مفهوم الفلسفة

    مجموعة من الافكار المترابطة في صورة مذاهب فكريه تتسق في بحثها عن الحقيقة الكونيه ةظواهرها الطبيعيه والبشريه بمعنى اخر ان الفلسفة تعني البحث عن الحقيقه المطلقه وعلمانيه الاشياء واصولها وعلاقه بعضها ببعض باسلوب عقلاني متفتح بعيد الهوس والقصور والانغلاق الذي ورثته البشريه عن عصور قديمه .لقد كانت في الماضي لا تحظى بالسمعه الطيبه وخاصه الفلسفه العربيه ويقال عنها انها غامضه وانها غير مجزية بسبب لغتها المغلقة وهي نوع من العبث  ومثل هذه الانتقادات الموجهه الى الفلسفة ترجع الى الفلسفة التي نشأت في بلاد اليونان منذ عشرين قرن فمنذ ذالك الحين كان اهل اثينا يسخرون من سقراط وقد اتهم هذا الفيلسوف بانه يصرف الشباب عن الامور الجدية ويشحن عقولهم بالتفاهات ويجعلهم مواطنين غير نافعين ان اصل كلمة الفلسفه. كما يرويها المؤرخ اليوناني (هيرودروث) ان( كريس) قال (لانسولوت) لقد سمعت انك جبت كثيرا من البلدان متفلسفا متطلبا للمعرفة واستعمل( برو كليس) كلمة الفلسفة (الجد وراء وراء التهذيب) يتضح ان الفلسفه تبحث عن كل مسأله يمكن البحث فيها وبعباره اخرى يمكن القول انها تبحث عن العالم كله ما خفي منه وما ظهر.. ما تقدم يمكن تعريف الفلسفه بانها العلم الذي يبحث في خصائص الاشياء المطلقة والنسبية ويمكن تقسيم المسائل التي تتناولها الفلسفة الى ثلاثة اقسام  وهي ..

  • مسألة الوحدة أي علة العلل القادره على كل شيء الخالقه لكل شيء مضيفه الحياة على العالم وهذا القسم يطلق عليه ما بعد الطبيعة او ما وراء الطبيعة او البحث او حقيقة الكون واصله
  • مسأله الكثرة وهي مظاهر العالم المتنوعة وهذا النوع يسمى الفلسفة الطبيعية.
  • مسألة المخلوقات في المملكة الحيوانية التي يقع في اعلى سلمها الانسان من حيث وجوده ورقيه انتروبولوجيا (علم الانسان) من حيث تكوينه الجسمي فسيلوجيا وبايلوجيا (وظائف الاعضاء) من حيث عالمه النفسي سكلوجيا وعليه ان مفهوم الفلسفه يرتبط بمواضيع فلسفيه وميادين البحث المختلفه ولقد شاعت في تاريخ الفلسفة مزاعم خاصه فب البحث الفلسفي يمكن عد نتائجها مستكشفات خاصه بالفلسفه بل عدت الفلسفه ذاتها في بعض الاحيان علما لكنه علم متميز عن غيره من العلوم الاخرى بموضوع بحثه الخاص فبينما تقوم العلوم الاخرى مثل العلوم التجريبيه مثل الفيزياء وعلم الحياة وعلم النفس ….ببحث العالم المحسوس تقوم الفلسفه ببحث العلم المعقول الكامن وراء الظواهر بطريق الاستدلال العقلي الخالص دون الاعتماد فقط على الحواس

على فهي العلم الذي يبحث عن الحقيقة المطلقة وعن الجوهر ولا متغير سواء اكان هذا البحث مرتبطا بما يحدث للناس ويجري بينهم وما يربط بعظهم ببعض الاخر من علاقات او خلو من تلك الرابطة الا انه يبقى السؤال المطروح ونحن نتحدث عن مفهوم الفلسفة ووظيفتها في عالم يتسم بالتغير السريع والتطور الامتناهي في الحضارة الانسانية والتقدم العلمي الذي قطع اشواطا في مراحل كبيره وتغير فيها النظر الى الكثير من المشكلات  التي كانت من صميم موضوع الفلسفه مما ترتب عليه تغير لمفهوم الفلسفة ووظيفتها ولقد قلب العلم فكرتنا عن الطبيعة وعن البشريه ولم يترك قيمة ما الا احدث فيها تغييرا او قلقا فالذي حدث هو انقلاب علمي واسع المدى لم يدع جزيئيه من جزيئات الاعتقاد عن الطبيعة الفيزيقيه منها والبشرية دون ان يحدث فيها تغييرا وينشأ عن هذ الانقلاب العلمي التغيير الذي يحدث في موقف الناس العلمي ومزاجها وكل ما تقدم الانقلاب زود هذا التغيير بمصطلحات ملائمة تناسب حاجاته  وتزيده وضوحا وجلاء فتقدم العلم في تصميماته الواسعة وفي تفصيلاته النوعيه عن الواقع هو على وجه الدقة مما زود الناس عتاد العقلي من الافكار والحقائق الشيئية التي لابد منها لصياغة النزعة الجديدة واستحثاثها على سرعة السير ثم ايصالها الى الناس واذاعتها فيهم بمعنى اخر ان مفهوم الفلسفه يتغير في ضوء المستجدات والصور المرسومة عن الغد .فلقد رسم لنا العالم صورة تختلف اختلافا كبيرا عن صورة الامس ولتغير الصور الماضية والراهنة والمستقبلية مفهوم فلسفي مغاير يختلف باختلاف هذه الصور..

x