اللغه تعريفها خصائصها ومهاراتها

نظرا لأن اللغه هي أساس اللسانيات او هي موضوع اللسانيات وأن لها خصائص وسمات عده وأنها وسيله التخاطب بين البشر وغير البشر

ولقد خص الله الإنسان من دون الكائنات بالعقل اولا , والقدره على التعبير الصوتي عما يريد او يشعر .

فاللغه شأن اجتماعي , ومظهر من مظاهر السلوك البشري , وبها يتواصل الأفراد والجماعات, وتنتقل المعلومات والخبرات من فرد إلى فرد أو أفراد وجماعات . ومن مجتمع إلى مجتمع , ومن جيل إلى جيل . وبها يتم تبادل المشاعر والأحاسيس , وبها يتم الإقناع, والفهم والإفهام , ويعدل السلوك .

وسنتطرق في هذا البحث إلى تعريف اللغه أولا ومن ثم خصائص اللغه وأخيرا سنتناول مهارات كل لغه .

تعريف اللغه :-

اتفق اللغويين على ان تعريف اللغه 1 (علم اللغه Linguistics)  هو الدراسه العلميه للغه , ويعنى ذلك أن ندرس اللغه في ذاتها , ولذاتها , أي بعيدا عن التأثير بأيه آراء سابقه , وبدون الميل , أو التعصب , كما ينبغى أن تقوم هذه الدراسه على أساسجمع الماده اللغويه , وإبداء الملاحظات العلميه حولها , ثم فرض الفروض , واختبار صحه الفروض لاستنتاج القواعد , أو استخراج النتائج العلميه .

وتعريفها كما عرفها ابن جني على انها “أصوات يعبر بهها كل قوم عن أغراضهم” 2

ويتضمن هذا التعريف جميع خصائص اللغه الإنسانيه , وسماتها الأساسيه .

وتعريف عبد القادر الجرجاني للغه بأنها :” نظام من العلامات المتواضع عليها اعتباطا تتسم بقبولها للتجزئه ويتخذها الفرد وسيله للتعبير عن أغراصه وللاتصال بالاخرين عن طريق الكلام أو الكتابه “

ان العالم “مارتنيه” يشير في تعريفه إلى المسآئل الآتيه : 3

أ- اللغه وسيلة تواصل بين الأفراد .

ب- اللغه قائمه على وحدات صوتيه تشتمل على دلالة .

ج- اللغه تختلف من مجنمع إلى آخر .

اما تعريف “أنطوان مييه” فيركز على مايلي :

أ- اللغه تنظيم متماسك .

ب- اللغه مرتبه بوسائل التعبير المشترك بين مجموعه متكلمين .

ويرى “دوسوسير” النقاط الآتيه حول اللغه :

أ- اللغه واقع مكتسب , واصطلاحي .

ب- اللغه مؤسسه اجتماعيه .

جـ – اللغه تنظيم من الاشارات المغايره .

ويرى “سابير” أن اللغه :

أ- وسيله غير غريزيه (ليست فطريه)لإيصال الأفكار والمشاعر والرغبات عبر رموز تؤدى بصوره اختياريه وقصديه .

ونص تعريفه هو :”إن اللغه وسيله لاغريزيه خاصه بالإنسان يستعملها لإيصال الأفكار, والمشاعر, والرغبات عبر رموز يؤديها بصوره اختياريه , وقصديه”.

وهناك تعريفات أخرى لعده لغويين ممن كانوا يركزون في تعريفاتهم للغه على صفه , أو صفتين .

أما تعريف ابن جني فيتضمن ماسبق كله , ويزيد عليهم الإيجاز والشمول ونذكر منهم : 4

1- تعريف بلوخ وتريجر :

“إن اللغه تنظيم من رموز صوتيه كيفيه , يتعاون بواسطتها أفراد مجتمع معين”

ويلاحظ في تعريفه أنه يركز على كون اللغه تنظيما , وأنها رموز كيفيه , أي انها غير معلنه لأنها اصطلاح جماعي لايخضع لأي قياس عقلي .

2-تعريف “هال” :

“اللغه هي المؤسسه التي يتواصل بواسطتها ويتفاعل على البشر فيما بينهم بواسطه رموز شفهيه – سمعيه كيفيه مستعمله بالعاده” .

ويلاحظ أنه زاد على ماسبق كونها عاده, والنظر إلى اللغه بكونها عاده انسانيه .

3- تعريف “بلومفيلد ” :

“إن الكلام – الأصوات الخاص الذي يلفظ به الإنسان من خلال سيطرة مثيرة معين يختلف بإختلاف المجموعات البشريه فالبشر يتكلمون لغات متعدده .., فكل طفل يترعرع في مجموعه بشريه معينه يكسب هذه العادات الكلاميه والاستجابات في سنى حياته الاولى” .

4- تعريف تشو مسكي :

“إن اللغه عبارد عن مجموعه متناهيه , أو غير متناهيه , من الجمل , كل جمله منها طولها محدود ومكونه من مجموعه متناهيه من العناصر”.

فالمقصود من هذا التعريف أن يشمل الكثير إلى جانب اللغات الطبيعيه . إلا أن تشومسكي يقول أن معنى تعريفه ينطبق على جميع اللغات الطبيعيه , سواء في شكلها المنطوق أو المكتوب , وذلك لأن :

(أ) كل لغه طبيعيه تتكون من عدد محدود من الأصوات (وعدد محدود من الأحرف في أبجديتها , على افتراض أنها تتمتع بنظام أبجدي للكتابه )

(ب) مع أن كل لغه قد تتكون من عدد لامحدود من الجمل ذات الملامح الواضحه , فانه يمكن تمثيل كل جمله بسلسله متعاقبه من هذه الأصوات (أو الأحرف) 5

وحاول (تشارلز هوكت Charles Hocket) الأمريكي دراسه الخصائص التي تتميز بها اللغه الإنسانيه , فألفى نتيجه أبحاثه أن أهم سمات هذه اللغه أنها اصطلاحيه أو تواضعيه , وأن مفرداتها تشير غلى أشياء محسوسه في عالم الواقع , وإلى الافعال التي يؤديها الغنسان أو غيره من المخلوقات , كما أنها تعبر عن الأفكار الذهنيه المجرده , وأن الخلف يتوارثها عن السلف , وتشير إلى أشياء وأحداث بعيده عن المتكلم زمانا ومكانا , يضاف إلى ذلك كله سمه هامه , ولعلها من أهم تلك السمات وهي مقدره لغه البشر على الإبتكار 6 .

ويمكن القول بأن اللغه ظاهره اجتماعيه تتكون من مصطلحات صوتيه تعارف عليها الناس , واستعملوها للتواصل فيما بينهم وإن لهذه المصطلحات دلالات أو معاني , وإن هذه المعاني تسبق الألفاظ ومن أجلها وظعت الألفاظ. وهذا يعني أن تكون المعاني موجوده مع الوجود , أما الألفاظ فتكتسب و وتستعمل للتعبير عن تلك المعاني . وبناء على ذلك فإن لكل شيء محسوس لفظا يدل عليه , ولكل فكره ألفاظ تعبر عنها 7.

خصائص اللغه :-

1- اللغه نظام 8:

إن اللغه تقوم على قواعد , وأسس موضوعه,فللتراكيب اللغويه قواعد وأنظمه خاصه ثم التواضع عليها , وإن هناك نوعا من التشابه بين انظمه اللغات المختلفه .

إن النظام اللغوي يتكون من عناصر كالأصوات , أو الحروف والمفردات , ونظام النحو وغيرها وأن لكل عنصر من هذه العناصر دورا في النظام اللغوي .

إذ تتكامل هذه الأنظمه فتشكل النظام اللغوي , ومن المعروف ان لكل عنصر في هذا النظام حدودا وقوانين تحكمه ومفردات وموضوعات تندرج تحته وأن الدور الذي يؤديه كل عنصر في النظام اللغوي لاتؤديه العناصر الأخرى فحال النظام اللغوي الشامل كحال جسم الإنسان الذي يتكون من أجهزه متعدده كالجهاز العصبي والهضمي والتنفسي ولاكن لكل جهاز دور لايؤديه الجهاز الاخر غير ان هذه الاجهزه تتكامل مع بعضها لتكون جسم الإنسان ..

2- اللغه صوتيه 9:

إن اللغه ذات طبيعه صوتيه وان الاصوات فيها هي الأصل , ولكل رمز صوتي , وظيفته في الكلمه , ولكل كلمه وظيفتها في الجمله أو العباره والإلتزام بالنسق الصوتي المتعارف عليه واجب في البيئه اللغويه الواحده , والخروج عنه يفقد الرمز قدرته على النقل أو الإيحاء .

إن النسق اللغوي يتظمن ترتيب الأصوات داخل الكلمه , وترتيب الكلمات داخل الجمل . وتشترك جميع اللغات في هذه السمه إذ بدئت اللغات بأصوات مسموعه ثم دونت هذه الأصوات التي تعبر عن مدلولات . فالأصوات تعد ماده اللغه الإنسانيه ولا مدلول لهذه الأصوات إن لم تنظم في وحدات فكل واحده تحمل منها معنى معين فالححرف لآيدل على معنى دون أن يكون في وحده .

ولايمكن التعرف على دلالة اللفظه مالم ترتب الألفاظ وتلفظ من خلال جهاز النطق , وتنقل الى الأذن فدماغ السامع لمعرفه المقصود منها . أما الصوره المكتوبه للغه فقد جائت متأخره عن الصوت بعد أن تطورت الحياه وتعقدت وأصبحت بالإنسان حاجه الى استخدام اللغه في مواقف لايمكن للغه المنطوقه أن تستخدم فيها .

3- اللغه عرفيه 10:

ان هذه الصفه تعني ان للغه قواعد وأن هذه القواعد متعارف عليها وأن العرف هو الذي يحكمها , ولآيحكمها المنطق , وعندما يتعارض المنطق والعرف يؤخذ بالعرف ويترك المنطق كما هو الحال في قولهم (خرق الثوب المسمار) فالمنطق يقتضي نصب الثوب ورفع المسمار ولكن العرف يتقدم على المنطق .

4- اللغه إنسانيه 11:

إن الانسان خص باللغه من دون الحيوانات الأخرى ,فصارت لآزمه من لوازم الإنسان فباللغه أصبح الانسان قادرا على وضع أفكاره في ألفاظه , وعبارت مفهومه , وقد خلق الإنسان مستعدا للكلام بالفطره .

5- اللغه اجتماعيه 12:

ان هذه الصفه تعني أن اللغه لايمكن اكتسابها خارجالاطار الاجتماعي فلا يمكن للإنسان أن يتكلم من دون أن يعيش مع ىخرين , أو يستمع لهم , فيكسب اللغه منهم بالممارسه , وتنمو عنده بالدربه .

6- اللغه سلوك مكتسب 13:

وهذا يعني أن اللغه لآتورث إنما تكتسب , وأن مايميز الإنسان من غيره في هذا المجال أن الإنسان خلق مزودا بما يجعله قادرا على النطق بلغه راقيه , وهذا مالم تتحصل عليه الحيوانات الأخرى .

والإنسان منذ ولادته يستمع لما حوله من أصوات , ثم يحاكيها تدريجيا تبعا لنضج أعضاء النطق وقدراته العقليه , ولهذا فإن الاستماع يعد عاملا أساسيا في اكتساب اللغه , والأصم  بالولاده لآيمكن أن يتكلم .

7- اللغه متطوره 14:

وهذا يعني أن اللغه تنمو وتتطور , وتزداد مفرداتها , وتقبل مفردات جديده , وقد تندثر منها مفردات فلا تستعمل في الكلام , وهي متطوره على مستوى الفرد والأمه , لأنها تعكس تطور الفرد , وتطور الأمه , لذلك يقال أن اللغه عنوان اهلها تتطور بتطور أهلها , وتنحصر بانحسارهم , وأهم دليل على ذلك ما أصاب اللغه العربيه أبان العصور المظلمه التي انحسرت فيها الدوله العربيه بعد سقوط بغداد على يد هولاكو الذي دمر كل مقومات رقي الأمه , وتقدمها .

8- اللغه رمزيه 15:

أشرنا فيما سبق أن اللغه نظام من الأصوات المنطوقه له قواعد تحكم مستوياته المختلفه الصوتيه , والصرفيه والنحويه , وتعمل هذه الانظمه في  انسجام ظاهر , وترابط وثيق , ولهذا قلنا عن الحديث عن هذه الأنظمه إن اللغه نظام الأنظمه .

الأصوات إذن هي ماده اللغه , وهذه الأصوات رموز . أي بدائل تستخدمها في الاشاره إلى شئ ليس هو الأصوات نفسها .

فالأصوات التي تمثل الكلمه “ورده” هي وسائل للإشاره إلى الورده نفسها وليس ثمه علاقه ضروريه أو طبيعيه بين أصوات هذه الكلمه والورده نفسها . وكل ماحدث أنه في وقت ما من تاريخ اللغه العربيه ربط المتكلمون بهذه اللغه بين هذا اللفظ وهذا الشئ .. وقد كان من الممكن أن يستخدموا لفظا آخر , أو يستخدموا هذا اللفظ للإشاره إلى شئ آخر .

إن العلاقه بين الأصوات المعينه , والأشياء التي يشار إليها بها علاقه اعتباطيه .

وحين يتعرض الإنسان لما يؤلمه ,أو يؤذيه قد يطلق صيحة , هذه الصيحه هيي رد فعل لما أحس به . والعلاقه بين الصيحه , والألم علاقه مباشره فليست الصيحه بديلا عن الألم بل هي رد فعل له .

أما الكلمه (ألم)مثلا فهي علامه غير مباشره يستخدمها من يتكلم العربيه للإشاره إلى إحساس ما , ويستخدم من يتكلم الانجليزيه كلمه أخرى هي pain لنفس الغرض , ويستخدم من يتكلم الفرنسيه كلمه ثالثه … وهكذا , لأنه لاتوجد علاقه مباشره بين العلامه المستخدمه (لفظ ألم أو pain … الخ) وما تشير اليه (الألم نفسه).

اللغه إذن علامات غير مباشره , أو رموز للإشاره إلى الأشياء .

فما هي العلامات والرموز وما العلاقه بينهما وبين الأشياء ؟

9- اللغه معنى 16 :

أن (المعنى) هو المشكله الجوهريه في علم اللغه , وقد ظهر حديثا علم مستقل من علوم اللغه يعالج هذه المشكله هو “علم المعنى”

ومن أعقد المشكلات التي يواجهها هذا العلم تعريف المعنى .

وقد ذهب العلماء في هذا التعريف مذاهب مختلفه , وقد قام الاستاذان (أوجدن) و(ريتشاردز) بمعالجه هذه المشكله في كتابهمها (معنى المعنى) وجمعا فيه مايقرب من عشرين تعريفا للمعنى . (8| ص 61) .

10- الاعتباطيه : إذا نظرنا في أصوات كلمة ضرب في اللغه العربيه وتأملنا سبب اختيار العرب لهذه الأصوات للتعبير عن معنى ضرب فلن نجد عله منطقيه تفسر سبب هذا الاختيار بل انهم كان بإمكانهم أن يستخدمو كلمة (ربض ) مكانها أو أي لفظ آخر للدلاله على هذا المعنى يقول عبد القادر الجرجاني (فلو أن واضع اللغه قال ربض مكان ضرب لما كان في ذلك مايؤدي إلى فساد ولو كان في اللفظ مايدل على معناه أو في المعنى مايقتضي أن يعبر عنه بلفظ معين لما اختلفت اللغات)

وهكذا يمكن أن نستنتج أن اختيار الدال لمدلول معين إنما هو عمل عشوائي اعتباطي لايخضع لمنطق أو تحليل .

11- اللغه انتاجيه :من أهم الخصائص التي تميز اللغه البشريه عن لغات الحيوانات وهي تعني أن المتكلمين يستطيعون أن ينطقو بتركيبات لم يسبق لهم أن سمعوها من قبل وتحضى خاصيه الانتاجيه بإهتمام النحويين التوليديين ورائد هذا النحو هو تشومسكي بل انها أهم أسس نظريتهم على الإطلاق وهي السمه الوحيده التي يمكن استنتاجها من تعريف تشومسكي للغه .

12- النقل الثقافي : تتسم لغات الحيوانات لكونها ردود فعل غريزيه وليست مكتسبه وهذا يعني أن القطط مثلا في كل مكان في العالم تستعمل الألفاظ نفسها وفي هذا تختلف عن اللغه البشريه اختلافا بينا إذ تتنوع اللغات بتنوع المجتمعات والثقافات ويكتسب الطفل لغته من المحيط الذي يعيش فيه بغض النظر عن عرقه أو الجينات التي يرثها من والديه فالمولود الانجليزي الذي يعيش في بيئه لغويه فرنسيه مثلا سيتحدث الفرنسيه وليس الانجليزيه فاللغه تنتقل من جيل إلى جيل بالتعلم وليس بالوراثه وهذا مايسمى بالنقل الثقافي وهو عنصر مهم في اكتساب اللغه.

مهارات اللغه :-

1- التعبير والمحادثه 17 :

أثبتت الدراسات التي قام بها ( piaget) في اللغه والفكر عند الطفل والدراسات التي قام بها (هنري فالون) في اصول التفكير لدى الطفل أن تعلم اللغه حدث نفسي معقد جدا ينجم عن عوامل مختلفه فيزيولوجيه واجتماعيه ونفسيه , وأن للوسد العائلي أثرا كبيرا في سرعه هذا التعلم , إذ أن الوسط العائلي والاجتماعي ذي المستوى الرفيع يكتسبون الكلام أسرع وأفضل من غيرهم , ولكن لايخفى دور المدرسه بعد ذلك لأنها جزء من الوسط الاجتماعي , فدور المعلم أساسي هو الآخر في النهوض باللغه والارتقاء بها .

وإذا كان الوسط العائلي هو المدرسه الأولى في تعليم التعبير واكتسابه , فإن أحوال التعبير تتغير كثيرا بناء على تغييرات سن الأطفال وتغيرات البيئه الاجتماعيه والثقافيه والاقتصاديه . وهنا يأتي دور المدرسه في ترميم الثغرات الحاصله في تعبيرات الأطفال , ولا يتفتح تعبير الطفل وينمو في الوسط المدرسي إلا إذا أحس بحريته , إذ غالبا مايعمد المدرسون في ظل الأنظمه والتقاليد المدرسيه إلى محاصره التعبير الشفهي للطفل , أو يكرهونه على ان ينصب في نماذج من اللغه الجامده , وكثيرا مانسيئ إلى التعبير في عمليه تسميع الدروس عندما نطلب للطفل أن يتقيد بما ورد في الدرس ونحاسبه على الخروج عن ما ورد فيه , إذ أن هذه الأساليب لاتسمح للطفل ان يعبر عن ذاته ويحس بحريته وينطلق تلقائيا للتعبير عن مشاعره وعواطفه وأحاسيسه وفكره .

ويرى المربي الفرنسي ( Frank marchand ) أنه ينبغي تحقيق هدفين من خلال دروس المحادثه .

1- لابد ان يتكلم المتعلم أكثر مايمكنه أن يتكلم , ويعبر في حريه كامله عن فكره وخبراته .

2- ينبغي للمتعلم أن يتكلم عن الوجه الأفضل .

ويمكن للمدرس أن يسجل مواقف المحادثه التي تدور بين المتعلمين ويستمع اليها , ثم يشير الى الأخطاء الصارخه التي وردت , ومن ثم تعاد المحادثه مسجله من جديد ليقارن المتعلم بين الأخطاء التي أشار إليها المدرس وكلامه ليرى ما إذا ثمه أخطاء مما ذكرها المدرس قد ارتكبها فيتكون لديه الوعي بهذه الأخطاء .

وهذا أسلوب من أساليب التعلم الذاتي للنهوض بالمحادثه والارتقاء بها إلى الصور الصحيحه .

ويمكن للمدرس أن يقوم بإجراء تمرينات بنيوية , ذلك أن تعليم اللغه كما أثبتت معطيات علوم اللسان الحديثه ومعطيات التربيه لايتم من خلال مفرداتها , وإنما من خلال تراكيبها وأنماطها اللغويه , إذ بعد الاصغاء إلى تعبيرات التلاميذ ينتقل المدرس من خطأ مرتكب فيوجه التمرينات البنيويه لتلافي ذلك الخطأ , وتسجل التمرينات ان على آله التسجيل العاديه أو في المختبر اللغوي , ويبذل المتعلم مجهودا في الاستجابه والتعامل معها , ثم تأتي الاستجابات الصحيحه بعد استجاباته فيوازن بينها ويصحح .

2- الاستماع :

مبررات الحديث عن الإستماع قبل الكلام والقرآئه والكتابه 18 :

– إن أداه الاستماع الاذن أول وسيله تعمل عند الإنسان بعد ولادته , فالسمع يعمل بعد ولادة الطفل بثلاثة أيام , والبصر يعمل بعد سبعة أيام .

– إن أداه الاستماع الاذن تعمل في جميع الاتجاهات , فالانسان يسمع من يتكلم وراءه , ومن يتكلم أمامه , وعن يمينه , وعن شماله , كما يستطيع أن يسمع البعض وهم في أملاكن أخرى ولا يراهم .

– إن أداه الاستماع الاذن تعمل باستمرارية اليقظه والمنام , لأن ليس لها غطاء يقفل عليها , بخلاف العين , فإن الجفن يغلق العين عند النوم فلا تعمل العين

إجراءات تساعد على تنميه مهارات الاستماع 19 :

حاول أن :

– تستمع إلى موضوع معين من خلال شريط مسجل .

– تدرب الأذن على التمييز بين الكلمات والعبارات في النطق باستعمال عبارتين منطوقتين متماثلتين في نوع الحروف وضبطها ولكنهما مختلفتان في المعنى مثل :

– تتذكر الكلمات والعبارات بالاستماع إلى قصه .

– تلخص قصه أو موضوع معين .

– تستفيد من الإذاعه والتلفاز , أو المناسبات الاحتفاليه بتسجيل ماتسمعه .

معوقات الاستماع20 :

1- الشرود الذهني : ويتمثل في بعثرة انتباهخ المستمع , وتشتته , وفقدان التركيز في المتابعه , الامر الذي سيؤدي إلى سوء عرض الماده اللغويه وفقدانه الحيويه , وفقدان عنصر التشويق , اضافه الى انشغال المستمع بهموم وأفكار ملحه تعوق قدرته على الاستماع ولهذا كان من الضروري التغلب على هذه المعوقات بأن يتحلى المستمع بالصفاء الذهني , ومن هنا كانت ضرورة ابعاد الطالب عن الاجواء الخلافيه الأسريه فضلا عن كل ما من شأنه تشتيت الذهن واضعاف التركيز .

2- الضجر والملل : ويتأتى هذا عن اختلاف الأمزجه , والعزوف عن الماده اللغويه المستمع اليها , فهناك شريحه من الناس ملولين بطبعهم ولا يرغبون في الاستماع إلى ماده بعينها , ويؤدي الملل إلى فقدان التواصل مع المتحدث وبالتالي فشل عمليه الاستماع من أساسها وقد يرجع السبب إلى شخصيه المتحدث وطريق عرضه للماده ولهذا لابد من معرفة الاسباب وعلاجها واختيار الوقت المناسب للإستماع .

3- ضعف الطاقه على الإستماع : بما ان عمليه الاستماع تحتاج إلى مثابره ودأب وصمود في وجه المعوقات فإنه لابد من تنمية هذه الطاقه والتدريب عليها وقد يكون هذا الضعف ناتجا عن أسباب عضويه مثل :

ضعف الجهاز السمعي عند المستمع أو نتيجه لمرض مزمن ولهذا كان من الضروري مراعاة الفروق الفرديه بحيث تخصص قاعات خاصه لمن يعانون من ضعف الطاقه السمعيه .

4- التربص بالمتحدث وحب النقد : إذا كان المستمع من أولائك الذين ينزعون إلى اصطياد الأخطاء ومحاولة التقاط أدق الأخطاء مما يؤدي إلى مقاطعة المستمع للمتحدث وتشتيت أفكاره مما يؤدي إلى فشل عملية الاستماع .

يعني الاستماع الإنصات والفهم والتفسير والنقد , فهو تعرف للرموز المنطوقه وفهمها وتفسيرها والحكم عليها . وتعد فترة الاستماع لدى الطفل فترة حضانه لبقية المهارات اللغويه , إذ إن المتحدث يعكس في حديثه اللغه التي يستمع إليها من البيت والبيئه . كما أن أداء المتحدث ولهجته وانسيابه وطلاقته تؤثر في المستمع وتدفعه إلى محاكاتها . والدقه في المحادثه تكتسب بالاستماع الدقيق إلى المتحدث الدقيق ,ذلك لأن نمو مهارات الإستماع تساعد على النمو في الإنطلاق في المحادثه . ومعامل الارتباط بين الاستماع والقراءه عال وذو دلاله احصائيه , فالاستماع هو الأساس في تعليم اللفظي في سنوات الدراسه الأولى , والمتخلف قرائيا يتعلم من الاستماع أكثر مما يتعلم من القراءه , إذا أن القدره على التمييز السمعي مرتبطه بالقراءه فإذا كانت عاليه تقدم الناشئ في القراءه , وإذا كانت منخفضه ادى ذلك إلى تخلفه في القرائه , كما أن الدقه في الإستماع والقدره على التمييز فيه يساعد صاحبه على تحصيل الفكر الأساسيه وعلى تذكرها فيما بعد , والتلاميذ في المراحل الأولى يتذكرون مايستمعون إليه أكثر مما يقرؤونه , ومع نموهم الفكري يحصل العكس .

والعلاقه بين الإستماع والكتابه تتمثل في أن المستمع الجيد يتمكن من التمييز بين أصوات الحروف فيستطيع كتابتها وكتابة كلماتها كتابه صحيحه .

كما ان الإستماع الجيد يزيد الثروه اللفظيه فينعكس ذلك كله على التعبير الكتابي , والمستمع الجيد غالبا مايكون كاتبا جيدا , لأنه يستفيد من فكر الىخرين وآرائهم فيتحفظ بها , وتؤثر في ثقافته وأسلوبه وكتابته .

وبطريق الإستماع وصل أناس إلى القمه , ففي تراثنا الإنساني نماذج متعدده عن أناس لم يرو النور , وعلى الرغم من ذلك كانت ثقافتهم موسوعيه وكان نتاجهم الفكري غزيرا ومتنوعا من أمثال : بشار بن برد وأبي العلاء المعري والدكتور طه حسين , وهيلين كيلر وغيرهم كثير .

أما مهارات الاستماع فقد حددها “برات وجرين” فيما يلي 21 :

1- إدراك هدف المتحدث .

2- إدراك معاني الكلمات , وتذكر تلك المعاني , واستنتاج معاني الكلمات غير المعروفه من السياق .

3- فهم الفكر .

4- إدراك العلاقات بينها .

5- تنظيم الفكر وتبويبها .

6- تلخيص الفكره المطروحه .

7- اصطفاء المعلومات المهمه .

8- تحليل كلام المتحدث .

9- الحكم عليه .

ولما كان للإستماع ثلاثة أنواع في ضوء غرض المستمع تتمثل في :

1- الإستماع بقصد الحصول على معلومات .

2- الإستماع بقصد الإستماع .

3- الإستماع بقصد التحليل والنقد .

كان في مقدور المبرمج أن يصمم برامج تغطي هذه الأنواع , فيسجل نصا معينا على شريط فيديو أو على مسجله , ويطلب إلى المتعلم أن يستمع إليه , ثم يوجه مجموعهمن الأسئله تتناول جوانب النص فكرا ومعاني وكلمات وصورا واتجاهات … الخ ثم تجيئ الإجابات الصحيحه ليقارن المتعلم بين إجاباته وبينها فيرم الثغرات .

ويمكن للمدرس أن ينمي مهارات الاستماع بدءا من المراحل الأولى كأن يسجل على شريط قصه قصيره  تلائم القدرات العقليه لدى الناشئه على أن يكون موضوع القصه مستمدا من بيئه التلاميذ أو على ألسنة الحيوانات لتعلق الأطفال بها , فيستمع كل منهم إلى القصه المسجله ويجيب على الأسئله في نهايتها , ولابد من أن تتطور الأصوات في أثناء سرد القصه بحسب تطور حوادثها , بحيث يكون الصوت هادئا ومسموعا ثم يرتفع شيئا فشيئا , ويتغير في اتخفاضه وارتفاعه بحسب المناسبات والمواقف من حيث الغضب والحزن والاستعطاف والاسترحام … الخ

وعندما يصل السارد إلى العقده وحوادثها يعرضها بصوت يشغل انتباه المتعلم , إذ إن قوه انتباهه للقصه تشتد كلما تطورت العقده وزاد تعقيدهاا , وعلى السارد أيضا أن يسرد حوادث القصه بصوت مؤثر يجعل المتعلم يتطلع إلى لحظه الحل , وإذا وصل إليها وجب أن تشعر عبارة السارد ونغمه صوته بإنتهاء القصه .

3- القراءه :

العلاقه بين القراءه والاستماع 22 :

وحتى يكون الفرد قادرا على قراءة الكلمات والجمل والعبارات المكتوبه , لابد له من أن يستمع إلى نطقها نطقا سليما من قبل . والفهم القرائي يعتمد على الفهم الكلامي , أي أن الفهم في القراءه يستند إلى فهم القارئ لغه الكلام , والفرد الملتقط للعلاقاتت بين الكلمات في اللغه المنطوقه قد يكون أكثر التقاطا للأشياء نفسها في اللغه المكتوبه .

فالاستماع يساعد على إثراء الثروه اللفظيه للفرد الذي من خلال الاستماع يتعلم الكثير من الكلمات والجمل والتعبيرات التي سوف يراها مكتوبه.

ليست عملية القراءه من المهارات البسيطه , وإنما هي عمليه معقده تشمل مجموعه من المهارات , وإذا كان المفهوم الحديث للقراءه يشتمل على تعرف الحروف والكلمات والنطق بها صحيحه , كما يشتمل على الفهم والربط والإستنتاج والتحليل والتفاعل مع المقروء ونقده والإسهام في حل المشكلات فإن مهارات القرائه في ضو هذا المفهوم تتمثل في جانبين :

أولهما فيسيولوجي : ويشتمل على تعرف الحروف والكلمات والنطق بها صحيحه , والسرعه في القراءه وحركه العين في أثناء القراءة ووضعية القارئ .

ثانيهما عقلي : ويتمثل في ثروة المفردات وفهم المعاني القريبه والمعاني البعيده , واستخلاص المغزي , وأخيرا التفاعل مع المقروء ونقده .

ويمكن أن تبرمج دروس في القراءة تتدرج وفق مستويات الدارسين بدءا من تعرف الحروف والتمييز بين الأصوات وأشكال الحروف والمقاطع الصوتيه وانتهاء باستخلاص المغزي والنقد والحكم , مرورا بتنظيم عناصر الماده وتعرف الفكر وتدريبات على اكمال الجمل وانهائها والتضاد في المفردات …الخ

فعندما يكون الطفل امام كلمه مكتوبه يعمد إلى تهجيتها ونطق مقاطعها بصوت عال بالتدريج ويستمع إلى الكلمه المنطوقه كامله ثم يفهم ماقرأ فأمامه خمس مراحل .

كلمه مكتوبه –> تهجيتها  –> نطقها بصوت عال  –> سماعها  –> تعرفها وفهمها .

وقراء الكلمه على هذا النحو ينبغي له ان يسبق بقراءه الكلمه مقطع مه إلى مقاطعها , إذ إن الصعوبات المتعلقه باكتساب المقاطع ترجع إلى مشكلات اللفظوإلى مجال بناء المقاطع , فقد يحصل اللبس في تكوين المقطع وفي تجاوز مقطع إلى مكونات مقطع آخر , الأمر الذي يدعو إلى تنوع التمرينات الميكانيكيه في قراءه المقاطع .

ومن تدريبات التعلم الذاتي مايتعلق بفهم الكلمات من خلال السياق , حيث يطلب إلى المتعلم قراءة الجمل وتعرف معاني بعض الكلمات كما وردت في الجمل , كما أن منها مايتعلق بوضع عناوين للمقاطع المقروءه واستخلاص الفكر والمغزى .

وتتم هذه التدريبات في ضوء أسس التعليم المبرمج ومن خلال الرزم التعليميه , حيث يستمع الدارس الى النص المكتوب أمامه , فيقرأ بعينه ويستمع بإذنه إذا يكون النص مستجلا على شريط , ثم يجيب عن الأسئله المثبته بعد النص , ويقارن بين اجاباته والإجابات الصحيحه , فيصحح الخطأ , وتمنحه الاجابه الصحيحه حفزا إلى الامام .

ولن يتمكن الدارس من اكتساب مهارات القرآئه بطرائق التعلم الذاتي إلى إذا أحب القراءه , إذ ينبغي لنا ألا نكتفي بتعليم التلاميذ القراءه , بل يجب أن ندفعهم إلى محبه القراءة , ومحبه القراءة كما عبر montaigne هي مصاحبه الكتب , وتتمثل محبه القراءة في تلك الأشعار التي تغنى في ذاكرتنا , والتي ترافقنا في سائر اللحظات الصعبه من حياتنا , كما تتمثل في التناغم العذب للأشعار أو موسيقى جمله ما تسري في نفوسنا , وكأنها رسوم (البارتنون) تحت الشمس المشرقه .

أن تحب القراءة هي ان تجد الصديق المخلص , الصديق المستقيم الذي تتحقق من أنه لن يخونك أبدا , وهذا ماعبر عنه شاعرنا العربي قائلا :

كتابي فيه بستاني وروحي     ومنه سمير نفسي والنديم

يجالسني وكل الناس حرب     ويسليني إذا عرت الهموم

إن على المدرس أن يحبب إلى نفوس ناشئته القراءه الحره التي بطريقتها تكتسب الثقافه وتزداد الخبره وتوسع النظره إلى الحياه .

والقراءه الحره معين لآينضب يمد التعبير بالمعاني والمفاهيم والصور والأخيله والأساليب والتراكيب , كما أن فيها تنميه للشخصيه وتوسيعا لآفاقها الفكريه والجماليه .

وعلى المدرس أن يتغلب على هذه الظاهره من غير أن يكون متشددا في اختيار الوسائل أو يظن أنه يضيع أوقات تلاميذه , فبإمكانه أن يطبق معهم قراءه سريعه للنصوص الجذابه , والتي لاتكون بالضروره من المواد الدراسيه و فإذا اصطحبهم إلى المكتبه فذلك لكي يجعلهم على احتكاك طبيعي بالكتب , ويحملهم على اكتشاف لذه البحث 23.

4- الكتابه :

أهمية الكتابه24:

تأتي الكتابه بعد مرحلة التحدث في الوجود , كما تسبق مرحلة القراءه فالفرد القارئ لايقرأ إلا ماهو مكتوب , ويمكن الغشاره إلى أهمية الكتابه التي تتمثل بما يأتي :

– الكتابه شرط أساسي لمحو أمية الممواطن وهي جزء أساسي للمواطنه .

– تعد الكتابة أداة رئيسيه للتعلم بكافة مراحله وأنواعه فضلا عن أخذ أفكار الاخرين وخواطرهم .

– تعد وسيله فعاله بين الناس بالمؤلفات والخطابات وغيرها .

– تعد أداه فعاله لحفظ التراث ونقله فهي أداه اتصال الحاضر بالماضي , والقريب بالبعيد .

– تعد شهادة تسجيل الأحداث والقضايا والوقائع .

– تعد وسيله فعاله لتنفيس الفرد عن نفسه وللتعبير عما يجيش بصدره ويجول بخاطره .

– الكتابه وسيله من وسائل حفظ الحقوق بين الناس وقد أكد القرآن الكرييم أهميتها في المعاملات والمواثيق , قال تعالى 🙁 يا أيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه … )

– الكتابه أداة الإبداع ووسيلته , فهي التي بواسطتها ينقل إلينا الأدباء والشعراء ما تفيض به قرائحهم من عذب القول وجميل القصيد وهي التي حفظت لنا أروع النماذج الأدبيه وأرفعها .

– الكتابه أداة رئيسه من أدوات الإعلام وخصوصا في عصرنا الحاضر حيث انتشرت المجلات والصحف والكتب والمطبوعات .

لما كانت اللبنات الأولى للقراءة تتوضع في المرحله الاولى كان اكتساب المتعلمين مهارات الكتابه المتسمه بالدقه والنظام والنظافه والترتيب تتوضح هي الأخرى في هذه المرحله , إذ إن تدريب التلاميذ على كتابه مايحاكونه ومايستمعون إليه في سرعه ووضوح وصحه وإتقان ينبغي له أن يتم في وقت مبكر .

والتدريب على النسخ والنقل أمر في غاية الأهميه في المراحل الأولى , لأن الملاحظه والدقه والمثابره والتنسيق توضع بذورها في المرحله الابتدائيه . فمحاكاة الخط الجميل والدقه في تلك المحاكاة تساعدان الناشئ في مستقبل حياته على تذوق الجمال والانسجام في الكتابه .

ويمكن أن نعرض أمام المتعلم نماذج في الفيديو أو شاشة التلفزه لتلاميذ يراعون الأوضاع الصحيه في الكتابه من حيث بعد الورقه عن العين واستقامة السطور ووضعية الجسم .

وفي المراحل المتقدمه يمكن طرح موضوعات في التعبير الكتابي , تسجل في المختبر , ويترك للطالب الحريه في وضع العناصر لكل منها , ثم تأتي العناصر التي يتضمنها كل موضوع , فيقارن الطالب بين العناصر التي وضعها والعناصر المطلوبه , ويطلب إلى الطالب أن ينظم عناصره بشكل منطقي بحيث تتسلسل الفكر في ترتيب وتوافق وانسجام , فيشار الى العناصر التي تأتي في المقدمه , وتلك التي تاتي في صلب الموضوع , واخيرا في الخاتمه .

والغرض من هذا التدريب هو تعويد الطلاب على الدقه والنهجيه في التفكير ومعرفة المقدمات والنتائج والأسباب والمسببات … الخ .

وهناك مراجعه ذاتيه يطلب إلى المتعلمين القيام بها بعد كتابة موضوعاتهم , حتى يطلعوا على ماكتبوه ليتلافوا الكثير من الاخطاء التي وقعوا فيها إملائيه كانت أو نحويه أو علامات ترقيم .

ولكي يقبل المتعلم على الكتابه لابد أن يكون الموضوع وثيق الصله بخبراته مستمدا من عالمه , وملائما لقدراته الفكريه واهتماماته .

والسؤال الذي يثار هنا : إذا لم يكن لدى الطالب مايقوله فما العمل ؟

حدد السيد M.Ferinet من أرباب المدرسه الحديثه في تعليم التعبير هذا الموقف بصوره جميله , إذ إنه يشبه ذلك بقصه الحصان الذي ليس ظمآن << هيا إذن اجعل حصانا غير ظمآن يشرب وحتى بالصراخ .وهيا حاول إجبار أطفال لايرغبون في الكتابه على الكتابه >> .

فحل M.Ferinet المشكله بطريقه النص الحر , إذ يفسح المجال أمام الطالب ليتكلم في اي موضوع يريد , هذا من جهه , ومن جهه أخرى أشار إلى طباعة كتابات الطلبه وتبادل الموضوعات بين المدارس وهو يرى أن لاطريقه أفضل من ذلك , إذ عندما يرى الطالب أن موضوعه مطبوع ويصل إلى مدارس بعيده تأخذه الحماسه نحو الكتابه .

وبالإضافه إلى النصوص الحره التي تستثير الطلاب نلاحظ القصص ذات النهايات المفتوحه والتي يمكن لأي طالب أن يضع لها نهايه كما يريد , وهذا أسلوب ينمي اععتماد المتعلم على نفسه في التفكير والبحث وبأن يكون له نمط تفكيره الخاص وأسلوبه المميز .

ومن الواضح أن التعبير لايكتسب إلا من خلال التعبير نفسه , فكثرة الكتابه ووضع الطلاب في مواقف حيه تسمح لهم بالتعبير والإنطلاق يؤدي إلى إكسابهم مهارة التعبير , ونحن في تعليمنا نعتمد الشرح أكثر مما نعتمد الكتابه , نشرح كثيرا ولا نكتب إلا قليلا , ونكلف طلبتنا الشرح أكثر مما نكلفهم الكتابه .

إن هذه الطريقه يجب أن تعدل وذلك بأن نكلف الطلبه كتابة القصص والمقالات ومذكراتهم الشخصيه لأن ذلك يمس نفوس الطلبه , ويعبر عن مشاعرهم وأحاسيسهم , ويمس ذواتهم ويكشف في الوقت نفسه عن الموهوبين منهم .

إن كثره الكتابه هي التي تؤدي إلى التمرس بها , وإلى أن تصبح بعد ذلك عمليه سهله وعفويه , ولن يتمكن ناشئئتنا من امتلاك مهارات لغتهم إلا بطريق القراءة الحرة وكثره الكتابه , فالقراءه الحره تمد التعبير بالثروه اللفظيه والمعاني والفكر والصور والأخيله , وهي معين لاينضب يمد التعبير بما يحتاج إليه من حيث الشكل والمضمون .

أما الاقتصار على عمليه الشرح وعلى كتابه عدد محدد من الموضوعات فلا يحقق الأهداف المرجوه لأن اللغه عاده ومهاره , والعادات لاتكتيب “إلا بطريق الممارسه والتكرار .

ولكي تتحول اللغه إلى مهاره على اللسان والقلم لابد من ممارستها , وممارستها لن تؤدي ثمارها في ساعات محدوده , وإنما في خارج جدران المدارس والمعاهد والجامعات . والقراءه االحره والكتابه المستمره وسيلتان هامتان في اكتساب اللغه 25 .

x