شروط النظرية العلمية

لكي تكون النظرية علمية وقادرة على تفسير الظواهر والعلاقات والتغيرات والملابسات التي تتعلق بموضوعها ومادتها يجب ان تتوفر فيها الشروط الآتية :
1-  يجب ان تكون افكار ومبادئ ومفاهيم النظرية مترابطة ومتكاملة بحيث تخلو مادتها من التناقض والتضارب .
2-  يجب ان تكون النظرية معبرة عن فكرة او افكار او مبادئ واضحة ومركزة ومتسلسلة تسلسلاً نظامياً ومنطقياً بعيداً عن التعقد والتشويش والارتباك .
3-  ينبغي ان تكون المادة العلمية للنظرية مشتقة من طبيعة الواقع الاجتماعي الذي توجد فيه ، وينبغي ان لا تكون معتمدة على افكار فلسفية او لاهوتية او ذاتية حيث ان مثل هذه الافكار لا تخضع الى اساليب التحليل والتجريب والفحص الميداني الموضوعي . كما يجب ان تكون النظرية قادرة على معالجة سلبيات وتناقضات الواقع الذي اشتقت منه مادتها الاساسية معالجة موضوعية و حقيقية .
4-  على النظرية ان تكون قادرة ومتمكنة من تفسير جميع الظواهر والملابسات التي تهتم بدراستها وتحليلها ، والتفسير ينبغي ان يكون عقلانياً ومستمداً من طبيعة الظاهرة او المشكلة المدروسة وليس من تصورات وتخيلات ومقاصد وأهواء ومصالح الباحث الذي يقوم بدراستها والاهتمام بها .
5-  ينبغي ان تكون صحة النظرية نسبية وليس مطلقة . كما يجب ان تكون قابلة للتغيير والتعديل تبعاً لتغير الظروف الموضوعية والعوامل الفاعلة التي تحدد درجة قوتها وزخمها .
6-  النظرية الجيدة والصحيحة هي النظرية التي تتوصل الى نفس الحقائق والاستنتاجات اذا تكررت دراستها وفحوصها وإثباتاتها خلال فترات زمنية مختلفة وفي اماكن جغرافية مختلفة .
7-  يجب ان تنفرد النظرية بتفسير الحقائق التي تشتمل عليها . فوجود نظرية اخرى تفسر نفس الحقائق التي تفسرها النظرية الاولى يضعف الاهمية العلمية للنظريتين . ومن الجدير بالملاحظة ان تقدم الدراسة والبحث في موضوع ما يؤدي الى اختفاء ظاهرة التفاوت الكبير بين النظريات .
وظائف النظرية العلمية :

لجميع النظريات العلمية وظائف اساسية ومهمة مهما تكن المواضيع والدروس التي تكتنفها . ولولا وظائف النظريات التي تقدمها للباحثين وللعلم لما ظهرت وتطورت وتغيرت بين فترة وأخرى . ونستطيع تلخيص وظائف النظرية العلمية بالنقاط التالية :
1-  تساعد النظرية على نضوج واكتمال العلم ، فجميع العلوم الطبيعية والاجتماعية مكونة نمن نظريات اختصاصية تهتم بتفسير وتوضيح الجوانب المختلفة لمواضيعها وموادها العلمية والمنهجية . فكلما كانت نظريات علم من العلوم كثيرة ومتشعبة كلما كان العلم ناضجاً وقادراً على تفسير ظواهره وعلاقاته وتفاعلات عناصره التي تهتم بدراستها وتحليلها . وكلما كانت نظريات العلم قليلو وضعيفة كلما كان العلم فتياً وغير قادر على تفسير ظواهره وعناصره التكوينية وبالتالي غير متمكن من معالجة مشاكل وسلبيات الانسان والمجتمع .
2-  تتكون النظرية من المفاهيم والمصطلحات الفنية التي لا غنى عنها لأي علم من العلوم . وعندما تتكاثر وتتضاعف النظريات تزداد المفاهيم والمصطلحات التي تكتنفها النظريات وتنمو العلوم نمواً سريعاً . ان كل مفهوم او مصطلح يتضمن خبرة اجتماعية وعلمية طويلة ، وهو بمثابة تلخيص لكثير من الحقائق التي تتكون منها النظرية العلمية .
3-  تقوم النظرية العلمية بتفسير الظواهر الواضحة والغامضة والتفاعلات الاساسية والثانوية والعوامل الموضوعية والذاتية لعلم من العلوم . ومثل هذا التفسير والشرح يمكن العلم من استيعاب المشكلات والتناقضات التي تقع في حقل من حقول المجتمع . وبعد استيعابها والالمام بجوانبها تستطيع معالجتها معالجة موضوعية تدفع المجتمع الى التطور والنمو والازدهار .
4-  تحدد النظرية ميادين الدراسة في مختلف العلوم ، كما تحدد نوع الحقائق التي ينبغي ان يتجه اليها الباحث في ميدان دراسته . وبدون النظرية تتداخل ميادين البحث وتتلاشى الحدود التي تفصل بعضها عن البعض الآخر .

x