نشاة الادارة وتطورها

     خلق الله سبحانه وتعالى الانسان الا ان طبيعة الانسان تكونت من خلال تفاعلة مع البيئة ( الطبيعية والاجتماعية ) ، ولايسهل علية ان يعيش منعزلا عن غيرة ، ولا يستطيع ان يحقق بجهودة المنفردة كل مطالبة في الحياة ولعل هذا هو الذي جعل الانسان يحاول اللجوء الى منظمات متوالية لتحقيق ذلك فبدا بالاسرة وانتقل الى القبيلة ثم الدولة ثم منظمات اخرى ومعنى هذا ان الانسان لابد له من ان يتعاون وهو في تعاونه يريد ان يحقق هدفا ، وهذا الجهد البشري يتضمن على مايمكن ان يطلق عليه فكرة الادارة ووجود هذه الادارة يعني انها تقوم بتهيئة الظروف البيئية المحيطة بالجماعة بحيث تكون صالحة للعمل كما يعني ايضا ان هذه الادارة تقوم باوجه النشاط الذي يساعد هذه الجماعة على تحقيق اهدافها .

          لقد كان للادارة منذ القدم اهميتها والمعلومات المتوفرة عن الحضارات القديمة تدل على وجود نوع من التنظيم الحكومي المتطور في تلك الحضارات فعن طريق الادارة تمكن بناة الاهرام ان ينفذوا اضخم مشروع في تاريخ الحضارات القديمة ذلك ان بناة الاهرام قد تطلب عملا اداريا  ، اضافة الى ذلك ان قدماء المصريين قد عرفوا انماطا متقدمة من الادارة فهم قد استعملوا التخطيط من اجل التحكم في الموارد وهذه العملية تماثل الى حد كبير كبير عملية التخطيط في العصر الحديث حيث يتدخل الانسان في تنظيم الحياة وتشكيل المستقبل بطريقة تتفق مع امانيه وتوقعاتة اضف الى ذلك وجود مبدأ الرقابة والتنظيم المركزي حيث تركزت السلطة السياسية في الحكومة المركزية التي يرأسها فرعون مصر وقد فرض على مصر السلطة المحلية عن طريق الولاة لتنفيذ تعليماته وهذه ظواهر من الادارة .

     اما في الصين فقد عرف اقدم نظام في التاريخ لشغل الوظائف العامة على اساس عقد امتحانات بين المتقدمين للدخول في الخدمة واختيار الاصلح وهذه ممارسات ادارية كما استخدم ملوك الصين المستشارين للاستفادة من خبراتهم بما لديهم من حكمة وموهبة وقد تضمنت تعاليم كونفوشيوس ضرورة اختيار قيادات كفوءة وتعيينها في شتى مواقع الدولة بحيث تتوافر لدى كل منها الامانة والنزاهة وروح الايثار . كما ان بعض كتب الادارة لازالت تردد ماقاله كونفوشيوس من ان الادارة السليمة هي وسيلة الحكم الصالح .

     وفي عهد الاغريق وجدت طبقة من الموظفين تتكون اساسا من المواطنيين الذين اكتمل فيهم احساس الالتزام بالمسؤولية الادارية وقد كان هولاء الموظفين يتولون مهامهم عن طريق الانتخاب وكانوا في حقيقة الامر يشكلون مركز التنظيمات المدنية والادارية في المدن الاغريقية كما اننا نجد كثيرا من المؤشرات التي توضح تقدير الاغريق لوظيفة الادارة وذلك على الرغم من عدم القائهم اي اضواء على استخدامهم لمبادىء الادارة وخير دليل على ذلك وجود الموظفين الاداريين هذا بالاضافة الى تاكيد فلاسفة الاغريق على تنظيم الظروف وصولا الى النظام المثالي للدولة ومنهم افلاطون حيث اكد على ضرورة وجود نظام تعليمي سليم كوسيلة لايجاد الكفاءات السياسية والادارية اللازمة لقيادة الدولة واقترح برنامجا لتدريب الافراد وتهيئتهم لتولي الوظائف السياسية والادارية في الدولة ويعزى الى افلاطون انه

x