التنميــط الجنسي

يقصد بالتنميط الجنسي هو غرس الاتجاهات وأوجه النشاط التي تناسب جنس الطفل (ذكر او انثى ) وذلك من خلال ما متعارف عليه في الثقافة التي ينشأ فيها الطفل , فالمعتقدات والاتجاهات وأوجه النشاط الاجتماعي الذي ينشأ فيه الطفل هو الذي يحدد الادوار في كونها مناسبة للجنس الذي ينتمي اليه الطفل , وذلك لان الاعتقاد بان لا بد وان يكون اختلافات بين الجنسين , وقد تكون هذه الاختلافات ظاهرة وقد تكون غير ظاهرة ,ومن الطبيعي ان الاباء يتفاوتون في اتجاهاتهم نحو سلوك ابنائهم هل هو خاص للبنين او للبنات ,وبصورة عامة ينظر الى بعض صفات السلوك كالعدوان البدني الظاهر, السيطرة , التخريب ، العناد , الغضب , والاستقلال بأنها سمات تخص البنين , بين الخوف الاتكالية ,الوقار الاجتماعي ,النظام , هي من صفات البنات .

يعمل الوالدان في الغالب على الموافقة اوالرفض لسلوك ابنهم حسب ملائمة هذا السلوك لجنس الطفل او عدم ملائمة ذلك السلوك ، فمثلا اذا بكى الولد فانه يوبخ ويقال له (الرجال لا يبكون، عيب )في حين اذا بكت البنت اذا ضربتها زميلتها فان هذا السلوك مقبول منها .

وتنتقل هذه الاتجاهات المتعلقة بتنميط السلوك من جيل لآخر مع قليل من التغير في المحتوى ، ففي دراسة اجريت على طلبة احدى الجامعات (على اعتبار انهم سيكونوا اباء في المستقبل القريب )لتقدير مفاهيم الولد والبنت والاتجاهات المتوقعة من كل منهما . فقد اظهرت هذه الدراسة ان الاولاد يوصفون بأنهم اكثر حظا من البنات من حيث التمتع بصفات الشدة والقوة والأهمية الايجابية ، وهذا يدل على ان طلاب الجامعة هؤلاء عندما يصبحون اباء فأنهم سوف يتعاملون مع ابنائهم وفقا لهذا التنميط الجنسي فيثبون من يتماشى معه ويعاقبون من يخالفه , بمعنى انهم سوف يتقبلون العدوان من اولادهم بدرجة اكبر مما يتقبلونه من بناتهم .

على ان ما يوجه الى الولد من ضغوط يجعله ان يتجه نحو الاستقلال والاعتماد على النفس في تصرفاته , في حين تقوم البنات بتقليد الكبار والاعتماد عليهم , وهذا الاتكال يقيل من البنت ولكن لا يقبل من الولد.

 

 

الاسرة والتنميط الجنسي:

معظم الاباء يفرقون في المعاملة بين الاولاد والبنات خلال سنوات الطفولة , فمثلا يهتمون اهتماما بالغا بتحصيل الاولاد واستقلالهم ودفعهم للمنافسة وتحملهم المسؤولية , اما بالنسبة للبنات فان التركيز والاهتمام يكون اقل على التحصيل وأكثر على الجوانب الخلقية من قبيل الصدق , واستحقاق الثقة .

يشجع الوالدان الاولاد في الغالب على الاستكشاف والتجريب في الحياة كما يزداد اهتمامهم باكتساب ابنائهم الاولاد السلوك الملائم لجنسهم من حيث الذكورة , في حين يكونوا مع البنات اكثر قلقا , لذلك يزيدون من تقييد انشطة بناتهم ويشرفون عليهن اشرافا دقيقا .

ولكن هناك اتجاها حديثا عند الكثير من الاباء يدعون الى المساواة في المعاملة بين الاولاد والبنات من ابنائهم وان لا يفرقوا بينهم في المعاملة , وان يشجعوا في الجنسين الخصائص التي ارتبطت بحكم الاعراف والتقاليد والعادات بكل واحد من الجنسين على السواء مع الانفتاح وفهم متطلبات العصر الذي يعيش فيه ابنائهم.

الاقران والتنميط الجنسي :

ان جماعات الاقران تبدو تقليدية في فهم السلوك المناسب لجنس الشخص , وقد يتعلم الاطفال عن طريق جماعة الاقران قدرا كثيرا من الاستجابات الملائمة لجنسهم من انشطة وميول واتجاهات والتي لم يتعلموها في اسرهم (مثال الفتاة التي لا تعرف امها الحياكة والخياطة وغيرها وقد تتعلمها في بيت من بيوت صديقاتها) .

خلال مرحلة الطفولة المتوسطة نجد ان جماعة الاقران تكون عادة متمايزة جنسيا من ناحية الالعاب حيث تكون العاب خاصة بالأولاد وألعاب خاصة بالبنات , حيث يلعب الاولاد مع الاولاد والبنات مع البنات , وقد نجد تأثير الاقران في بعض الاحيان قد يعدل من ما وقع على الطفل من تاثير الاسرة من تقمص او تقليد مثل الطفل الذي يكون شديد التعلق بوالدته فيتقمص سلوكها وما يصدر منها من انفعالات وغيرها وذلك بسبب حنانها او قوة شخصيتها , او قد يكون الطفل مع عدد من الاخوات الاناث الاكبر منه سنا فيكتسب احيانا سلوكيات وتصرفات متأثرا بأخواته .

ولكن بعد ان يختلط بغيره من اقرانه الاولاد في المدرسة او خارجها يعود يسلك سلوكا ذكوريا تأثرا ودعما من اقرانه .

فقد يسمح بعض الاباء بان يقوم الاطفال بسلوك او اللعب بطريقة غير ملائمة لجنسهم تقليديا مثل لعب الاولاد بالعرائس اذا اراد ذلك , ولكن اللعب بالعرائس خارج المنزل يثير سخرية الاقران من ذلك ويعبرون عن استهجانهم ومعاقبتهم على ذلك بوسائلهم الخاصة , وبذلك نجد ان مثل هذا السلوك يتناقض او يزول ويضطر الطفل ان يتبع سلوك الاقران المنمطة جنسيا والملائمة لجنسه .

 

المدرسة والتنميط الجنسي :

 

لما كان القائمين على التدريس في رياض الاطفال ومعظم المدارس الابتدائية من النساء فأننا نجد ان الرياض والمدارس تميل الى تدعيم السلوك الانثوي عند كل من الاولاد والبنات على السواء , لذا يتم تجاهل وإضعاف الاستجابات الذكورية التقليدية مثل اثبات الذات والخشونة والعمل على قمعها في المدرسة .

فضلا عن هؤلاء الاطفال قد يقوموا بتقليد معلمتهم في سلوكها وانفعالاتها , ومع ذلك فأننا نجد تأثير الاقران والدعم الذي يتلقوه في البيت من سلوك ذكوري اثناء اللعب وعن طريق التفاعل الاجتماعي مع الاقران .

ان الاولاد اذا وجدوا في الصفوف الاولى معلميهم من الذكور ازداد تعلقهم بمعلميهم اكثر من تعلقهم بالمعلمات الاناث , ففي اليابان يكثر المعلون الذكور في الصفوف الدراسية الاولى ووجد ان مشكلات القراءة اقل منها عند البنات , كما وجد ان الاولاد في امريكا عندما يقوم بتدريسهم ذكور يحسنون القراءة بدرجة اكبر من اولئك الذين يقوم بتدريسهم من الاناث .

العوامل المؤدية الى اكتساب السلوك المنمط جنسيا :

1-الرغبة في المدح : الحب والرعاية عاملان مهمان بالنسبة للطفل والمدح من قبل الاباء او الاقران هم نوع من الحوافز والإثابة عند تعلم السلوك المنمط جنسيا .

2-الخوف من العقاب :اذا احس الطفل بانه اذا قام بسلوك غير مناسب فنه سيتعرض للعقاب او النبذ من الوالدين او الاقران فانه بلا شك سوف يكف عن هذا السلوك الغير مرغوب .

3-التقمص : من العوامل المؤثرة في اكتساب السلوك المنمط جنسيا هو تقمص الطفل لسلوك الاب من نفس الجنس او مع بديل الاب او مع نموذج مثالي متخيل .

 

 

x