معنى المنهج

اخذ مصطلح المنهج حيزا كبيرا من ادبيات اصحاب الشان في مجال التربية والتعليم لحد ان بدا التسائل قائم ب

ما هو المنهج؟ وكيف يمكن تحديده ؟ وماهي المفاهيم التي يعرف بها المنهج ؟هذه المجموعة من الأسئلة نحاول الإجابة عليها0لكن ليس من السهل إعطاء تعريف واحد جامع مانح يحدد معنى المنهج وذلك لسعة الموضوع من جهة ,وتعدد الآراء حول من جهة أخرى 0فالمنهج في اللغة منهاج التعلم والطريق الذي يسلكه المعلم والمتعلم أو المضمار الذي يجريان فيه بقية الوصول الى الأهداف المنشودة ومعنى هذا أنهما أذى اتبعا هذا المنهاج كما يجب أتباعه , فانهما يحققان تلك الأهداف (1)وهذا من ناحية تعريف المنهج بالمعنى القاموسي 0

أما بالنسبة للمفهوم السائد للمنهج فهناك مفهومان أولهما المفهوم التقليدي أو الضير , والالثانية المفهوم الحديث أو الواسع للمنهج وفي مايلي توضيح لهاذين المفهومين :

المفهوم الضيق او التقليدي للمنهج :

يستمد هذا المنهج مقوماته من مفاهيم العصور الوسطى ومقوماتها ,حيث كانت الفلسفة موجه له والمحدد لأهدافه هي نفسها التي كانت تحكم مناهج تلك العصور, ولازالت أثار هذا المفهوم للمنهج سائداً في الكثير من النظم التربوية في الوقت الحاضر 0فالمفهوم الضيق أو التقليدي يرجع تاريخه الى الوقت الذي كانت فيه الأهداف التربية محددة قاصره ترتكز على جانب المعلومات والمعرفة , ولاتكاد تعرف جانباً أخر سواه0فقد كانت جهود المدرسة ترتكز حول المعرفة بامتيازها أهم ثمرات الخبرة الإنسانية وتجارب البشر عبر القرون 0

المفهوم الواسع أو الحديث للمنهج:

لقد أنبثق المفهوم الواسع أو الحديث للمنهج كرد فعل للمفهوم الضيق أو التقليدي الذي يختصر على المقررات الدراسية ,ويهتم بالناحية العقلية من العملية التربوية دون سواها ,كما شرحنا سالفاً على اثر الأخذ بالمفهوم الواسع للمنهج واتسعن الخبرات والفعاليات وازداد عدد ما يقدم منها الى التلميذ وامتدت الى ما وراء حجرة الصف لتشمل المدرسة والملعب والنادي وكل ما يمارسه التلميذ خارج المدرسة 0وصار المنهج يتضمن كل ما من شانه أن يؤثر في حياة التلميذ عن طريق توجيه المدرسة ويمتد الى ما وراء المدرسة ليشمل جميع فعاليات التلميذ ,أضافة الى الاهتمام بالنواحي المعرفية والجسمية والوجدانية ,أذ بواسطة المنهج يكتسب التلميذ سلوكاً جديداً, او يعدل السلوك الحالي او يثبت أو يزال 0

  • لم يعد التلميذ ((عقلاً محمولاً على جسم ))وإنما اهتم المفهوم الواسع للمنهج بالتلميذ بكل من الجوانب العقلية والجسمية والاجتماعية والعاطفية 0
  • لم تعد المادة هدفاً في ذاتها وإنما أصبحت وسيلة تساعد على تحقيق نمو التلميذ, وليس معنى هذا الانتقاص من قيمتها وإنما الاهتمام بها في ضوء ظروف البيئة وظروف التلميذ0
  • لم يعد المعلم مجرد واسطة لفهم المعلومات الى ذهن التلميذ ولم يصبح أداة وسيطة بين الكتاب وعقل التلميذ ,بل أتسع عمله فأصبح يرشد ويوجه ويساعد التلميذ على نمو قدراته واستعداداته على اختلافها 0
  • لم تعد المدرسة بمعزل عن البيئة أو المجتمع بل أصبحت مركزاً لها تتأثر بها, وتؤثر فيها ,واصبحت البيئة معملاً للتلميذ يزور معارضها ومتاحفها ومصانعها ويستمتع بجمال الطبيعة فيها ويستعين بمكتباتها 00ولم يصبح الكتاب المدرسي هو المصدر الوحيد للمعرفة 0
  • لم تعد المدرسة هي المؤسسة الوحيدة المسؤولة عن التربية بل بدأت تنسق جهودها وتتعاون مع المؤسسات الأخرى الموجودة في البيئة كالبيت ودور العبادة والنوادي والمستشفيات والمكتبات العامة ودور السينما والإذاعة والتلفزيون وغيرها من الهيئات التي ترعى الشباب وتهتم بها 0

x