشرطي , ويقترح (( ولبي )) فكرة الكف المتبادل { Reciprocal Inhibition } التي تشير الى تأثير استجابة ما على استجابة أخرى معاكسة لها الأمر الذي يؤدي الى كف الاستجابة الأقوى للاستجابة الأضعف , وتطبيقاً لتلك الفكرة يرى (( ولبي ) بأننا يمكننا أن نعيد حالة المثير الشرطي المستجر لاستجابة الخوف والقلق الى حالة الحيادية من خلال ابتداع أو خلق استجابة مضادة لاستجابة القلق , وإظهارها مع ظهور المثير المستجر للقلق أو الخوف , أذ أن هذه الاستجابة المضادة للقلق أو المعاكسة لهُ ستعمل على منع ظهور استجابات انفعالية حادة وقد اصطلح تسمية هذا الاجراء بالأشراط المضاد { Counter Condition } , أن تلك الأفكار كانت وليدة التجارب المختبرية في أبحاث علم النفس السلوكي من أحل تعديل السلوك لدى الكائنات الحية ومنها الأنسان , وكان لابد من تطويرها لتكون قابلة للتطبيق الفعلي في الاوضاع الاعتيادية المختلفة , ولذلك تمت الاستعانة بأفكار ((جاك وبسن/ Jacobson)) للتدريب على الاسترخاء { Relaxation } وذلك للإظهار استجابة مضادة أو غير متوافقة مع القلق , ثم يتم ذلك في حالات يكون فيها سلوك مثل الخوف أو الاشمئزاز والذي ارتبط بحادثة معينة فيستخدم طريقة التحصين التدريجي المنظم ويتم التعرف على المثيرات التي تستثير استجابات غير مرغوب فيها ثم يعرض المسترشد تكراراً وبالتدريج لهذه المثيرات المحدثة للخوف أو الاشمئزاز في ظروف يحس فيها بأقل درجة من الخوف أو الاشمئزاز وهو في حالة استرخاء بحيث لا تنتج الاستجابة الشاذة , ثم يستمر التعرض على مستوى متدرج في الشدة حتى يتم الوصول الى المستويات العالية من شدة المثير بحيث لا تستثير الاستجابة الشاذة السابقة وتستخدم هذه المعالجة في حالات الخوف والمخاوف المرضية .  [ الخطيب / 2003 , أبو حميدان / 2004 ] …

      وبشكل مختصر يتضمن هذا الاجراء تدريب المسترشد بشكل تدريجي على تطوير استجابة الاسترخاء , من خلال التدريب على ارخاء أو قبض مجموعة عقلية معينه في الجسد , الأمر الذي يؤدي الى تقليل حدة الاثارة النفسية والشعور بالراحة والاسترخاء وخلال فترة الاسترخاء يتم توظيف مخيلة الفرد لاسترجاع المواقف المثيرة للقلق أو الخوف بشكل تدريجي , وبما أن استجابة الاسترخاء تتعارض مع استجابة القلق فأن ذلك سيقود الى تعرض الفرد ( بالمخيلة ) الى المواقف أو المثيرات الشرطية المثيرة للخوف دون ظهور الاستجابة الشرطية وهي الخوف , وفي ظل هيمنة استجابة الاسترخاء على الحالة الجسدية والنفسية والانفعالية للفرد …

**  ويقوم أسلوب تقليل الحساسية التدريجي على المبادئ السلوكية الاتية  : –

1 . الاطفاء الكلاسيكي من خلال تعرض الفرد للمثيرات الشرطية المثيرة للقلق ومنع ظهور الاستجابة الشرطية ( الخوف / والسلوك التجنبي ) .

2 . يعمل تقليل الحساسية التدريجي على فك الارتباط بين المثيرات المختلفة من خلال توظيف مبدأ الأشراط المضاد حيث أن وجود استجابتين مختلفتين أو متعاكستين غير ممكن في نفس الوقت , مما سيؤدي الى أن تكف الاستجابة الاقوى الاستجابة الاضعف , وهذا ما يسمى بمبدأ الكف المتبادل .

3 . أن استخدام وتوظيف المخيلة وقدرات الفرد في استدعاء المواقف المثيرة للقلق والخوف في المخيلة , سيكون لهُ أثر فعال في اثارة مشاعر وأفكار الخوف والقلق كما تحدث في الواقع .

** خطوات أسلوب تقليل الحساسية التدريجي  : –

  • . تعليم استجابة الاسترخاء : –

يتم تعليم المسترشد الاسترخاء , بحيث يصل الفرد الى حالة عميقة من الاسترخاء ويتم الطلب منهُ ممارسة تمارين الاسترخاء لمدة ما بين ( 10  –  15 ) دقيقة يومياً للمساعدة في تسريع عملية الاتقان , وقد تستغرق عملية التدريب على الاسترخاء ما بين ( 5  –  6 ) جلسات ارشادية أو علاجية , ويمكن تدريب الفرد على الاسترخاء من خلال طرائق هي  :

أ  .  الاسترخاء من خلال المخيلة  : وخلالهُ يتم توظيف قدرات الفرد على التخيل لأجراء الاسترخاء من خلال تخيل مواقف حياتية تقود الى الاسترخاء .

ب . الاسترخاء من خلال التنفس  :  ويتم تدريب الفرد على التنفس العميق وتبادل عملية الشهيق والزفير بشكل بطيء وعميق , الأمر الذي سيقود الى الاسترخاء .

ج . الاسترخاء العضلي  :  يتم أحداث انقباضات وتوتر في مجموعات عضلية جسدية وارخاء هذه الانقباضات , ليلاحظ الفرد الفرق ما بين توتر العضلات وارتخائها .

      ويبدأ الاسترخاء العضلي بالطلب من المسترشد أغلاق عينيه واتخاذ الوضع المريح لهُ على كرسي الاسترخاء المجهز لهذهِ الغاية العلاجية والارشادية ومن ثم الطلب منهُ التنفس بعمق وأحداث شد في مجموعات عضلية , تبدأ باليدين , ثم الساعدين فالكتفين ثم عضلات الوجه والبطن والقدمين , ويراعي المعالج اعطاء التعليمات الواضحة للمسترشد باستمرار وتعزيزهُ على الأداء الناجح أو المتعارف , وهناك العديد من البرامج المعدة خصيصاً للتدريب على الاسترخاء والتي تحتاج من المعالج امتلاك القدرة والخبرة الكافية لإنجاح هذا التمرين . كما أن الاسترخاء , يشتمل على جلسات تدريب متنوعة لأجزاء مختلفة من الجسد , وتعد استمرارية التدريب وممارسة الاسترخاء خلال الجلسات العلاجية والارشادية ذات أهمية , وقد تحدث عملية اقران ما بين حالة الاسترخاء والمواقف المثيرة للقلق المتخيلة  .  [  Wolpe Joseph /  1982 ] …

  • . هـــــرم القلــــق  : –

لابد للمرشد والمعالج من جمع معلومات حول الموقف المثير لاستجابة القلق والخوف لدى المسترشد , من أجل توظيفها في بناء هرم القلق للمسترشد , ويعرف هرم القلق ( بأنهُ عبارة عن تقسيم لمراحل مواجهة الموقف المثير للقلق من المراحل الأقل اثارة للخوف الى المراحل الأكثر اثارة للخوف , ويعمل المسترشد على وصف وكتابة مراحل مواجهتهُ للموقف المثير للقلق وبالتدريج من الأدنى الى الأعلى ويمكن مساعدة المسترشد على ذلك من خلال وضع نسبة للقلق في كل موقف من ( 0  –  100 ) درجة , أذ أن ( صفر ) تدل على حالة استرخاء تام , ( , 100 ) تشير الى حالة قلق شديدة , ويتم تحديد هذه الوحدات من خلال جهود المسترشد لوجود خصوصية في الشعور بالقلق أمام المواقف لكل فرد على حدة , وفي نهاية هذه الخطوة يتم ترتيب الوحدات الموضوعية لعدم الراحة من الأقل قلقاً الى الأكثر قلقاً ووضعها على شكل هرم تصاعدي .

  • . تقليــــــل الحساسيــــــة  : –

بالرغم من احتمالية عدم تمكن المسترشد من اتقان مهارة الاسترخاء بشكل تام , يمكن للمرشد أو المعالج البدء بعملية الارشاد أو العلاج من خلال الطلب من المسترشد تخيل المواقف المثيرة للقلق وهو في حالة استرخاء جزئي كبداية , وفي بداية العملية يساعد المرشد المسترشد في القيام بعملية التخيل , من خلال تحديد مشاهد موقفيه محايدة لإدخال المسترشد في العملية بشكل ملائم وهذا ما اصطلح على تسميتهُ بمشاهدة التدريب . ويتم بعد ذلك الطلب من المسترشد في تخيل الموقف المحدد في هرم القلق بنجاح دون ارتفاع مستويات القلق لديه ونجاحهُ في الحفاظ على حالة الاسترخاء , فأن المعالج يطلب من المسترشد الانتقال الى الخطوة التالية في هرم القلق .

     وبذلك يمكن أعادة تدريج موقف الهرم الذي لم يستطيع المسترشد تخيلهُ , وهو في حالة استرخاء , مثلاً قد يتم تقسيم موقف ( رؤية مراقب الامتحان ) في حالة الخوف من الامتحان الى وحدات موضوعية أقل تدريجاً من قبيل اثناء التوجه الى قاعة الامتحان , رؤية الزملاء وهم يدرسون أمام باب القاعة الأمتحانية , الدخول والجلوس في المقعد المخصص للامتحان ظهور مراقب القاعة فالقضية الاساسية في هذه العملية الحفاظ على حالة الاسترخاء اثناء مواجهة موقف القلق المتخيلة .

وتشكل أراء (( ولبي )) وصف لهذه الاجراءات والجذور الاساسية لتلك التقنية وأن ذلك لا يمنع من وجود اختلافات في التطبيق اعتماداً على نوع الحالة أو المشكلة أذ أن بعض المرشدين والمعالجين قد استخدموا الافكار الممتعة والسارة للوصول الى استجابة الاسترخاء العضلي , فضلاً عن الاسلوب شهد تغيرات في المشكلات المستهدفة فلم يقتصر العمل على مشكلات القلق وإنما توسع ليشتمل على مشكلات النوم والغضب ونوبات الازمات الصدرية ومشكلات الإدمان على الكحول واضطرابات الكلام وغيرها من المشكلات , ولزيادة فعالية أسلوب تقليل الحساسية التدريجي يمكن للمعالج القيام بالإجراءات الأتية  :-

1 . التأكد من قدرة المرشد والمعالج على قيامهِ بأجراء التدريب على الاسترخاء للمسترشد .

2 . التأكد من مدى اتقان المسترشد لمهارة التخيل من خلال الطلب منهُ تخيل بعض المواقف المحايدة , لاكتشاف قدرتهُ على ذكر وتخيل جميع العناصر والتفصيلات المختلفة للموقف .

3 . التأكد من دقة المواقف المحددة في هرم القلق مع مراعات عدم وجود فجوات واسعة ما بين كل موقف وأخر .

4 . توفير كافة التجهيزات اللازمة ( كرسي الاسترخاء , اشرطة التدريب على الاسترخاء في المنزل , توفير البيئة الإكلينيكية الملائمة والهادئة لتنفيذ الأسلوب .

5 . نقــل أثر التعلــم من الوضع العيــادي الى الواقع وتعزيز النجاح في الأداء بالواقع  {  In Vivo  }  [ Corey / 2001 ] …

** فعالية أسلوب تقليل الحساسية التدريجي  : –

يعد هذا الأسلوب من أكثر الأساليب التي تم استهدافها ودراستها من قبل الابحاث المختلفة , من خلال تصاميم البحث في تعديل السلوك , وقد اشارت معظم الدراسات الى فعالية هذا الأسلوب في خفض استجابات القلق العصابية للأفراد , فقد اشارت دراسة توجهت نحو مساعدة طلبة الجامعات على التعامل مع مواقف الخوف المرضي للحديث أمام الأخرين , الى فعالية الأسلوب في مساعدتهم على التخلص من تلك المشكلة بما يرافقها من ردود فعل انفعالية كالقلق والخوف .

     وفي دراسة حاولت التعرف على أثر استخدام أسلوب تقليل الحساسية التدريجي وأسلوب الاستبصار التحليلي وأسلوب العلاج الوهمي في علاج مشكلات التفاعل الاجتماعي والحديث مع الجمهور , اشارت النتائج الى فعالية أسلوب تقليل الحساسية التدريجي في علاج المشكلة مقارنةً مع الأساليب الأخرى .  [  Well . S . A  / 1977  ] …

4 . العلاج بالإفاضة  { Flooding }  : –

يعد العلاج بالإفاضة مناقضاً لأسلوب تقليل الحساسية التدريجي , من خلال اتباعهِ أسلوباً علاجياً يشتمل على تعريض الفرد لمواقف متطرفاً في أثارة القلق والتوتر لديه ويمكن أن تشمل الافاضة على نوعين :

الأول   :  الافاضة في التخيل بحيث يتم استخدام قدرة الفرد على تخيل المواقف الأكثر اثارة للقلق لديه.

الثاني  :  الافاضة في الواقع والذي يشير الى تعريض الفرد مباشرةً للمواقف الأكثر اثارة لديه في الواقع .

      عليه بالرغم من اختلاف وتنوع شكل العلاج والإرشاد , ألا أنهُ يعمل على نفس المبدأ والذي يشير الى فك الارتباطات ما بين المثيرات الشرطية والاستجابة الشرطية , وأن جذور هذا الأسلوب تعود الى نظرية ( العاملين / مورر )  ولمبادئ الاطفاء الكلاسيكي , لأن مبدأ الاطفاء يقوم على امكانية التأثير على استجابة الخوف الشرطية , ومن خلال اعادة وظهور وتكرار المثيرات الشرطية المثيرة للخوف في غياب المثيرات غير الشرطية ومنع ظهور السلوك التجنبي , مثال , نجد أن الفرد قد يخاف من استخدام المصعد الكهربائي بسبب الخوف من التعرض للحوادث القاتلة الناتجة عن تعطل المصعد ونزولهُ بشكل سريع أسفل المبنى وخلال هذا المثال نجد بأن المصعد بمثابة مثير شرطي , لاستجابة الخوف الشرطية ( الخوف من المصعد ) ووفقاً لمبدأ الاطفاء يمكن اطفاء استجابة القلق والخوف الشرطية من خلال تكرار ظهور المثير الشرطي المثير للخوف , مع ضمان عدم ظهور المثير غير الشرطي وذلك يضعف العلاقة بين المثير الشرطي والاستجابة الشرطية  .

مثال أخر , يوضح الاجراءات العلاجية والارشادية بالإفاضة للطفل الذي يخاف من الظلام ( الظلام مثير شرطي للخوف ) يمكن وضع الطفل مع أطفال أخرين أو مع أحد الوالدين أو لوحدهِ في غرفة مظلمة مع الحرص على عدم ظهور أي مثيرات مخيفة أخرى مثل الأصوات أو الأشياء المثيرة للخوف لديه مما سيعمل على فك الارتباط بين المثير الشرطي ( الظلام ) والاستجابة الشرطية ( الخوف ) . [  مليكة /  1994  ] …

      والإفاضة تعني تعريض متكرر مطول في الواقع والخيال لمثيرات مخيفة ليست مؤذية لهُ جسدياً أو واقعياً بهدف تقليل الانفعالات السلبية لديه , مثال عندما يكون لدى فرد ما فعل قهري مرتبط بالأوساخ أعمل على تعريض الفرد لهذهِ الأوساخ حتى تصبح سلوكاً طبيعياً .

ويعتمد هذا الأسلوب على تعريض المسترشد للمثيرات أو المواقف المخيفة مرة واحدة بدلاً من التدرج في تعريضهُ لها :

** المواجهة الطبيعية أذ يدفع بالمسترشد للمواقف المخيفة بشكل مباشر .

** المواجهة بالتخيل حيث يتخيل مواقف يصورها لهُ المرشد .

يستخدم هذا الأسلوب في المخاوف المرضية وحالات القلق والانطواء الاجتماعي . [ الخطيب / 2003 , أبو حميدان / 2004 ] …

أما أسلوب التعــرض فــي الــواقــع { In Vivo-Exposure } فهــو مشابـه لأسلوب الافاضة في الواقع { In Vivo-Flooding } والفرق الوحيد ما بين الأسلوبين أن التعرض بالواقع قد يشتمل على مراحل متدرجة لمواجهة الموقف المثير القلق بشكل درجات هرمية وخاصة أذا ما كنا نتعامل مع مسترشدين غير قادرين على التحكم بسلوكهم التجنبي تجاه المثيرات الشرطية المثيرة للخوف , وصمم هذا الشكل من التعرض في الواقع , يشعر من الفرد للموقف المخيف تدريجياً بالواقع دون الوصول الى المستويات القصوى من القلق مثل الافاضة بالواقع منذُ بداية الاجراء .

**  تقييم فعالية الافاضة والتعرض  : –

أشارت العديد من الدراسات الى أمكانية الاعتماد على أسلوب الافاضة والتعرض في الواقع في علاج العديد من ردود الفعل العصابية كالقلق والخوف , وبعض هذه الدراسات نجحت في إظهار فعالية الافاضة في العلاج من خلال مقارنة أثرهُ مع أنماط علاجية مختلفة مثل تقليل الحساسية التدريجي والعلاج التحليلي .  [ الزراد / 1992 ] …

**  العوامل المؤثرة على فعالية الافاضة  : –

1 . أن الافاضة بالواقع من خلال التعرض للمثيرات المثيرة للخوف مباشرةً أكثر فعالية من الافاضة بالمخيلة .

2 . يجب أن يتعرض الفرد للموقف المثير للقلق لفترة زمنية طويلة , فقد أظهرت بعض الدراسات بأن التعرض للمثير المخيف لفترة ساعتين متواصلتين بالواقع سيكون أكثر فعالية من التعرض لفترة أربع ساعات متقطعة , أذ أن الفترات القصيرة والمتقطعة قد تكون غير فعالة في خفض المخاوف وردود الفعل الانفعالية .

3 . ليس من الضروري أخبار الفرد بأهمية الشعور بمشاعر الخوف والقلق خلال التعرض للمثير المخيف .

4 . تظهر النتائج وجوه تشابه في فعالية أسلوب التعرض بالواقع مع أسلوب الافاضة بالواقع , الأمر الذي يمكن لنا استخدام الأسلوبين بشكل مشترك .

5 . أن اجراء عملية الافاضة من خلال اجراءات المعالج المباشرة , ستؤدي الى نتائج فعالة مقارنةً مع الاجراءات القائمة على تلقي المعلومات العلاجية بشكل غير مباشر , من خلال الأشرطة المسجلة أو الكتب .

6 . يمكن تطبيق اجراءات الافاضة ضمن المواقف الجماعية كما هو الحال في المواقف الفردية مما يقلل الجهد والكلفة والوقت .

7 . أن استخدام التعرض بالواقع والذي يطبقهُ الفرد لوحدهِ في حياتهِ العملية , سيكون لهُ أثر مباشر لإجراءات العلاج بالإفاضة المطبقة تحت أشراف المعالج وهذا يعني بأن اجراءات العلاج بالتعرض أقل كلفة مقارنة مع أساليب علاجية أخرى .

**  بعض نقاط الضعف في أسلوب الافاضة  : –

1 . قد تظهر ردود فعل انفعالية شديدة خلال مراحل التطبيق للإجراءات , وهذا ما قد يعرض الأفراد لأضرار عصبية وفسيولوجية .

  • . قد يفشل المعالج أحياناً في منع ضهور السلوك التجنبي , الأمر الذي سيعمل على زيادة المخاوف .
  • . هنالك المثيرات المخيفة , قد لا تكون ظاهرة أو متوفرة في بيئة الفرد , ولا يمكن مواجهتها في كل الأوقات , مما يستدعي من المعالج استخدام مخيلة الفرد لتخيلها وفي بعض الأحيان قد يواجه الفرد صعوبات في التخيل وخاصةً أذا كانت المشاهد تثير القلق لديه .
  • . قد يرفض بعض الأفراد تطبيق أسلوب العلاج بالإفاضة , لقناعتـــهم بعــدم فعاليتـــهُ العلاجية . [ الزراد / 1992 ]  …

*** العلاج بالتنفير  {  Aversion Therapy  }  : –

يعد هذا النموذج من العلاج من الأساليب السلوكية المستندة على مبادئ الأشراط الكلاسيكي , وأعد لفترة من الفترات من أهم أساليب العلاج في الأساليب السلوكية , ويعد العلاج بالتنفير من أساليب العلاج الملائمة لسلوك العادات أو السلوك الإدماني { Addictive Behavior } مثل , شرب الكحول , التدخين , الإدمان على بعض الأمور المخدرة , وأن الهدف الأساس للعلاج بالتنفير هو العمل على تقليل السلوك الادماني غير الملائم من خلال أحداث اقران ما بين السلوك المستهدف وحدث منفر مثل ( الصدمة الكهربائية , الرائحة الكريهة , المناظر البشعة , الأفكار المزعجة … الخ ) وهنالك العديد من المثيرات المنفرة سواء الكهربائية أو الكيميائية التخيلية يتم توظيفها لعلاج عدد كبير من المشكلات السلوكية ذات الطابع الادماني .

      ويقوم مبدأ العلاج بالتنفير على حقيقة أحداث اقران بين حدوث السلوك المستهدف , وظهور المثير المنفر سواء كان غير شرطي أو شرطي سيعمل على فك الارتباط واضعاف العلاقة ما بين السلوك والمثير الشرطي المستجر لهُ . مثلاً عند علاج مشكلة التدخين يتم توجيه صدمة كهربائية للفرد كلما أشعل سيجارة وبعد فترة من تكرار العملية ستتطور علاقة ما بين السيجارة وألم الصدمة الكهربائية .

      كذلك تقوم فكرة استجابة المرشد الى المثير بطريقة مؤلمة وإحساس غير سار بدلاً من احساس السرور السابق ( مثل حالات الادمان , الجنوح ) . للمساعدة على تحرير الفرد من السلوك المزعج يستخدم لمعالجة شرب المخدرات والسمنة والتدخين والاستحواذ الاجباري واللواط والانحراف الجنسي ففي حالة المدمنين يجبر الفرد على شرب ويوضع في كل كأس شراباً مقيئاً يجعل الفرد يشعر بالمرض ويحاول التقيؤ وبعد فترة يصبح الشرب مصدر ازعاج , أن استخدام المثيرات المنفرة من قبيل الصدمة الكهربائية أو الأدوية المثيرة للغثيان والمواد الكيمياوية , قد تثير دهشة العديد من الأفراد حيث أنها تعد أساليب غير شائعة , بل أنها تعد أكثر غرابة من السلوكات موضوع العلاج ومن هنا نجد أن أبعاد حدث منفر مثل الصدمة الكهربائية ويمكن الجمع بين هذا التحرر من التنفير – وهو أمر يفترض أنهُ سار – وبين كلمة مثل ( هدوء ) أو يستخدم في أشراط مضاد للقلق عن طريق مزاوجتهُ بموقف قلق , وهناك ( التحرر التنفسي ) وفيهِ يحبس الفرد تنفسهُ ثم يبدأ بالتنفس حين يقدم لهُ موقف يستثير القلق , مثال أمرأه تضايقت من سخرية الناس منها وسبهم لها مما دفعها الى الشجار المستمر , وقد تضمن علاجها أن تتخيل نفسها تضحك على الشخص الذي سبها , وتنطبق كل الطرائق السابقة المستخدمة في الأشراط المضاد للقلق على الاستجابات الانفعالية مثل الغضب والغيرة والإحباط بل والتعصب , وقد يكون هنالك نقاط ضعف للعلاج بالتنفير منها :

1 . قد لا يراعي هذا الأسلوب الجوانب الأخلاقية والقانونية لممارسة الارشاد والعلاج .

  • . قد تحدث حوادث واصابات وتسمم من جراء استخدام المثيرات المنفرة .

3 . أن المثيرات المنفرة قد لا تكون متوفرة في بيئة الفرد دائماً فضلاً عن وجود صعوبات في التخيل لدى الفرد .

  • . أن استخدام العلاج بالتنفير قد لا يهتم بدافعية الفرد للتخلص من سلوكهُ غير المرغوب , أذ أن التغيير يتم رغماً عن رغبة الفرد من خلال المثيرات المنفرة . [ Macula’s / 1978 ] …

6 . ازالــــة الحساسيــــة الاتصاليــــة { Contact Desensitization }  : –

وهو منهج يجمع بين الحساسية في مواقف (حية) وبين النمذجة ويسمى أحياناً (النمذجة المشاركة) أو ( النمذجة مع المشاركة الموجهة ) والجمع بين ازالة الحساسية والنمذجة يزيد من قوة تأثير هذا المنهج الذي أعدتهُ (( ريتر / Ritter )) ويتكون من ثلاث خطوات رئيسية هي (1) يلاحظ العميل النموذج يقترب من موضوع الخوف . (2) يساعد النموذج المسترشد في الاقتراب من الموضوع . (3) يتوارى النموذج تدريجياً كلما زاد اقتراب المسترشد من موضوع الخوف , وقد طبقت ((ريتر)) هذا الأسلوب في علاج طالبة كانت تخاف من تشريح الحيوان في دراستها الجامعية , وفي مواقف عديدة متنوعة , يعيبهُ أنهُ لا يصلح في المواقف التي لا يمكن نمذجتها مثل الخوف من الولادة [Goldstein/1973] …

7 .  الكــــــف المتبــــادل  : –

يقوم أساساً على وجود أنماط من الاستجابات المتنافرة وغير المتوافقة مع بعضها البعض مثل الاسترخاء والضيق مثلاً ويمكن استخدامهُ في تعديل سلوك معالجة التبول الليلي , أذ أن التبول يحدث لعدم الاستيقاظ والذهاب الى دورة المياه , أذن فالطفل يتبول وهو نائم على فراشه والمطلوب كف النوم فيحدث الاستيقاظ والتبول بشكل طبيعي واكتساب عادة الاستيقاظ لذا فأن كف النوم يؤدي الى كف التبول بالتبادل لذلك لابد من تهيئة الظروف المناسبة لتعلم هذا السلوك .

8 .  التعاقـــــد السلوكـــــي  ( الاتفاقيـــة السلوكيــــة )  : –

يقوم هذا الأسلوب على فكرة أن من الأفضل للمسترشد أن يحدد بنفسهُ التغيير السلوكي المرغوب , ويتم من خلال عقد يتم بين طرفين هما المرشد والمسترشد يحصل بمقتضاه كل واحد منهما على شيء من الأخر مقابل ما يعطيه له , ويعد العقد امتدادا لمبادئ التعلم من خلال اجراء يتعزز بموجبهِ سلوك معين مقدماً أذ يحدث تعزيز في شكل مادي ملموس أو مكافأة اجتماعية , فعلى سبيل المثال نجد أن المسترشد يودع مبلغ من المال لدى المرشد لنفرض ( 500 دينار ) على أن تعاد أليه كل خمسين دينار أذا نقص وزنهُ كيلو غراماً أو أنهُ يفقدها في حالة زيادة وزنهُ كيلو غراماً واحداً ويمكن تطبيق مبدأ التعاقد أو الاتفاقية السلوكية أثناء دراسة الحالة الفردية أو في الارشاد الجماعي ويمكن الافادة منها في تناول حالات التأخير المدرسي .

9 .  الأبعـــاد و الأقصـــاء  : –

هو اجراء عقابي هدفهُ تقليل السلوك غير المقبول , حيث يفترض أن السلوكات غير المرغوبة التي يأتي بها الفرد تدعم من الأشخاص حولهُ , فالطالب الذي يذكر شيئاً مضحكاً في غرفة الصف يلقي ابتسامات معززة من قبل اصدقائهُ , فعلى المعلم ابعادهُ عن مصادر التعزيز ويكون ذلك أما :

** أبعاد الشخص عن مصادر التعزيز أو البيئة المعززة .

** سحب المعززات البيئية لسلوك التلميذ لمدة محددة بعد تأدية السلوك الغير مرغوب وهناك عدة ضوابط لابد من مراعاتها عند تطبيق الأقصاء .

   أ  . يجب أن تكون الغرفة خالية من المعززات الايجابية .

  ب . يجب أن تتم العملية بهدوء قدر الإمكان .

 ج . يمكن استخدام الأقصاء بعد استنفاد الفنيات الايجابية .

 د . يفضل دائماً استخدام التعزيز للسلوك المرغوب المضاد للسلوك الخاطئ .

   هـ . فورية الأقصاء حتى يرتبط التلميذ بين الأقصاء والسلوك .

                                                              [ الخطيب/2003 , أبو حميدان/2004 ] …

10 . الممارســــة السالبــــة  : –  وهو من الأساليب التي تستخدم لتقليل السلوكات غير المرغوب فيها وتعتمد على تكرار الاستجابة دون تعزيز مما يؤدي الى نتائج سلبية مثل الملل والتعب مما يقلل من احتمال تكرارها , يستخدم كأسلوب للسلوكات ألا أراديه مثل ( قضم الأظافر والتدخين ) .

                                                              [ الخطيب/2003 , أبو حميدان/2004 ] …

x