الاختبارات التحصيلية

تعد الاختبارات التحصيلية احدى وسائل التقويم السائدة في اغلب المجتمعات ويرجع اول استعمال لها الى الصينيين نحو 2000 ق.م ، وكان الغرض منها فحص كفاية الافراد في شغل وظيفة معينة ،

    وقد استعمل العرب المسلمون ( الاختبارات التحصيلية ) على شكل امتحانات شفوية وتحريرية ، وكانوا يقومون بها بشكل دوري من حين لآخر فضلا عن أنهم استعملوا الاختبارات المهنية ، وهم اول من وضع هذه الاختبارات لاختيار الرجل المناسب في المكان المناسب ، اذ كان الرسول الكريم ( ص ) يختبر اصحابه ثم يضعهم في المكان المناسب لهم فيضع من يتصف بالشجاعة لقيادة الجيش ومن يتصف بالاتزان والحكمة في القضاء ، فمثلا اختار بلال للآذان ، لأنه ندي الصوت ، فضلا عن ان الرسول الكريم ( ص ) كان يختبر أصحابه ويسألهم ليعلمهم أمر دينهم ودنياهم ، ايمانا منه بأهمية السؤال ، فيقول الرسول ( ص ) ” اتدرون من المفلس ؟ قالو : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال : ان المفلس من امتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي من حسناته وهذا من حسناته ، فان فنيت حسناته قبل ان يقضي ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ” .

    وتعد الاختبارات من اكثر اساليب التقويم شيوعا واستخداما في قياس نواتج التعلم ، اذ يتقرر في ضوء نتائجها انتقال الطالب من مستوى دراسي الى آخر ، فضلا عن انها تحدد القبول والانتقال من مرحلة الى اخرى .

    ويمكن تعريف الاختبارات بأنها ” اجراء منظم لقياس سمة ما من خلال عينة من السلوك ” وهي ايضا

” مجموعة من الاسئلة والمواقف التي يراد من الطالب الاستجابة لها ” وهي ” طريقة منظمة لتحديد مستوى تحصيل الطلبة لمعلومات ومهارات تم تعلمها مسبقا وذالك من خلال اجاباتهم عن مجموعة من الفقرات تمثل محتوى المادة الدراسية ، ولذالك فالاختبار التحصيلي له اهمية كبيرة من خلال تعرف مواطن القوة والضعف لدى الطلبة ، وقياس تحصيلهم ومدى تقدمهم .

    وتقسم الاختبارات من حيث الشكل الى اختبارات تحريرية واختبارات شفوية ، اما الاختبارات التحريرية فتقسم الى اختبارات مقالية واختبارات موضوعية

الاختبارات المقالية : تعد من الاختبارات التقليدية والشائعة منذ زمن بعيد وتستخدم من اجل تقييم تحصيل الطالب في الموضوعات الدراسية التي يقوم بتعلمها ، وبالرغم من الانتقادات العديدة التي وجهت لهذا النوع من الاختبار الا انه لايزال يحتل مكانة متميزة بين انواع الاختبارات التحصيلية الاخرى ، ويمثل الاختبار المقالي تقويما للقدرة على التعبير اللغوي والإبداعي والفكري ، وتنظيمه وتكامله ، وابداء الرأي ، وتقديم الحجة المناسبة ، وينظر له باعتباره الاسلوب الامثل الذي يعبر فيه الطالب عن وجهة نظره والتعبير عنها بالطريقة التي يريد .

    اذ ان الاختبار المقالي هو اختبار كتابي يطلب ممن يؤديه كتابة مقال او موضوع انشائي يتحدد حجمه حسب ما يطلب في السؤال والذي قد يبدأ بكلمة : ناقش ، تكلم ، ابحث في ، تحدث عن ، صف . ويستطيع الطالب اطلاق العنان لقلمه والاسترسال في الكتابة مع مراعاة الصحة في التعبير والدقة في استخدام المفاهيم والافكار والمصطلحات والقواعد العلمية والقدرة على العرض والشرح والتحليل والاستنباط وربط المعلومات بعضها ببعض ويقسم الاختبار المقالي من حيث الشكل الى :

ا _  اختبار الاستجابة القصيرة .

ب _ اختبار الاستجابة الطويلة .

    مزايا الاختبار المقالي :

  • يعد افضل وسيلة للتعبير بها عن نفسك وتوضيح وجهة نظرك الخاصة بإيراد الحجج المؤيدة وتفنيد الرأي المقابل . لذالك لا توجد إجابات محددة يتفق عليها اغلب الطلبة .
  • يفسح المجال لحرية معالجة الموضوع عن طريق تنظيم المعلومات وترتيبها واستخلاص النتائج وكشف الحصيلة المعرفية في موضوعات شتى ، وان احسن تصميمه واستخدامه فانه يمكن ان يقيس مستويات عليا من التفكير كالتحليل والتركيب والتقويم .
  • يمكنك من الاستخدام الجيد للأساليب اللغوية من حيث الكلمات المنتقاة والقواعد التي يخضع لها التركيب اللغوي للجملة ، ان المعلومات نفسها قد تعرض بأسلوب جذاب رشيق من طالب معين وتعرض بأسلوب ركيك وجاف من طالب آخر .
  • إن هذه الإجابات لا تشجع الطالب على التخمين اثناء الاجابة كما هو الحال في الاختبارات الموضوعية.

   عيوب الاختبار المقالي :

  • انخفاض مستوى الصدق : فأنت حين تدرس فصلا دراسيا او موضوعا دون غيره من اجزاء المادة الدراسية ، وقد صاغ المدرس اسئلة اختباره من نفس الموضوع فانك ستحصل على درجة عالية وقد يحدث العكس فتحصل على درجة ضعيفة .
  • الميل الى الحفظ : انت تضطر في كثير من الاحيان الى تضمين اجابتك معلومات دون تنظيم او تركيز خوفا من اضاعة الوقت ، وهذا يجعلك تميل الى الحفظ لتتمكن من الاجابة في الوقت المحدد
  • اثر ذاتية المصحح : قد تؤثر درجة الجواب السابق على الجواب الاحق ، فيحصل الطالب على درجة اعلى او ادنى مما يستحق ، وقد تتأثر ذاتية المصحح بعوامل طارئة وشخصية للمدرس لا علاقة لها بالامتحان مثل المزاج والوضع النفسي وعلاقة المصحح بالطالب بالسلب او الايجاب .
  • التورية : في هذا الاختبار تترك لك الحرية في اختيار الاجابة وترتيبها وطرح افكارك ، كما توجد لك فرصة للتحايل والمراوغة عندما لا تتذكر مادة الامتحان جيدا ويضطر المدرس ان يمنحك عدد من الدرجات بدلا من الصفر .
  • اسلوب الطالب في الاداء : ان الاسلوب وسلامة الاملاء وحسن الترتيب وصحة الإعراب والنظافة تدخل كعوامل مؤثرة في وضع الدرجة المناسبة على الجواب إلا اذا كان الاختبار في اختصاص اللغة العربية فيمكن ان تؤخذ هذه الاشياء بنظر الاعتبار .
  • لا يمكن قياس التحصيل قياسا دقيقا لان الاجابات غير محددة لذا تكون الدرجة قابلة للاحتمالية .

الاختبارات الموضوعية :  تعني الموضوعية هنا ، الانفاق في تقدير الدرجات ، او استقلالية نتائج القياس عن الحكم الذاتي للمصحح ، وتعد الاختبارات الموضوعية وسائل قياس حديثة العهد نسبيا في التربية اذ بدا استعمالها واضحا منذ عام ( 1915) لدى عدد من الانظمة التعليمية المحلية في الولايات المتحدة الامريكية ويرجع السبب في تسميتها لموضوعية تصحيح اجاباتها ، اي ان المدرس لا يمكن أن يفرض ذاتيته من ميول وأهواء شخصية في تقدير صحتها او قيمتها .

     وتعد الاختبارات الموضوعية من اهم وسائل قياس تحصيل الطلبة ولا تتطلب من الطالب أن يكتب اجابات مطولة او ان يجتهد في تنظيم إجاباته ، وكل ما عليه فعله أن يضع كلمة او اكثر لتكملة جملة او عبارة او وضع اشارة للحكم على جملة بأنها صحيحة أو خاطئة او ترتيب بعض الحقائق .

     وعادة ما يكثر المدرس من الاسئلة في هذا النوع من الاختبارات لكي يشمل المادة جميعا لذا نجدها شاملة للمادة وتغطي معظم اجزائها ، وتقيس هذه الاختبارات المستويات العليا والمتدنية وتشمل الاهداف المخصصة للمادة الدراسية ولها تعليمات واضحة ومحددة ونموذج للإجابة .

اختبار التكملة ( الفراغات ) :

يتألف هذا الاختبار من عدد من الفقرات التي تكون على شكل عبارات ناقصة ويطلب من التلميذ ان يكمل النقص بوضع كلمة او كلمات محددة ، او عدد او رمز في المساحة الخالية المخصصة لذلك في كل عبارة ، وله صيغتان :

  • صيغة السؤال : وفيها يوجه سؤال قصير يتطلب الاجابة عنه بكلمة او عبارة او رقم
  • صيغة الاكمال : وفيها يطلب من الطالب اكمال عبارة او جملة ناقصة بكلمة او عدة كلمات .

قواعد اعداد وتصميم اختبار التكملة :

  • يجب ان تصاغ كل عبارة او سؤال بصورة محددة بحيث لا تحتمل سوى جواب واحد فقط .
  • يفضل صياغة الاسئلة على شكل سؤال وليس على شكل عبارة ناقصة .
  • يفضل وضع الفراغ في نهاية العبارة لكي يستوعب الطالب موضوع العبارة ويجيب عنها .
  • يفضل عدم اقتباس عبارات الاختبار مباشرة من الكتاب المقرر لأنه يشجع على الحفظ و الاستظهار .

اختبار الصواب والخطأ:

ويتخذ هذا النوع من الاختبار صورة عبارة تضم حقائق تاريخية او رقمية ثم يطلب من الطالب تحديد صحة العبارة او خطأها بوضع اشارة (صح ) او ( خطأ ) امام العبارة . ويهدف هذا النوع من الاختبار الى تنمية قدرة الطالب على القراءة الناقدة والتفكير السليم وتمييز الخطأ من الصواب وإعطاء الحكم السديد .

قواعد بناء وتصميم اختبار الصواب والخطأ :

  • يجب ان تكون العبارة اما صحيحة تماما ، او خاطئة تماما ، بحيث لا يكون هناك مجال للشك في صحتها او خطأها .
  • يجب ان تتضمن العبارة او السؤال فكرة جوهرية واحدة فقط  وان تشتمل هذه العبارة على هدف ومحتوى مثل ( واضع علم العروض هو الخليل بن احمد الفراهيدي ) .
  • ان يكون طول الفقرة مقبولا ويفضل جعل العبارات الصحيحة والخاطئة بنفس الطول ، وان ترتب بشكل عشوائي .
  • يستحسن عدم اقتباس العبارات بشكل حرفي من الكتاب المقرر .
  • تجنب العبارات التي تحتوي على النفي قدر الامكان ، ويجب تجنب عبارات نفي النفي لانها مركبة ، والطالب كثيرا ما يغفل اداة النفي ,
  • الطريقة المثلى لتصحيح هذا الاختبار هي طرح درجات الاجابة الخاطئة من درجات الاجابة الصحيحة ، حتى لا يلجأ الطالب الى التخمين ، وعليه ان يترك الاجابة غير المتأكد منها .

مزايا الاختبار :

  • سهولة اعداده وتصحيحه وصياغة فقراته وقدرته على تغطية جزء كبير من المادة .
  • خلوه من ذاتية التصحيح ، لكون اجاباته محددة ، ويمكن تصحيحه باستخدام مفتاح تصحيح .
  • امكانية استخدامه في جميع مراحل التعليم المختلفة ، ويعد اكثر انواع الاختبارات ملاءمة لتلاميذ المرحلة الاساسية وذالك لسهولة استخدامه .

عيوب الاختبار :

  • عدم ملاءمته لقياس بعض القدرات الهامة كالتحليل والتركيب والتقويم ، إلا اذا ادخلنا عليه بعض التعديلات الحديثة .
  • ارتفاع نسبة التخمين ، اذ تصل الى 50% ، بسبب وجود خيارين امام المتعلم مما يؤدي الى انخفاض معامل ثباته .
  • لا يكشف الفروق الفردية بين التلاميذ ، بسبب عدم تمييزه بين الطلبة المتفوقين والضعفاء .
  • سهولة الغش في الاجابة عن اسئلته .
  • احتمال حدوث تعلم خاطئ لدى التلميذ ، بسبب اشتماله على عدد لا يستهان به من العبارات الخاطئة ، خاصة اذا لم ينبًه اليها الطالب .
  • يشجع الطلبة على الحفظ والاستظهار .

اختبار المزاوجة والمطابقة :

    يتكون هذا النوع من الاختيار من قائمتين من الكلمات او العبارات ، تمثل احداهما ( المقدمات ) فيما تمثل الاخرى ( الاستجابات ) ، ويطلب من الطالب المطابقة ما بين كل عنصر من القائمة الاولى مع العنصر الذي يقابله في القائمة الثانية على اساس علاقة محددة ، ويراعى ان تكون عدد الاستجابات اكثر من عدد المقدمات .

مميزات اختبار المزاوجة والمطابقة :

  • سهولة اعداده وتصحيحه ، مما يوفر الكثير من وقت المعلم وجهده .
  • قلة اللجوء الى التخمين في الاجابة عن اسئلته ، مما يؤدي الى رفع معامل صدقه وثباته
  • ملاءمته لقياس القدرة على تذكر الحقائق والمعلومات ، فهو يقيس القدرات ضمن المستويات الدنيا.
  • صلاحيته للاستخدام في معظم المواد الدراسية ، مما يجعله واسع الانتشار .
  • يمكن تقدير درجاته بموضوعية كاملة ، كما في اختبار الاختيار من متعدد .

     ومن قواعد اعداد وتصميم الاختبار، ان تكون الاستجابات اكثر من المقدمات ، وان تكونا في موضوع واحد ، وان ترتب المقدمات والاستجابات بشكل عشوائي بحيث لا تقع الاستجابة مقابل المقدمة التابعة لها .

اختبار الاختيار من متعدد :

    يعد هذا الاختبار من انجح الاختبارات الموضوعية على الاطلاق ، وهو من اكثر الاختبارات اهمية واستعمالا في مجال قياس التحصيل ، نظرا لإمكانية صياغة فقراته بطرق مختلفة ، واستخدامه في قياس جوانب متعددة من المعرفة لا يتسنى للاختبارات الموضوعية الأخرى قياسها . ويتكون كل سؤال من جزأين :

الجزء الاول : ويتكون من سؤال كامل او عبارة ناقصة وهو اصل السؤال (البند )او المقدمة وهي تطرح مشكلة

الجزء الثاني : ويتكون من اربع اجابات او اكثر ( بدائل ) موضوعة للسؤال تتراوح مابين اربع او خمس إجابات ويكون التلميذ مطالب باختيار الاجابة الصحيحة من بين هذه البدائل . وتأخذ الاجابة عليه صورا مختلفة :

  • تكون باختيار الاجابة الصحيحة تماما من بين الاجابات الاخرى الخاطئة تماما .
  • تكون باختيار الاجابة الخطأ من بين الاجابات الاخرى الصحيحة .
  • تكون باختيار الاجابة الاكثر اهمية او قوة او شمولا من غيرها من الاجابات .
  • وضع خط تحت كل اجابة صحيحة في عدد من الاجابات بعضها صحيح وبعضها خطأ .
  • وضع خط تحت كل اجابة غير صحيحة في عدد من الاجابات بعضها صحيح وبعضها خطأ .

مزايا الاختبار :

  • يمكن اعتباره من افضل الاختبارات الموضوعية ، بسبب امكانية استخدامه في قياس العديد من الاهداف لاسيما المستويات العليا منها كالتحليل والتركيب والتقويم .
  • يقلل من تخمين الجواب الصحيح الى ادنى حد ممكن
  • خلوه من ذاتية التصحيح ، نظرا لكون اجاباته محددة ، ويمكن تصحيحها بمفتاح تصحيح .
  • ارتفاع معاملي صدقه وثباته ، مما يوفر للمعلم وسيلة قيمة لتشخيص التحصيل الدراسي
  • سهولة وسرعة تصحيحه واستخراج نتائجه ، ، ويمكن استخدام الكومبيوتر في تصحيح وتحليل نتائج هذا الاختبار .

عيوب الاختبار :

  • يتطلب اعداده وقتا طويلا ، كما يتطلب مهارة عالية ، وجهدا فنيا متميزا ، والماما كبيرا بالمادة .
  • يحتاج الطالب الى وقت كبير لقراءة اسئلة هذا النوع من الاختبارات وبدائلها ، كما يجعل الوقت المخصص له طويلا .
  • يتعذر استخدامه لقياس القدرات اللغوية والتعبيرية والابتكارية .
  • يتيح امكانية اللجوء الى الغش اثناء الاجابة عن اسئلته .

قواعد اعداد وتصميم الاختبار :

  • ان يصاغ جذر السؤال او اصله ( البند ) صياغة سليمة ، تتصف بالدقة والوضوح والخلو من التعقيد اللفظي والإبهام .
  • ان يتضمن اصل السؤال مشكلة واضحة ، ويمثل احد البدائل المعطاة الحل المناسب لها .
  • ان لا تقل بدائل السؤال الواحد عن أربعة ولا تزيد عن ستة ، ولها فائدتان :
  • للتقليل من فرص التخمين      ب-  للحيلولة دون ملل التلميذ وإرهاقه
  • ان تكون البدائل المعطاة للسؤال موجزة ومختصرة وتقل في طولها عن طول الجذر .
  • ان تكون البدائل المعطاة متقاربة من حيث الطول حتى لا يظن الطالب بان طول البديل دلالة على صحته .
  • ان يتم التأكد بان بديلا واحدا من البدائل المعطاة صحيحا او اكثر دقة وشمولا .
  • ان تخلو البدائل من اية اشارة لفظية يمكن ان تؤدي الى تمييز البديل الصحيح .
  • ان يتغير موقع البديل من سؤال الى آخر .

x