الخصائص النفسية والجسمية لدى المتخلفين عقليا

أن التحدث عن خصائص المتخلفين عقليا ليس بالأمر السهل لأن التفاوت بينهم يكون قريبا من الفرد الاعتيادي وآخرين بعيدا جدا (غباري وآخرون ،2010) . ومن الخصائص العامة التي تظهر لدى المتخلفين عقليا هي :

  1. الخصائص التعليمية :

يشير هالانوكوفمانHallahan&Kauffman أن المتخلفين عقليا يعانون من شدة العجز عن التعلم أو التذكر ، وأن الاستراتيجيات التي يستعملونها لتأدية المهام التعليمية بطيئة وغير نافعة ، فضلا عن ذلك أنهم يظهرون ضعفا في التعلم التجريدي ، وتخيل أو تصور الأشياء وفهمها واستنتاج الاشياء والتوصل الى العلاقات السببية لها (الخطيب ،2010) . لذا يظهر المتخلفين عقليا صعوبة في ربط المعاني بالاشياء وتصنيف المعلومات الجديدة وربطها بالمعلومات القديمة ، وصعوبة في استيعاب المعلومات المكتوبة (كولاروسو واوروك ،2005) .

2 . الخصائص المعرفية :

يظهر المتخلفين عقليا صعوبات معرفية متعددة مثل سرعة النسيان ، وضعف الذاكرة ، وقصور في التركيز والانتباه ، وضعف القدرة على التعميم ، فعندما نعلم الطفل المتخلف عملية الجمع ونسأله 1+1 فأنه سيجيب 2 ولكن عندما نعطيه برتقاله ونضيف له واحدة أخرى ونسأله كم العدد فانه لا يعرف الاجابة . فضلا عن ما سبق يتصف المتخلفين عقليا بضعف القدرة على تحليل الظاهرة وتقويمها ، وصعوبة في تمييز الاشياء المتشابهة وأوجه الاختلاف بين الأشياء فقد لا يستطيع التفرقة بين المربع والمستطيل ، وكذلك يظهر صعوبة في تعلم القراءة والكتابة والخط ويظهر خلطا بين الحروف المتشابهة (غباري وآخرون ،2010) .

على العموم يحدد (كمال ،1996) الخصائص المعرفية بالآتي :

– الضعف في الانتباه :تشير الدراسات التطورية أننمو الانتباه يتزايد مع العمر الزمني لدى العاديين، بينما نجد المعاقين ذهنياً لا يتزامن نمو الانتباه لديهم مع العمر الزمني فنجدهم محدودين في المدة والمدى، فلا ينتبهون إلا لشيء واحد ولمدة قصيرة، ويتشتت انتباههم بسرعة، وعندما تمر بهم أشياء كثيرة الانتباه فإنهم لا ينتبهون إليها من تلقاء أنفسهم، ذلك يرجع إلى أن مثيرات الانتباه الداخلية عندهم ضعيفة، ويحتاج إلى ما يثير انتباههم من الخارج والى من ينبههم بما يدور حولهم ويشدهم إلى الموضوع الأساسي .

– القصور في الإدراك: يعاني المعاقين عقليا من قصور في عمليات الإدراك خاصةً في عمليتي التمييز والتعرف التي تقع على حواسهم الخمس بسبب صعوبات الانتباه والتذكر، فهم لا ينتبهون لخصائص الأشياء فلا يدركونها ولا ينسون خبراتهم السابقة بها فلا يتعرفون عليها بسهولة، مما يجعل إدراكهم غير دقيق أو يدركون جوانب غير أساسية فيها، فنلاحظ أن إدراكه لعلاقة التشابه سطحية تشبه إدراك الأطفال فمثلا لو سأل المعاق ذهنياً عن التشابه بين التفاح والبرتقال، يجيب بأن لها قشرة أو بداخلها بذور ولكن لا يدرك بأن الاثنان فاكهة.

– القصور في الذاكرة: يظهر الفرق بين الأشخاص المعاقين عقليا والعاديين في التعلم والتذكر، فيحتفظ العاديين بالمعلومات والخبرات المتعلمة في الذاكرة الحسية، ومن السهل نقل هذه المعلومات إلى الذاكرة قصيرة المدى أو الذاكرة بعيدة المدى، أما الأشخاص المعاقين ذهنياً فيتعلمون ببطء ومن الصعب الاحتفاظ بما تم تعليمه بسرعة، وذلك يرجع إلى صعوبة الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة الحسية، ويعاني جميع الأشخاص المعاقين ذهنياً من قصور في الذاكرة القصيرة والبعيدة المدى مما يجعل الأشخاص المعاقين ذهنياً لا يتقنون ما تعلموه ولا يحتفظون بالمعلومات بذاكرتهم لمدة طويلة، إلا بعد جهد وتكرار كبير لخبرات ومعلومات قليلة وبسيطة.

– القصور في التفكير: التفكير عملية يتم فيها جمع المعلومات والخبرات التي سبق تعلمها وإعادة تنظيمها في اتجاه مواجهة المواقف الجديدة أو حل المشكلة الجديدة، وينمو تفكير الطفل العادي من التفكير الحسي إلى المجرد، أما تفكير الأطفال المعاقين ذهنياً من الدرجة البسيطة فلديهم قصور وضعف في قدرتهم على اكتساب المفاهيم والمعاني الكلية، وضعف في التفكير المجرد، ويظل التفكير متوقفاً عند مستوى المحسوس وشبه المحسوس، فيكون تفكيرهم سطحي وساذج وبحاجة دائمة إلى مساعدة الآخرين لهم في حل المشكلات، وضعف قدراتهم على اكتساب المفاهيم وتكوين الصور الذهنية والحركية وضآلة حصيلتهم اللغوية (كمال مرسي، 1996).

3 . الخصائص اللغوية :

أن نتيجة التأخر في النمو العقلي يعاني الاطفال المتخلفون عقليا من اضطراب وتأخر لغوي ، وكلما أشتدت الاعاقة العقلية ازاداد الاضطراب اللغوي حدة ، ويظهر الاضطراب اللغوي لدى المتخلفين عقليا في اضطراب الكلام ، وانسيابيته ، وقلة الحصيلة اللغوية ، وعدم الاتساق في المعنى ـ فضلا عن التفكك اللغوي ، وكثرة الاخطاء اللغوية عند النطق مثل التشوه اللغوي والابدال والحذف (غباري وآخرون ،2010) . وتقدر الدراسات أن 50% من المتخلفين عقليا ذوي الدرجة البسيطة لديهم مشكلات في النطق السليم للكلمات عند اشتراكهم في محادثة ما ، كما أنهم لا يستعملون الكلمات المناسبة (كولاروسو وأورورك،2005) .

4 . الخصائص الانفعالية والاجتماعية والسلوكية :

أن التوافق الاجتماعي والانفعالي مرتبطان ارتباطا كبيراً مع القدرة العقلية، ويمكن القول أن ذوي الإعاقة الذهنية يظهرون تدنياً واضحاً في التوافق الاجتماعي، و نقص في الميول والاهتمامات، وعدم تحمل المسئولية، والانعزالية، و العدوانية مع تدنى مفهوم الذاتMarika, 1998, p.12))وفي هذا الصدد نجد أن النقص في بعض من المهارات الاجتماعية الشخصية قد يؤدي إلى الإحباط كأحد الإستثارات التي تثير السلوك العدواني لدى بعض الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، كما أن التدني في مستوى حصيلة المهارات الاجتماعية والشخصية قد يدفع بالفرد للجوء إلى السلوك العدواني كأسلوب لعملية التعزيز الاجتماعي وكذلك لشد الانتباه(ه الوابلي، 1993). لذا يقدر أن حوالي 11 إلى 33% من الذين يعانون تخلفا عقليا يبدون سلوكيات عدوانية ، كما يظهر البعض منهم سلوك العزلة الاجتماعية ، والابتعاد عن الآخرين وينشأ ذلك بسبب عدم فهم حاجات وأفكار المتخلف عقليا وعدم فهم هؤلاء المتخلفين للاشخاص الاخرين مما يؤدي الى سوء التواصل في المواقف الاجتماعية المتنوعة . ومن الخصائص السلوكية الأخرى يظهر لديهم اضطراب يسمى البيكاPica اي أكل الأشياء التي لا تؤكل مثل الورق والتراب ، وكذلك قد يظهرون انماط سلوكية تكرارية من الحركات كالتأرجح وتحريك اليدين مع الحاق الأذى بالذات وتبليل الفراش والخوف المرضي من اشياء غير مخيفه وأحيانا الخرس الانتقائي أي أمتناع المتخلف أو المعاق عقليا من التحدث إلا مع بعض الاشخاص الموثوقين والمقربين (رضوان،2009).

5 . الخصائص الجسمية والصحية :

لا توجد خصائص جسمية تميز الأشخاص المعاقين ذهنياً من الدرجة البسيطة عن أقرانهم العاديين، فالأشخاص المعاقين ذهنياً يشبهون العاديين إلى حد ما في كل من الطول والوزن والحالة الصحية العامة، فتؤكد الدراسات أن فئة المعاقين ذهنياً من الدرجة البسيطة يقاربون الأسوياء في معدل النمو الجسمي ويتبعون نفس المعدل في النمو تقريبا، ولكن كلما انتقلنا إلى أسفل منحنى الذكاء فان الفروق الفردية في المظهر الجسمي تأخذ بالظهور بشكل واضح، وتزداد هذه الفروق وضوحا عندما نصل إلى المستوى الأدنى لفئة ذوي الإعاقة الذهنية(المليجي ،2003) .

إذ يظهر لدى المصابين بالاعاقة العقلية المتوسط والشديد مجموعة من الخصائص الجسمية والصحية التي تتميز في ضعف القدرة الحركية المعقدة ، والتوازن الحركي ، وصعوبات في تعلم المهارات اليدوية ، وكذلك تظهر هذه الخصائص في تأخر المشي وقصر القامة. ويعاني المتخلفين عقليا من مشكلات صحية مختلفة مثل مشكلات ظهور الاسنان ، ومشكلات عظمية ، ومشكلات في النظر ، وفي الجهاز البولي والقلبي . وقد وجدت بعض الدراسات أن قسما من المتخلفين عقليا يعاني من حالات صرعية وأنه أكثر انتشارا بين ذوي الاعاقات العقلية الشديدة (الخطيب،2010) .

x