وادي الرافدين

لمحة تاريخية

قطن وادي نهر دجلة والفرات جنسان مختلفان من السكان ، ففي الجنوب سكان غير ساميين عرفوا بأسم السومريين نسبة الى ( سومر ) . وفي الشمال سكان غير ساميون عرفا بأسم السومريين نسبة الى (اكاد) وقد اسس أكاد الملك ( صارغون ) في القرن التاسع والعشرين قبل الميلاد واطلق اسمها الى كل الاقليم الشمالي من بلاد ما بين النهرين واصبح اسمها يطلق على السكان الذين عرفوا بأسم الاكاديين وكانت اكاد في شمال سومر وتصل حدودها الشمالية حتى بغداد الحديثة وقد عرفت بلاد اكاد وسومر معاً بأسم بلاد بابل . اما عن السومريين فيقدر العلماء هجرتهم من موطنهم الاصلي الذي قد تكون مرتفعات فارس أو المنطقة الواقعة وراء الخليج العربي وقد حدثت بحوالي 4000 ق.م وانهم حلوا في هذه الفترة في سهل سومر الخصيب من بلاد ما بين النهرين ، ولما جاء السومريين ليستوطنوا هذا السهل وجدوا انه مأهول بعدد كبير من الناس وقد استمر ازدهاره في زمنهم ونشأت فيه مدن صغيرة ( لكل منها إلهها ومعبدها ) وقد تطورت هذه المدن واصبحت كل منها (دولة صغيرة تحيط بها الاراضي التي تتبعها ) . ودخلت بلاد ما بين النهرين تحت حكم البابليين والاشوريين وفي ظل حكم البابليين توحدت البلاد سياسياً وتشريعياً بفضل الملك المصلح والمشرع (  حمورابي ) 1748-1686 ق.م. وكانت الفترة الثانية المهمة من فترات التاريخ السياسي لبلاد ما بين النهرين هي فترة الحكم الاشوري ، والاشوريون من الاقوام السامية التي تركت الجزيرة العربية ، موطنها الاصلي وانحدرت الى بلاد ما بين النهرين في مطلع الالف الثالث قبل الميلاد وقامو بتأسيس الدولة الاشورية ( في الزاوية الشمالية من الهلال الخصيب حيث يجري نهر دجلة باتجاه الجنوب عبر السهول التي تقف خلفها جبال كردستان ) وكانت عاصمتها آشور التي اخذت اسمها من أسم الهها المحلي .

التفكير في الشؤون الاجتماعية في ظل حضارة وادي الرافدين

سنحاول فيما يلي التعرف عللا ما تخلل المجتمع القديم الذي قام في ظل حضارة وادي الرافدين من مظاهر اجتماعية وهذه المظاهر الاجتماعية بقدر ما تعكس لنا الممارسات والطقوس والثقافة والتقاليد التي تعارف عليها وعمد على اتباعها ابناء المجتمع الرافديني ، فإنها بالقدر نفسه تعكس لنا الى حد ما ما كان يجول في عقول افراد ذلك المجتمع من تصورات وميول وأهواء لا ترقى بالتأكيد الى مستوى (الفكر) النظري ، الا انها على اية حال قد مرت بأذهان القائمين بها قبل ان تستحيل الى ممارسات وطقوس وفعاليات وانشطة عملية .

وسنحاول التعرف على ذلك من خلال الوقوف عند اثر العقيدة الدينية في تكوين المجتمع الرافديني واثر نظام الحكم في اضفاء طابع التدرج على مكونات ذلك المجتمع ن واستعراض بعض التصورات عن الاسرة وكيفية تكوينها واخيرا التنويه ببعض التشريعات الاجتماعية السائدة في ذلك المجتمع .

x