نظريات الإرشاد النفسي – نظرية التحليل النفسي

   تعد نظريات الارشاد من الادوات المفيدة للمرشد النفسي ، إذ توفر النظرية بعض التفسيرات والفرضيات الخاصة بشخصية المسترشد والمشكلات التي يعاني منها ، كذلك توفر نظريات الارشاد بعض الوسائل والتقنيات لحل مشكلات الافراد ، ومن نظريات الارشاد هي :

اولا. نظرية التحليل النفسي :

اشتقت نظرية التحليل النفسي من ملاحظات عالم النفس سيجموند فرويد الاكلينيكية على مرضاه في عيادته الخاصة ، وفسر فرويد الاضطرابات والمشكلات التي تواجه المسترشد بسبب ضعف الانا المسؤولة عن ضبط شخصية الفرد والموازنة بين الهو المسؤول عن الغرائز والانا العليا المسؤولة عن الضمير والمثل العليا ، فاذا تغلبت الهو على الانا لدى الفرد فان الفرد سيتوجه نحو اشباعاته الغريزية من دون الاهتمام بقوانين المجتمع واحترام حق الاخرين في حين اذا تغلبت الانا العليا على الانا فان الفرد سيتكون لديه ضمير صارم ومتشدد وسيتسم بالعصابية والتطرف ، وبما ان الانا الضعيفة تكون غير قادرة على مواجهة الرغبات المحرمة او التكيف مع المثيرات الخارجية بمرونة فان الفرد سيعيش في حالة من القلق الشديد قد تؤدي به المرض (العصاب) .

 ولحل هذا العصاب يرى فرويد ان على المرشد تكوين العلاقة الارشادية والعلاجية بين المرشد والمسترشد بحيث يسودها التقبل والتفاعل المثمر ، واستعمال بعض الاساليب التحليلية للكشف عن مشكلة المسترشد مثل التفريغ الانفعالي والتداعي الحر والاستفادة من فلتات اللسان وتحليل الاحلام ، ويؤكد فرويد في الارشاد والعلاج النفسي على :

أ. التعرف على الخبرات المبكرة الاولى من الحياة التي شكلت شخصية الفرد ، فقد يكون الفرد قد ثبت على المرحلة الفمية التي ينشأ على اثرها عدوانيا وشكاكا ويحب ايذاء الاخرين  او يثبت نموه على المرحلة الشرجية التي ينشأ على اثرها قهريا وبخيلا وعدائيا ويميل الى ادخار الاشياء وتجميعها ، في حين ان ثبات نمو الفرد في المرحلة القضيبية يؤدي الى ان ينشأ شخصا قلقا ومتذبذبا وتتسم تصرفاته بانفعالية حادة .

ب. مساعدة المسترشد في التغلب على قلقه وتقوية دفاعاته النفسية وتفريغ خبراته المكبوتة.

ج. حل الصراعات النفسية السابقة والتخلص من الخبرات اللاشعورية المؤذية عن طريق التداعي الحر واعادة بناء شخصية المسترشد بطريقة سوية.

x