إذا قال شخص ما انه قوم سلعة ما ، فانه يعني بذلك انه ثمن تلك السلعة وجعل لها قيمة معلومة
واذا قال لك فلان انه قوم العصا فانه يعني بذلك انه عدل العصا وصححها – أي أزال اعوجاجها – وجعلها مستقيمه .
يعد التقويم ركنا أساسيا من أركان العملية التعليمية ، فهو الذي يضع لنا مؤشرات عن تلك العملية وسيرها في الاتجاه السليم أو العكس ، أي انه يوضح لنا الجوانب الجيدة والرصينة في التدريس ويمكن أن يلفت نظرنا إلى بعض جوانب الضعف والخطأ أثناء العمل ليتسنا لنا تجاوزها ووضع الخطط اللازمة لمعالجتها .
لقد اهتم علماء المسلمين بعملية التقويم اهتماما ملحوظا لما له من أهمية في تطوير العملية التعليمية، وكانوا ينظرون إلى المتعلم نظرة متكاملة وقد شمل التقويم كلا من المدرس ، والكتاب .
ونجد في صدر الإسلام الأول أن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يضع الرجل المناسب في المكان المناسب فوضع عليا ( ع ) في الإفتاء ، وبلال ( رض ) للأذان .
وقد اختلف مفهوم التقويم في الوقت الحاضر عن ذي قبل فكان سابقا موجها للكشف عن جوانب القوة والضعف والقصور في مجالات التحصيل بالاعتماد على أساليب المعرفة ، أما في الوقت الحاضر فأصبح عملية تشخيصية علاجية تهدف إلى معرفة التقدم الذي أحرزه الفرد والجماعة ، وفي ضوء نتائج التقويم يمكن تحديد الخطوات الضرورية لتحسين العملية التربوية .
ولا يقف تأثير التقويم عن طريق التدريس فحسب بل يمتد إلى الكتاب والمنهج والمدرس وأهداف التربية الملائمة للأهداف الاجتماعية السائدة ، وهذا يوضح الدور البارز الذي يلعبه التقويم لتحقيق أهداف التربية .
ومن تعريفات التقويم :
* هو إصدار حكم لغرض ما على قيمة الأفكار ، الأعمال ، الحلول، الطرق ، وان يتضمن استخدام المحكات ، المستويات ، المعايير ، لتقدير مدى كفاية الأشياء ودقتها .
* إعطاء قيمة لشيء ما وفق مستويات وضعت أو وجدت سلفا .
* عملية منهجية تحدد مدى تحقيق الأهداف التربوية من قبل التلاميذ ويتضمن وصفا كميا وكيفيا بالإضافة إلى حكم على القيمة .
ويمكن تعريف التقويم في التربية على انه : العملية التي ترمي إلى معرفة مدى النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف العامة التي يتضمنها المنهج والطريقة فضلا عن الطالب والمعلم ، ونقاط القوة والضعف فيها، واتخاذ قرار بشان تعديلها وفقا لتلك النتائج .
إن حقبة الثمانينات من القرن الماضي شهدت نقلة كبيرة للتقويم التربوي في المحتوى والاسلوب نتيجة للأبحاث التي قام بها كل من ثورندايك ، وودورث، ووليم جيمس وغيرهم ، إذ غدا التقويم نظاما تربويا بغض النظر عن فلسفته ، يهدف إلى إعداد المتعلم في مجتمعه ليكون منسجما فاعلا . أقول شهدت نقلة كبيرة ولاسيما في الولايات المتحدة الاميركية بعد أن فوجئ المربون الأمريكيون بإطلاق الإتحاد السوفيتي آنذاك لقمره الصناعي الأول ( سيونتك ) مما دعا الكثير منهم للاهتمام بالمنهاج والعمل على تطويره حتى علت عبارتهم الشهيرة ” ما الذي درسه ايفان ولم يدرسه جون”
وقد أصبحت عملية التقويم في صميم العمل التربوي ، إذ تعنى بنوعية التدريس قدر عنايتها بنوعية التعلم ، ونوعية المواقف التعليمية ، والامكانات المتاحة ، ليحصل التعلم وفقا للأهداف المحددة للمنهج وما يتخذ من إجراءات لتعديل مسار الجهد التربوي ، فهو لا يتم بشكل عفوي أو عشوائي وإنما يعتمد على الأدلة الصادقة التي يتم الحصول عليها من عدة مصادر .
وتبرز أهمية التقويم في منهج اللغة العربية في ما يأتي :
1 – معرفة نقاط القوة والضعف لدى الطلبة ، ومن طريق ذالك يمكن للمدرس أن يؤكد نقاط القوة ويعالج جوانب الضعف بتوجيه المتعلمين إلى كيفية استثمار أوقاتهم وتجديد مشكلاتهم ومعالجتها .
2 – توضيح الفروق الفردية بين المتعلمين ، واكتشاف الطلبة الأذكياء وما ينبغي على المدرس فعله من اجل مساعدة الطلبة متدني الذكاء .
3 – معرفة مدى تحقق الأهداف التربوية كما وكيفا ، وبأية وسيلة تحققت .
4 – مساعدة المدرس إدراك مدى فاعليته في التدريس ، ومدى كفاية الطرائق المستعملة .
5 – إعطاء المتعلمين قدرا من الإثابة ، والتعزيز للمزيد من بذل الجهد ومواصلة العطاء
6 – إيجاد نوع من الصلة الوثيقة بين المدرسة والبيت ، إذ يجعل أولياء الأمور مطلعين على مستوى أبنائهم ، ودفعهم إلى الأمام .
7 – تطوير العملية التعليمية من طريق مايقدمه التقويم من معلومات عن الأوضاع السائدة في المجتمع ، وحاجات أفراده .