مرحلة المراهقة المتوسطة

 

وهي تقابل مرحلة التعليم الثانوي في نظامنا التعليمي ..ولعل من ابرز ما تمتاز به هذه المرحلة يتمثل في احساس الفرد بذاته وكيانه وفي ظهور القدرات الخاصة التي يستدل منها على الميول في التوجيه التعليمي والمهني .

النمو الجسمي والفسيولوجي :

1-يأخذ النمو الجسمي في البطء وتقل سرعته تدريجيا ، ويكون هنالك فرق بين الذكور والإناث في الوصول الى نهاية فترة النمو هذه حيث تنتهي لدى الاناث في حوالي سن 18 سنة تقريبا وفي حوالي سن 20 او 21 سنة لدى الذكور.

2-تزداد سعة المعدة زيادة كبيرة في هذه المرحلة مما يؤدي الى زيادة اقبال المراهق على الطعام .

3-تتحسن الحالة الصحية للمراهق تحسنا واضحا ، وتصبح حواسه اكثر دقة وإرهافا من ذي قبل .

4-يقل عدد ساعات النوم للمراهق في هذه المرحلة عنه في المرحلة السابقة .

5-يحدث انخفاض طفيف في معدل النبض لدى المراهق ، كما تنخفض نسبة استهلاك جسمه للأوكسجين

6-يزداد ارتفاع ضغط الدم تدريجيا عند كلا الجنسين مما يؤدي الى ظهور حالات الاغماء والصداع والتوتر لدى المراهق .

النمو الحركي :

1-تتجه حركات المراهق الى التوافق والانسجام ويزداد نشاطه ويكون هذا النشاط من النوع الذي يرمي الى تحقيق هدف معين ، ويلاحظ ان الذكور يتفوقون على الاناث في الانشطة الرياضية .

2-تزداد قدرة المراهق على اكتساب المهارات الحركية لتي تحتاج الى دقة وتآزر حركي كالعزف على الالات الموسيقية وبعض الالعاب الرياضية والكتابة على الالة الكاتبة .

3-يتحسن مستوى السرعة التي تتضمن استخدام العضلات الكبيرة كالجري والقفز والرمي لمسافات بعيدة لدى الذكور عنها لدى الاناث .

4-يكون التآزر اليدوي البصري لدى الذكور افضل من الاناث ، كما تزداد سرعة (زمن الرجع) مع وجود فروق طفيفة بين الجنسين .

النمو العقلي :

1-تستمر القدرة اللغوية والعددية والميكانيكية في نموها

2-لم تبين البحوث التي اجريت فروقا بين الذكور والإناث في الذكاء ولكنها بينت وجود فروق بينهما في بعض القدرات كتفوق الاناث بصفة عامة على الذكور في القدرة اللغوية والقدرة الكتابية ، وتفوق الذكور عليهن في القدرة على ادراك المسافات والقدرة الميكانيكية .

3-تتضح في هذه المرحلة الميول العقلية للفرد ، وتتضح في اهتماماته بأوجه النشاط المختلفة وفي الموضوعات التي يرغب في قراءتها وفي البرامج التي تبثه وسائل الاعلام المختلفة وغير ذلك .

وفيما يلي ابرز العوامل المتعلقة بالميول في هذه المرحلة :

1-ان ميول الفرد تتأثر بمستوى ذكائه وبقدراته العقلية المختلفة وهي تتضح عن تمايز هذه القدرات الى الانماط العقلية والمهنية التي سيسلكها في حياته المقبلة

2-ان الميول تتمايز في هذه المرحلة الى ميول عقلية ومهنية وميول اخرى وتبدو هذه في هوايات الفرد ، ومن الواضح ان هذا التمايز يفيد غي اتخاذ هذه الميول كأساس للتوجيه التعليمي والمهني

3-ان الميول تختلف باختلاف الجنس ، فالذكور يميلون الى الموضوعات المتعلقة بالهوايات العملية والألعاب الرياضية والى قراءة الاخبار وجمع المعلومات المختلفة ، اما الاناث اكثر ميلا بقراءة القصص التاريخية والعاطفية والشعر .

4-تصبح الفروق الفردية في الميول والاستعدادات والقدرات في هذه المرحلة اكثر وضوحا بوجه عام منها في المرحلة السابقة .

5-يميل المراهق في هذه المرحلة الى كتابات خاصة به يحلل فيها ذاته ويصف فها مشاعره الذاتية وخبراته الوجدانية كما يضمنها وصفا لمشكلاته الخاصة وما يدور في نفسه من رغبات وتأملات وأفكار ، وهذا ما يجعل لها اهمية كبيرة في دراسة حالته .

6-يتميز اسلوب الكتابة لدى المراهق في هذه المرحلة بطابع فني جميل ، وتدل كتابة الفتيات على خيال خصب يفوق خيال الفتيان .

7-تزداد قدرة المراهق في هذه المرحلة على الفهم العميق والانتباه المركز لما يتعلمه كما تزداد قدرته على التحصيل وعلى نقد ما يقرا من معلومات .

8-يصبح تفكير المراهق اكثر مرونة واقل تمركزا حول الذات ويصبح اكثر في الظروف المتعلقة بمشكلة ما .

9-تزداد قدرته على التذكر في هذه المرحلة ويكون استيعابه للمعلومات قائما على الفهم ولهذا فان الجهد الذي يبذله يصبح اقل من الجهد الذي كان يبذله في المراحل السابقة .

10-يبدي المراهق في هذه المرحلة اهتماما واضحا  بمستقبله التعليمي والمهني ويزداد تفكيره في تقدمه الدراسي وفي المهن التي تناسبه اكثر من غيرها .

النمو الانفعالي :

1-يحاول المراهق التوافق مع المتغيرات التي تطرأ على جسمه وتقبلها ، ويرتبط شعوره بالرضا او عدمه بمدى اقترابه او ابتعاده من النموذج الذي يتصوره لنفسه او من الصورة التي يود ان يكون عليها .

2-يزداد شعوره بذاته ويتجلى ذلك في مشاعر التمرد والثورة والغضب نحو مصادر السلطة في الاسرة والمدرسة والمجتمع وخاصة تلك التي يحس بأنها تعيق نشاطه وتحول بينه وبين تحقيق غاياته .

3-تتسع امال المراهق وأحلامه وقد يتعذر عليه تحقيقها او جزء منها مما يولد لديه الاحباط ويؤدي الى شعوره بالاكتئاب والضيق .

4-تتسم انفعالات المراهق في هذه المرحلة بالقوة والحساسية المفرطة وعدم الثبات مما يحول دون تحكمه في المظاهر الخارجية لحالته الانفعالية ، فهو قد يضحك في موقف جاد او محزن ثم يشعر بخطئه ويندم ، وقد يتصرف تصرفا غير لائق ثم يعود ليلوم نفسه وينتابه الحزن وتأنيب الضمير .

5-يتأثر المراهق تأثرا عميقا بنقد الاخرين ، نظرا لما يتصف به في هذه المرحلة من مثالية وحساسية زائدة .

6-يعاني المراهق في هذه المرحلة من عدم وضوح الرؤيا ، فلا يعرف أي سلوك يسلك وما اذا ما كان سلوكه صحيحا او خاطئا ، مما يؤدي الى اضطراب سلوكه والى جعل هذا السلوك يتسم بالتردد والشك .

7-يستغرق معظم المراهقين كثيرا في احلام اليقظة كوسيلة عما يعانونه من انواع الفشل والحرمان ، ولتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه في الواقع عن طريق الخيال .

8-مخاوف المراهق في هذه المرحلة (المتوسطة)تدور في معظمها حول الدراسة والبالغة في تأكيد المكانة الاجتماعية ومن الثابت ان اكثر المواقف التي يبدي فيها المراهق خوفه تتمثل في المواقف ذات الطبيعة الاجتماعية التي يحس فيها ان مكانته باتت مهددة .

10-نتيجة للمعاملة التي يتلقاها من الكبار في عدم الثبات فتارة يعاملونه كرجل وتارة اخرى يعاملونه كطفل لذا يشعر بأنه انسان هامشي وهذا ما يجعله غير متأكد من انتمائه ويولد لديه الصراع النفسي وعدم الاستقرار العاطفي والحساسية الزائدة ونراه يتذبذب في سلوكه بين المفاخرة والمباهاة والخجل والانزواء وبين الاعتداء والمسالمة .

النمو الاجتماعي :

1-تزداد رغبة المراهق في تأكيد الذات مع الميل نحو مسايرة الجماعة من خلال الشعور بالألفة والمودة .

2-يلاحظ على المراهق شعوره بالمسؤولية الاجتماعية  ومحاولة فهم ومناقشة المشكلات الاجتماعية والسياسية العامة .

3-يزداد الميل الى مساعدة الاخرين والمشاركة الوجدانية للأقران بحيث تأخذ اشكال متعددة كالإيثار والتضحية في سبيل الاخرين

4-يميل الى تقييم التقاليد السائدة في ضوء مشاعره وخبراته .

5-يميل الى نقد السلطة بشكل عام والوالدين بشكل خاص وتزداد رغبته في التحرر من سلطة جميع الراشدين في المجتمع بشكل عام .

x