تحديد السلوك المضطرب المطلوب تعديله

     ويشترط أن يكون هذا السلوك ظاهراً ويمكن ملاحظته موضوعياً . ويتم ذلك في المقابلة الارشادية وعن طريق استخدام الاختبارات النفسية وخاصةً اختبارات التشخيص والتقارير الذاتية .

     ويتم تحديد السلوك المضطرب عن طريق الفحص والبحث في كل الظروف والخبرات والمواقف التي يحدث فيها السلوك الشاذ , والظروف التي تسبق حدوثه والنتائج التي تتلوه .

   *** تحديد العوامل المسئولة عن استمرار السلوك المضطرب  : –

   يتركز هذا التحديد على البحث عن الظروف السابقة الراهنة واللاحقة التي تحدد وتوجه السلوك المضطرب وتؤدي الى استمراره , مثل وجود ارتباط شرطي بسيط , أو وجود نتائج مثيبه يؤدي أليها استمرار السلوك المضطرب .

** معنى السلوك السوي  : –

   يظهر السلوك السوي في حياتنا اليومية على شكل السلوك العادي أو المألوف أو المعتدل الغالب على الناس , أنه السلوك الذي يظهره الفرد وفقاً لطبيعة الموقف , فإذا كان الموقف يدعو الى الحزن أظهرنا انفعال الحزن , وحين يظهر أحدنا الضحك بدل الحزن في مثل هذا الموقف نستغرب ذلك , فاذا تكرر ذلك زدنا في الاستغراب واعتبرنا العمل ( عيباً و شذوذاً ) هذا هو أبسط توضيح في تحديد السلوك السوي . ومن التعريفات الأخرى للسلوك السوي ( هو القدرة على توافق الفرد مع نفسه ومع بيئته والشعور بالسعادة وتحديد أهداف وفلسفة سلمية للحياة يسعى لتحقيقها ) .

والسلوك السوي هو السلوك العادي أي المألوف والغالب على حياة غالبية الناس , والشخص السوي هو الشخص الذي يتطابق سلوكه مع سلوك الشخص العادي في تفكيره ومشاعره ونشاطه ويكون سعيداً أو متوافقاً شخصياً وانفعالياً واجتماعياً [ زهران / 1993 / ص 34 ] .

*** مفهـــوم السلـــوك غيـــر الســـوي  : –

 ألا سواء ( السلوك الغير طبيعي وغير المقبول وفقاً لطبيعة المجتمع الذي ينتمي أليه ذلك الفرد ) هو الانحراف عما هو عادي والشذوذ عما هو سوي , واللاسويه حالة مرضية فيها خطر على الفرد نفسه أو على المجتمع تتطلب التدخل لحماية الفرد وحماية المجتمع منه , والشخص ألا سوي هو الشخص الذي ينحرف سلوكه عن سلوك الشخص العادي في تفكيرهُ ومشاعرهُ ونشاطه ويكون غير سعيد وغير متوافق شخصياً وانفعالياً واجتماعياً .

   ومن المفاهيم الأخرى للسلوك الشاذ هو ما يخالف السواء مرة , ومرة أخرى يعني الاضطراب النفسي , واحياناً يعني السلوك الغير مألوف أو السلوك المتطرف [ المصدر السابق / ص35 ]

* الشخصية السوية  : –

   الشخصية السوية من الناحية النفسية كما يقول (( علي كمال )) هي التي تتمثل فيها الخصائص الأتية , من الناحية العاطفية .. عنده أقل ما يمكن من الصراعات العقلية , وله القابلية والرغبة المعقولة على العمل وفي مقدوره أن يحب أحداً غير نفسه , ومن ناحية السلوك – له المقدرة على الوصول الى البت بشؤونه الخاصة بدون عناء كبير أو تأخر زائد .. يحب عملهُ ولا يشعر بتعب ألا بما يتناسب مع الجهد , ولا يرغب في تغيير مستمر لنوعية عمله , ويجد ارتياحاً في العلاقات الاجتماعية وفي الحياة الزوجية العائلية , ويتفهم الحاجات العاطفية ووجهات نظر الأخرين فيها , ويتجاوب معها , ومن الناحية الجسمية .. خلوهُ من الشكوى ومن الأعراض الجسمية والنفسية التي لا ترد لأسباب عضوية المنشأ .

   أن معايير الشخصية السوية ربما توجد في كل الناس بنسب متفاوتة وتتراوح بين الدرجات العليا وبين الدرجات المتوسطة , فخلو الشخصية من أعراض الأمراض النفسية والانحرافات موجودة لدى معظم الناس بصورة طبيعية وبدرجات مختلفة . وكذلك الحال بالنسبة للشكوى الجسمية وأعراضها على اختلاف أنواعها , ويمكن أن تعد مظهراً طبيعياً لتفاعل الامكانيات النفسية مع الإمكانيات الجسمية للفرد , وهي دليل على التكامل والارتباط الوثيق وهكذا يمكننا وصف الشخصية السوية ( الطبيعية ) على أساس متصل أخر هو تفاعلها مع البيئة وبوساطتها , فنصفها على أساس قدرتها على البناء والالتحام والرغبة في الحياة .

** الشخصية اللاسوية  : –

   فالشخصية اللا سوية , هي اضطراب في السلوك ناشئ عن فشل الفرد نفسه في التوافق مع نفسه ومع بيئته المحيطة به , وهو عبارة عن تعبير عن مشكلات نفسية وانفعالية ومحاولات فاشلة للتوافق مع التوترات وحل الأزمات الناتجة عن الصراعات الداخلية , ولكنه يفشل في أيجاد الحلول المناسبة .

أن الاضطرابات في الشخصية ما هو ألا ابراز لصفات خفية كانت موجودة بدرجة محدودة ومقبولة ومحدودة كمظاهر متعددة للسواء , واذا أردنا فهم الشخصية المضطربة ( اللا سوية ) لابد أن أول ما تميزه في اضطراب الشخصية هو عدم التوافق بين الشخص وبيئته , يضطرب تكيفه نتيجة لرفض الأخرين له .

    أن ما يميز اضطراب الشخصية أيضاً هو نتاجها عن تراكم طويل للخبرات , واندماجها مع الاستعدادات الشخصية السابقة لها , فهي لهذا ليست اضطرابات محدودة أو حادة أو حديثة ولكنها موجودة على أية حال , وهي تمثل انتقالاً من طريقة معينة في التوافق الى طريقة أخرى , وكل الطرائق التي تختارها قد لا تكون سوية أو تحمل سمات الاضطراب في العلاقات بالأخرين أو في التعامل أو مع البيئة , وهو توضيح وافِ لاضطراب الشخصية , وأن اضطراب الشخصية يختلف تماماً عن المرض , فالمرض النفسي اضطراب وظيفي في الشخصية , وعادة تكون الأسباب النفسية هي الجوهرية فيها ,ويبدو في صورة اعراض مختلفة نفسية وجسمية تعوق التوافق المرن للفرد فيسلك بطريقة لا تناسب الموقف الذي يمر به أو يخبره , هدفه  حل أزمة نفسية مستعصية بطريقة شاذة أما السلوك المرضي فهو سلوك عابر غير مقيم , ولكن يأخذ شكل الاضطرابات الذي يغلب على سلوك الفرد , فيكون سلوكاً أما هستيرياً , أو وسواساً , أو شكاكاً , أو قلقاً لدى الشخص العادي , وهو يختلف بالفعل عن سلوك المريض [ الجبوري / 2014 / ص 113 – 115 ] .

x