gray and white click pen on white printer paper

مقاييس الاتجاهات والميول

مقدمة

عندما يتم تناول موضوع القياس في مجال التربية , فان معظم الحديث يتركز على قياس ما يسمى بالجوانب المعرفية وبالذات تلك المتعلقة باختبارات الذكاء والتحصيل , وكما هو معروف فان الاستجابة على الاسئلة المتعلقة بهذا النوع من الاختبارات تصنف على اساس انها استجابات صحيحة او خاطئة او صحيحة بشكل جزئي , ولكن هناك مجالات اخرى تحتاج الى قياس ولا تصنف ضمن ما يسمى بالمجال المعرفي ومن هذه المجالات ما يتعلق بقياس الجوانب الوجدانية والتي لا تتطلب تصنيف الاستجابات الى صحيحة او خاطئة , وانما تعكس الاجابة هنا وجهة نظر الفرد او الطالب نحو القضية المطروحة . ان المعلومات التي يتم الحصول عليها من خلال هذا النوع من الاختبارات تساعد المربين والآباء واصحاب القرار والمرشدين التربويين على فهم احتياجات الطلبة وميولهم وبالتالي اختيار الطرق المناسبة لتوجيههم التوجيه السليم وتقديم المعلومات بطريقة ذات فائدة ومعنى . يتطلب هذا النوع من الاختبارات تدريبات خاصة في كيفية تطبيقها وتفسير الدرجات المتحصلة والتي قد لا تكون متوفرة عند معلمي المدرسة , ومن هنا قد تحتاج الى مرشد او عالم نفس مدرسي مدرب يكون قادرا على تطبيقها بفاعلية ومساعدة المعلمين على فهم الدرجات المستخرجة . ان قياس الجوانب الوجدانية يتضمن استخدام اختبارات تقيس الاتجاهات والميول سواء كانت ميول شخصية او مهنية بالاضافة الى الجوانب المتعلقة بسمات الشخصية . هذا وسوف يتم التركيز في هذا الفصل على الجوانب المتعلقة بقياس الاتجاهات والميول . (المنيزل , 2009 : 311)

تعريف الميول

  • عرف ( جيلفورد ) الميل بانه ( نزعة سلوكية عامة لدى الفرد للانجذاب نحو نوع معين من الانشطة ) وانجذاب الفرد نحو شيء معين يعني ان الفرد يهتم به او يهدف الى الحصول عليه , لان له قيمة حقيقية بالنسبة له . (عريفج , 1999 : 68 )
  • وقد عرف “سترونج ” (1966) الميل المهني في ضوء مشاعر التقبل وعدم التقبل للأنشطة المختلفة , ويرى ان كل شخص يشارك في آلاف الانشطة التي يفضلها طبقا لدرجة تقبله لها وتعلقه بها .
  • ويعرف الميل اجرائيا : بانه مجموعة استجابات القبول نحو عمل من الاعمال او مهنة من المهن , وتعكس تفضيلات الشخص واهتماماته ذات الطبيعة التخصصية او المهنية او الشخصية .
    مما سبق يتضح ان الميول قد تكون مهنية : ترتبط بالمهنة التي يزاولها الفرد , او ميول تعليمية : تتعلق بالمقررات الدراسية التي يتعلمها الفرد , او ميول هوائية : وهي التي يمارسها الفرد كهوايات مختلفة في اوقات فراغه . مع ملاحظة ان الميول تحتفظ بثباتها رغم تقدم السن , وتنوع الخبرة الدراسية او المهنية .

ماهية الميول :

يرى “سوبر” (1949) (في 8 : 234): ان هناك اربعة تفسيرات اساسية لمصطلح الميل , ويتصل كل تفسير بطريقة معينة من الطرق التي نتعرف بها على الميول , ونتمكن من قياسها :

  • الميل الذي يعبر عنه الشخص لغويا : اذ يعبر الشخص عن ميله او عدم ميله لشيء معين بمجرد القول بانه يحب هذا او لا يحب ذلك , وتقاس هذه الميول بطريقة الاستفتاءات , ويتوقف مدى ثبات هذه الميول على نضج الفرد .
  • الميول الظاهرة : وهي الميول التي تتضح عن طريق انواع النشاط او العمل التي يقوم بها الفرد في حياته اليومية , وهذا اتجاه موضوعي في دراسة الميل لتجنب الخاصية الذاتية في التعبير
  • الميل الذي تقيسه الاختبارات الموضوعية : ويدور هذا الاختبار عادة حول البيانات والمعلومات التي تتوافر لدى الفرد عن الميدان الذي يميل اليه .
  • الميول الحصرية : ونتعرف عليها بطريقة مشابهة لطريقة الاستفتاءات , الا انها تختلف في ان لكل سؤال في القائمة التي تختبر الميول درجة معينة , ولا تكون درجة الفرد على الاختبار هي مجموع درجاته على المفردات كما هو الحال في الاستفتاءات , بل نحصل على تقدير يمثل نمطا من الميول المتعددة للفرد يغلب عليه الثبات ولا يكون ذاتيا .(عمر , 2010 : 308)

قياس الميول :

تقاس الميول اما بطريقة الاستفتاء او بالاختبارات الموضوعية التي تسأل الشخص عن معلومات في ميادين مختلفة . واما بملاحظة نواحي النشاط التي يقضي الفرد فيها وقته . او بالاختبارات المقننة مثل اختبارات كودر وسترونج وغيرهما من الاختبارات الخاصة بالميول التي تم تطويرها على اساس مجموعة من المسلمات المتمثلة في الاتي(جواين واخرون , 1965)

  • الميول غير مستقرة عند الاطفال ولكنها تتجه نحو الاستقرار في نهاية مرحلة المراهقة ، ويقل حدوث تغير كبير فيها بعد سن الخامسة والعشرين.
  • الميول عند الاشخاص متعددة ومتنوعة من حيث موضوعها ، وقد يشترك اشخاص من مهن مختلفة في عدد من ميولهم وقد يختلفون في عدد اخر منها.
  • يتفاوت الميل من حيث الشدة وقد يكون الشخص اقوى في مرحلة من عمره مما هو في مرحلة اخرى وقد يكون اكثر شدة عند شخص مما هو عند اخر.
  • يحتل الميل عند الشخص مكانه الدافع والميل يحرضهُ للقيام بالعمل ويوجه فعالياتهُ حتى ينطلق نحو ذلك العمل . (ملحم , 2009 : 227)

 

اساليب بناء استبيانات الميول :

تختلف اساليب بناء استبيانات الميول وتقدير درجاتها عن الاساليب المتعارف عليها في قياس الجوانب المعرفية ,وذلك لان مفردات الاختبارات المتعلقة بهذه الجوانب يكون لها اجابة صحيحه واحدة مقبولة ,بينما مفردات مقاييس الجوانب غير المعرفية او الوجدانية بعامة ليس لها اجابة صحيحة محددة .اذ ربما تعد استجابة الفرد لاحدى فقرات استبيان للميول صحيحه بالنسبة لأعضاء مهنه معينه بينما تعد الاستجابة خطأ بالنسبة لأعضاء مهن اخرى ويعتمد تفسير درجات هذه الاستبيانات على الاسلوب الذي يتبع في بناءها .

اسلوب يستند الى اسس نظرية او منطقية :

استخدم هذا الاسلوب في مستهل نشأة بناء استبيانات الميول والشخصية ,حيث تنقى فقرات أو مفردات الاستبيان استنادا الى التحليل النظري أو المنطقي للسمة الخاصة المراد قياسها , وهذا يماثل الاسلوب الذي يتبع في تقدير صدق محتوى الاختبارات .وهذا يتطلب من القائم ببناء استبيان الميول أن يحدد الاساس المنطقي الذي يستند اليه في تصنيف الميول وبناء الفقرات التي تبدوا انها تقيس المجالات المختلفة . وقد استخدم لي وثروب هذا الاسلوب في بناء استبيان الميول المهنية الذي سوف نوضحه فيما بعد ، ويتم تقدير درجات الفقرات على اساس منطقي وعلى الرغم من انه ربما لا يكون هناك اتفاق عام على تقدير درجة فقرة ما ، الا انه عند بماء المفردات ينبغي الاهتمام بانتقاء الفقرات التي يسهل تقدير درجاتها .

اسلوب يستند الى بناء فقرات متجانسة :

يعد هذا الاسلوب امتدادا واستكمالا للاسلوب السابق ، فبعد انتقاء فقرات الاستبيان على اساس منطقي وتصنيف هذه الفقرات في مجموعات متجانسة تقيس مجالات مختلفة مثل الميل الخلوي والميل الى مهنة معينة والميل الى الاعمال الادارية مثلا يمكن باستخدام الاساليب الاحصائية (التحقق من الاتساق الداخلي او تجانس الفقرات) .
اذ يرى كثير من علماء القياس ان المقاييس المتسقة داخليا او متجانسة هي التي تضفي معنى على المقياس وتمكننا من تفسير درجاته ، فالفقرات التي يكون ارتباطها بغيرها من الفقرات التي يشتمل عليها المقياس منخفضا بدرجة واضحة يجب حذفها لانها لا تنتمي الى مجموعات الفقرات التي تقيس سمة او مفهوما معينا وهذا يماثل اسلوب التحقق من صدق التكوين الفرضي .ويمكن ايضا اخضاع مصفوفة الارتباطات بين الفقرات المختلفة التي يشتمل عليها الاستبيان للتحليل العاملي للتوصل الى اقل عدد من العوامل التي تفسر هذه الارتباطات وبذلك نحصل على تجمعات من الفقرات التي يقيس كل منها عاملا معينا يمكن تسميته بحسب محتوى فقرات كل تجمع وهذه العوامل او السمات يمكن قياسها ففي مجال الميول ربما ترتبط مجموعة من الفقرات فيما بينها ارتباطا مرتفعا وبذلك نقيس عاملا احادي البعد يمكن ان يطلق عليه مثلا الميل الميكانيكي . وينطبق ذلك ايضا على مقاييس الاتجاهات واستبيانات الشخصية كما سيتضح في الفصلين التاليين وقد استخدم جيلفورد ومعاونوه هذا الاسلوب في بناء استبيان مع الميول كما استخدمه كيودر في بناء استبيان المسح العالم للميول

اسلوب يستند الى التحقق الامبيريقي :

يعتمد هذا الاسلوب في انتقاء فقرات استبيانات الميول على درجة تمييزها بين مجموعة من الافراد تنتمي الى مهنة معينة ومجموعة من عامة الناس او مجموعات من مهن مختلفة . فالمجموعة الاولى تكون استجاباتها لفقرات الاستبيان مختلفة عن استجابات عامة الناس او افراد المهن الاخرى للفقرات نفسها فعندئذ يمكن تضمين هذه الفقرات في استبيان الميول ويتم تقدير درجات فارقة تتناسب مع اختلاف استجابات هذه المجموعات . (علام ,475 :2011)

خصائص مقاييس الميول :

  • لا تقيس اختبارات الميول قدرات معينة لكنها نقيس من يفضلهُ الفرد وما لا يفضلهُ من اوجه النشاط لذلك لا تهدد نتائجها ذاتية الفرد ولا تزعزع ثقتهُ بنفسهُ كما هو الحال في اختبارات الذكاء واختبارات القدرات .
  • اختبارات الميول لا تحتاج الى ما تحتاج اليه اختبارات الذكاء من دقة وخبرة في تطبيقها ، لذا يتمكن الافراد العاديين من اجرائها على انفسهم وتقدير درجاتهم عليها.
  • لا يمكن الاعتماد على نتائج اختبارات الميول في الكشف عن الميول الحقيقية للأفراد قبل سن ال (18) سنه ، لان ميول الافراد لا تتبلور قبل هذه السن.
  • تبين للأفراد نواحي ميولهم الحقيقية التي يجهلونها في انفسهم ، فتساعدهم على اختيار ميادين التي تتفق وهذه الميول اذا توفرت لهم قدرات فيها.
  • اختبارات الميول لغوية ، وتختلف فيما بينها في درجة صعوبتها واستيعاب الفرد لفقراتها ،ولا يتمكن الفرد دون الصف الاول اعدادي من التعامل معها ،ولذا تفشل هذه الاختبارات مع الاميين والطلبة ضعيفي القراءة. (عمر ، 2010 : 310)

اهمية اختبارات الميول :

  • التوجيه التربوي : مساعدة الطلاب في اختيار نوع الدراسة الملائمة لهم حتى يتمكنوا من التكيف لها , ويتغلبوا على الصعوبات التي تعترض حياتهم الدراسية بوجه عام .
  • التوجيه المهني : قد يحدث احيانا ان الطالب الذي اقترب من نهاية المرحلة الجامعية لم يقرر بعد نوع العمل الذي يرغب في مزاولته لذلك وبالرجوع الى تقديراته على مقاييس الميول يمكن ان يتخذ رأيا في هذا السبيل , ومن الانسب ان يقتحم الطالب المجال الذي حصل فيه على تقديرات عالية , وان يفكر كثيرا قبل ان يقتحم المجال الذي حصل فيه على تقديرات منخفضة .
  • الاختيار المهني : تفيد مقاييس الميول في اختيار المتقدمين الجدد لوظيفة ما بناء على تقديراتهم على المقاييس المتعلقة بهذه الوظائف .
  • البحث : تفيد مقاييس الميول كما تفيد غيرها من المقاييس في مجال البحث العلمي للكشف عن المزيد من السمات او الخصائص الشخصية .(عريفج , 1999 : 72)

اساسيات بناء استبيانات الميول المهنية :

يتطلب بناء استبيان الميول المهنية اتخاذ بعض القرارات الاساسية قبل البدء في عملية البناء نوجزها فيما يلي :

  • ينبغي تحديد الهدف من الاستبيان وتبرير بنائه واستخدامه ، حيث اننا قد ذكرنا فيما سبق ان هناك انماطا مختلفة للميول هي : الميول التي يعبر عنها الفرد والميول التي تنعكس في سلوك الفرد ، والميول التي يستدل عليها من اختبارات التحصيل ، والميول التي تقاس بالاستبيانات وكل من هذه الانماط يمكن قياسها بطريقة مختلفة مما يدعو الى ضرورة تبرير اختيار نمط الميول التي تقاس بالاستبيانات مع ملاحظة ان جميع ادوات قياس الميول المهنية تنتمي الى النمط الاخير .
  • ينبغي اتخاذ قرار يتعلق بمستويات ومجالات الميول التي يهدف الاستبيان لقياسها ، حيث ان المهن والوظائف لها مستويات ومجالات فالمهن مثل المحاماة والهندسة والطب والفنون والتجارة تعد مجالات او انشطة متسعة يدرج تحتها العديد من الاعمال ، وبعض هذه الاعمال ربما يتطلب الحصول على درجة جامعية او تدريب متخصص ، اي تكون من مستويات مهنية او تخصصية ، اما المستويات شبه المهنية فانها تتطلب عادة دراسة جامعية او تدريبا متقدما ، والمستويات المهارية تتطلب عادة تدريبا مهنيا ، والمستويات غير المهارية لا تتطلب مهارات معينة او ربما تتطلب قدرا محدودا من المهارات .
  • ينبغي اتخاذ قرار بشأن الاسلوب الذي يتبع في بناء الاستبيان فقد ذكرنا فيما سبق ان هناك ثلاثة اساليب : احدها يستند الى اسس نظرية ومنطقية ، والثاني يستند الى بناء فقرات متجانسة ، والثالث يستند الى التحقيق الامبيريقي ، وتناولنا كلا منها بالمناقشة ونلاحظ ان عددا محدودا من استبيانات الميول المقننة استندت في بنائها على الاسلوبين الاول والثاني ، بينما يبدو ان كثيرا من الاستبيانات استندت الى الاسلوب الثالث ، حيث اختيرت فقرات الاستبيان على اساس محك امبيريقي مناسب .

 

طرق قياس الميول :

ومن اجل تناول الميول لابد من بيان الطرق التي يتم من خلالها التعرف والاستدلال على ميول الافراد وهي :

  • التعبير المباشر :ويتم ذلك من خلال توجيه سؤال مباشر للافراد حول ما يفضلونه وما يميلون اليه سواء اكان ذلك في مجال الاعمال والمهن او في مجال الدراسات والتخصصات او يتم من خلال قيام الافراد من تلقاء انفسهم بالتعبير عن ميولهم دون الحاجة لسؤالهم .
  • الاسلوب العملي : ويتمثل في الممارسة الفعلية العملية للفرد لاحد الانشطة او الاعمال في حياته اليومية مع ملاحظة ان تكون هذه الممارسة طواعية وبرغبة حقيقية وليست مفروضة او اجبارية .
  • الاختبارات والمقاييس : كما يمكن التعرف على ميول الافراد من خلال اختبارات ومقاييس الميول وهذا هو الاسلوب الشائع وذلك من اجل المقارنة بين مستوى الفرد في كثير من مجالات الميول ، وغالبا ما تكون مقاييس الميول شاملة لانشطة كثيرة ومتعددة ، على ان يقوم المفحوص بترتيب هذه الانشطة بناء على مستوى ميله فيها ومن اشهر هذه المقاييس : قائمة الميول المهنية لسترونج وقائمة التفضيل المهني لكودر . (عمر ، 2010 : 311)

مقياس سترونج للميول المهنية :

يعتبر هذا المقياس اول مقياس للميول ،ولا يزال استعمالهُ شائعا حتى الان ،ان الغرض الاساسي من المقياس هو الكشف عن مدى اتفاق ميل فرد ما مع الافراد الاخرين الذين يشتغلون بمهنة معينة ،او الذين بلغوا درجة النجاح فيها وكذلك الكشف عن مدى الاتفاق بين هذا الفرد وميول الرجال بصورة عامة او النساء بصورة عامة (الذكورة – الانوثة ).
وكان الغرض الذي اقام عليهِ سترونج دراستهُ التي انتهت بوضع مقياسهِ ،هو ان المجموعات المهنية في ضوء ميولها ،او تفضيلها او عدم تفضيلها ،يمكن ان تتميز احداها عن الاخرى ،بمعنى ان اعضاء مجموعة مهنية ،ولتكن المعلمين مثلا ،سوف تكون لهم مجموعة من الانشطة او الاشياء التي يحبونها او يكرهونها والتي تختلف عن تلك الاشياء او الانشطة التي تميل اليها مجموعة الاطباء والمهندسين او النجار او غيرهم . (عريفج ، 1999 : 70)

مكونات الاختبار :

يتكون الاختبار من 400 سؤالا تمثل اوجه النشاط المختلفة في ميادين الحياة , والاجابة على الاسئلة تتمثل بحب الفرد للنشاط الذي تمثله الاسئلة او انهلا يهتم به . ترجم الاختبار الى اللغة العربية , وقد تم تقنينه على الافراد الناجحين في 39 مهنة , كما تم مقارنة اداء اصحاب المهن المختلفة الناجحين بأداء الافراد غير المختارين لبيان الفروق بينها . ومعامل ثبات الاختبار هو ( 0.871) عن طريق التجزئة النصفية . وتوجد للاختبار صورتان احدهما لقياس ميول الرجال والاخر لقياس ميول النساء ويشمل الاختبار على المهن التالية :
المجموعة الاولى وتشمل الميول العلمية الابتكارية , وتتمثل بالفنانين , وعلماء النفس , والمهندسين المعماريين , والاطباء واطباء الاسنان .
المجموعة الثانية وتشمل الميول الهندسية , وتتمثل بالمحاسبين وعلماء الطبيعة والمهندسين والميكانيكيين والكيماويين .
المجموعة الثالثة وتشمل مدير الانتاج في المصانع .
المجموعة الرابعة وتشمل المزارعين , والنجارين , وعمال المطابع , ومعلمي الحساب , والرياضة والعلوم ورجال الشرطة .
المجموعة الخامسة وتشمل سكرتيري الاندية ومديري النشاط الرياضي ومدرسي العلوم ومدراء المدارس ورجال الدين .
المجموعة السادسة وتشمل الموسيقيين .
المجموعة السابعة وتشمل المحاسبين القانونيين .
المجموعة الثامنة وتشمل رجال البنوك , وكتاب المصالح , ومندوبي المشتريات .
المجموعة التاسعة وتشمل البائعين في المحلات التجارية , وسماسرة العقارات ومندوبي شركات التأمين .
المجموعة العاشرة وتشمل المحامين ورجال الصحافة ورجال الاعلانات .
المجموعة الحادية عشر وتشمل رؤساء المصانع ومديريها .

خطوات بناء الاختبار :

1- تطبيق الاختبار على عينة من الافراد ممثلة لمهنة من المهن وعلى عينة اكبر من الناس .
2- تحديد عدد الذين اجابوا بأنهم يحبون اوجه النشاط المعينة , او الذين لا يهتمون بها او لا يحبونها وذلك بالنسبة لكل فقرة من فقرات الاختبارات .
3- حساب تكرار كل وحدة في هذه القوائم الثلاثة وتحول هذه الاعداد الى مئينات .
4- مقارنة هذه المئينات بتلك التي اخذت من الناس عامة والذين اجرى عليهم الاختبار .
5- تعيين اوزان الفقرة باستخدام معادلة احصائية ورسم بياني مناسب والتي تعكس مدى الفرق بين ميئات المجموعة المهنية ومجموعة الناس عامة . (الامام 1990 : 305)

اختبار كودر:

جاء هذا المقياس بعد مقياس سترونج، وهو من الاختبارات التي تستعمل بشكل واسع في مجال الكشف عن الميول الفنية ،ويختلف مقياس كودر عن سترونج في ان مقياس كودر يقوم على اساس نظرية محدودة ، في حين ان مقياس سترونج يعتمد على الاتجاه التجريبي ويستند الى الخبرة والحقائق المشتقة منه
(عمر ، 2010 : 71)
الميل المهني هو مجموعة من استجابات القبول الخاصة بنشاط مهني معين ،وقد اهتمت الدراسات النفسية بالميول المهنية اهتماما كبيرا وذلك للأهمية الكبيرة للميول المهنية بالنسبة لحياتنا المعاصرة .
ويعد اختبار كيودر من اكثر الاختبارات شهرة واستعمالا ،ولقد وضع كيودر هذا الاختبار بطرق مختلفة عن طريقة سترونج . اشارت انستازي (1988) الى ان مجموعة اختبارات كودر للمويل المهنية قد ظهرت في نفس الوقت الذي ظهرت فيه مجموعة “سترونج” .وكان اول هذه الاختبارات هو اختبار كودر للميول المهنية ،الذي يختلف الذي يختلف عن اختبار سترونج في جانبين :-
اولهما:-استخدام كودر لنموذج الاختبار الثلاثي الاجباري ،حيث يختار المستجيب من بين ثلاثة انشطة، اي هذه الانشطة يحبها اكثر من غيرها وايها اقل تفضيلا.
ثانيا:- يتم استخراج الدرجات لعشرة مجالات واسعة للاهتمامات ،على عكس ما اتبعهُ “سترونج” حيث كان الاختبار خاص بمهن محددة وتمثلت الميول العشرة في اختبار كودر ما يلي : الاعمال الميدانية ،الميكانيكية ، الحسابية ،العلمية ، الاقناعية او القيادية ، الفنية الادبية ،الموسيقية ،الخدمة الاجتماعية ،الكتابية
(محمد ، 2004 : 178)
فقد كان يهدف كودر هو بيان الميل الشيء في عدد صغير من المجالات الواسعة ، وليس في مهن معينة ولقد وضعت عبارات هذا الاختبار على اساس صدق المحتوى .
وقد اعد الدكتور احمد زكي صالح ،رائد علم النفس التربوي في مصر اختبارا للميول باللغة العربية عن اختبار كودور للميول المهنية ،وقننهُ على البيئة المصرية ، وطبق هذا الاختبار في مصر وكثير من البلاد العربية .

اختبار لي ثورب :

يتكون هذا الاختبار من مجموعة من الامثلة التي اختيرت ونظمت على اساس المنطق والحكم المنطقي . بحيث يختلف عن الاتجاه الذي تبعه سترونج في مقياسه والمعتمد على الاساس التجريبي والنتائج الاحصائية . حيث بدأ ثورب اختباره بوصف المهن الموجودة في قاموس العناوين المهنية الذي يصف ويصنف معظم المهن والاعمال في المجتمع الامريكي هذا , وقد اعد (عبد السلام عبد الغفار , 1964) مقياس للميول المهنية واللامهنية . وهو يعطي درجتين الاولى عن ميول الفرد المهنية والثانية عن ميوله اللامهنية لدى طلبة المدارس الثانوية والجامعات . ويتكون المقياس من 561 فقرة تقيس احد عشر ميلا هي :
* الميل للفنون
* الميل للغة
* الميل للعلوم
*الميل للعمل الميكانيكي
* الميل للعمل التجاري
* الميل للرياضة
* الميل للعمل في الخلاء
* الميل للعمل الاقناعي والاشرافي
* الميل للخدمات الاجتماعية
* الميل للعمل الحسابي
* الميل للعمل الكتابي

نتائج البحوث المتعلقة بطبيعة الميول وقوائمها :

لقد اشار كل من ميهرنز وليمان الى نتائج الابحاث التي اجريت حول الميول وقوائمها والتي تمثلت بالاتي :

1- هناك ميل لان تصبح الميول اكثر استقرارا مع العمر (وخاصة بعد مرحلة المراهقة) ولكن ليست دائمة بشكل ثابت , وفي المهن التي تتضمن مجالات واسعة من مثل الطب فان الميل لا يتغير وانما قد يكون هناك نوع من التغيير في الاهتمام من الممارسة العامة الى التخصص او التغيير الى تخصصات طبية اخرى .
2- ان قوائم الميول خاضعة لوجود نمطية في الاستجابة بالاضافة الى الادعاء (التزييف) وهذه الصفة موجودة عند بعض هذه القوائم اكثر من .
3- ان درجات وقوائم الميول يمكن ان تتأثر بغموض الاسئلة التي تسأل فقد يستدعي السؤال نفس الاستجابة عند فردين ولكن قد يكون السبب مختلف عند كل منهما ولذلك الاستجابات على فقرات قوائم الميول هي مؤشرات نسبية وليست مطلقة للرغبة او عدمها .
4- قوائم الميول لفظية , اذ يجب على المستجيب ان يكون قادرا على فهم السؤال , كذلك مستوى المقروئية لقوائم الميول قد تختلف .
5- هناك عدم اتفاق بين مؤلفي قوائم الميول حول انواع الفقرات (الاسئلة) التي تعتبر اكثر صدقا , فعلى سبيل المثال يشير كودر الى ان النشاطات اكثر صدقا , بينما يشير هولاند الى ان الجوانب المهنية اكثر صدق .
6- ان قوائم الميول ليست مرضية بشكل عال في التنبؤ بالنجاح في الوظيفة او الجانب الاكاديمي او الرضا الوظيفي او التكيف الشخص .
7- ان بعض قوائم الميول والتي تتمتع بصدق منطقي قد تكون خاصة او متحيزة لمتغير الجنس اكثر من القوائم التي استخدمت مجموعات متجانسة .
8- يجب عدم الخلط بين الدرجات المتحصلة من قوائم الميول والدرجات المتحصلة من اختبارات القدرات , فالطالب قد يرغب في ان يكون طبيبا كوالده ولكن قد لا يكون عنده القدرة الكافية للمتابعة في هذه المهنة . (المنيزل , 2009 : 326)

مقاييس الاتجاه :

معنى الاتجاه النفسي : الاتجاه النفسي هو تركيب عقلي نفسي احدثته الخبرة الحادة المتكررة. ويتميز هذا التركيب بالثبات والاستقرار النسبي .
ويقول ثرستون – وهو رائد مجال قياس الاتجاهات النفسية – ان الاتجاه النفسي هو تعميم لاستجابات الفرد تعميما يدفع بسلوكه بعيدا او قريبا من مدرك معين . وعلى حد قوله يؤكد اولوية الدافعية على الاتجاهات .
حيث يرى توماس ان الاتجاه النفسي هو موقف اتجاه احدى القيم الاجتماعية او المعايير العامة السائدة في البيئة الخارجية للفرد . فموقف الفرد من قيمة الصدق او الامانة او الشجاعة او غير ذلك هو في واقعه اتجاه نفسي وموقفه من معايير الحلال والحرام هو ايضا في واقعه اتجاه نفسي . وبذلك نجد ان توماس فرق بوضوح بين الاتجاه النفسي والقيمة ، وكذلك بين الاتجاه والمعيار ، ولكنه حدد وضع الاتجاه النفسي بأنه المتغير التابع او النتيجة في حين ان القيمة او المعيار كان لها وضع المتغير المستقل او السبب ، وبمعنى اخر فلا يمكن ان يكون هناك اتجاه الا اذا كانت هناك قيمة وكان هناك معيار وعلى ذلك فقد توماس القيمة والمعيار على الاتجاه النفسي . (عبد الرحمن،359)
اما بوجاردس فيرى ان الاتجاه النفسي هو عبارة عن ميل الفرد الذي يدفع بسلوكه اتجاه عناصر هذه البيئة قريبا عنها او بعيدا عنها متأثرا في ذلك بالمعايير والنظم الموجبة او السالبة التي تفرضها هذه البيئة .
فقد عرف الاتجاه على انه حالة من الاستعداد , او التأهب العصبي والنفسي , تنتظم من خلاله خبرة الفرد . وتكون ذات تأثير توجيهي او دينامي على استجابته لجميع الموضوعات والمواقف التي تستثير هذه الاستجابة . ويعرف على انه نزعة او ميل الشخص نحو عناصر الكون التي تحيط به
(Woodward, 1977 )
وعليه فأن الاتجاه النفسي من وجهة نظره هو حصيلة الضغوط الاجتماعية التي تبذلها عناصر البيئة الخارجية على الفرد وذلك في اطار المعايير والعادات والتقاليد التي تمثل هذه القوى وهذه الضغوط المختلف .

مكونات الاتجاهات :

اتضح لنا مما سبق ان الاتجاهات تعد من خصائص الافراد ، حيث تصف مشاعرهم الموجبة والسالبة تجاه مواقف او افكار او اشخاص او مؤسسات او موضوعات معينة ، ويرى واجنر وريم وايبسون ان الاتجاهات لا تقتصر على المكونة الوجدانية أي المشاعر نحو موضوع ما ، وانما تتضمن ايضا مكونة معرفية تتعلق بمعارف الفرد او افكاره او ادراكاته او آرائه او معتقداته حول الحقائق المرتبطة بموضوع الاتجاه ، كما تتضمن مكونة سلوكية تتعلق بأفعال الفرد واستجاباته وسلوكه الملاحظ نحو الموضوع المعين .
( (المنيزل , 2009 : 317

قواعد عامة لبناء مقاييس الاتجاهات :

1- اكتب جملا مباشرة بلغة واضحة بسيطة غير معقدة ، وملائمة لثقافة المفحوص .
2- تجنب استخدام الجمل المعبرة عن حقائق ، او التي يمكن تفسيرها كحقائق .
3- تجنب استخدام كلمات شمولية او تعميمات ، مثل دائما ، ابدا ، كليا ، مطلقا .
4- حدد استخدام كلمات مثل فقط ، مجرد ….الخ ، قدر الامكان .
5- اجعل جميع الجمل قصيرة ومختصرة ، ويفضل ان تكون اقل من 20 كلمة .
6- تجنب استخدام الجمل الغامضة ، والتي يمكن ان تفسر بطرق متعددة .
7- تجنب اقتراح جواب معين مثل : هل تتفق مع الرأي القائل بأن الثراء يشجع على الكسل ؟
8- تجنب الجمل التي يمكن ان تلقى قبولا شاملا من كل شخص او رفضا شاملا .
9- اجعل الجملة احادية البعد ، بمعنى ان تكون مرتبطة بنقطة او مفهوم واحد ، مع تجنب الجمل المزدوجة .
10- اختر جملا يمكن ان تغطي كافة جوانب موضوع الاتجاه ، بعد تحديد الموضوع والاهداف بدقة .
11- ابتعد عن الجمل المنفية لانها تقلل من صدق المقياس ، وقد تغير التركيب الذي صممت لقياسه .
12- اخلط الاسئلة الحساسة بالاسئلة غير الحساسة ، مع وضع الاسئلة الحساسة منتصف المقياس .
13- وزع الجمل في المقياس عشوائيا ، مع التأكد من عدم تتابع اربع او خمس جمل مثبتة او منفية الواحدة تلو الاخرى .
14- ثبت القيم الكمية وطريقة حسابها ، قبل وضع المقياس في صورته الاخيرة المعدة للاستخدام .
يعرف البورت الاتجاه باعتباره حالة من الاستعداد العقلي والعصبي انتظمت من خلال الخبرة الخارجية وتمارس تأثيرا توجيهيا او ديناميا على استجابات الفرد نحو كل الموضوعات والمواقف المتعلقة بها .

1- مقاييس ثرستون :

وفقا لهذا المفهوم وضع ثرستون عددا من المقاييس لقياس الاتجاهات نحو موضوعات متعددة من ذلك : التفرقة العنصرية , والحرية , والحرب , والكنيسة , وقد اتبعت خطوات منهجية محددة لتصميم هذه المقاييس المختلفة على الوجه الاتي :
بطلب من عدد كبير من الافراد تقديم بعض الجمل التي تصف اتجاهاتهم نحو مؤسسة اجتماعية معينة (او موضوع معين) مثل المؤسسة التعليمية او الكنيسة او الحرب او التفرقة العنصرية , ثم تراجع هذه الجمل وتبلور من خلال الكتابات التي يحفل بها التراث عن الموضوع , وتعاد صياغتها بصورة مبسطة ومختصرة لتصبح في شكل جمل قصيرة واضحة المعنى . وتقدم هذه المجموعة من الجمل الى عدد من المحكمين , الذين يطلب منهم تصنيفها من حيث تدرجها في التعبير عن الاتجاه نحو المؤسسة المعينة في 11 فئة من (أ) الى (ك) بحيث تكون الفئة (أ) هي التي تتضمن الجمل الاكثر ايجابية وتأييدا وقبولا لهذه المؤسسة تليها الفئة (ب) الى الفئة (و) التي تمثل موقفا حياديا من هذه المؤسسة ثم تتدرج الجمل في الفئات من (ز) الى (ك) من الاتجاه السلبي والرافض الى اقصى درجات الرفض التي تعبر عنها الجمل المصنفة في الفئة (ك) . ويلاحظ ام مهمة المحكمين هنا ليست التعبير عن آرائهم او اتجاهاتهم نحو هذه المؤسسة او الموضوع , او اختيار الجمل التي تعبر عن اتجاهاتهم , بل ان يحددوا فقط مدى تعبير هذه الجمل عن اتجاهات معينة دون اعتبار لموقفهم الشخصي .
الخطوة التالية هي حساب النسب المئوية لكل جملة في كل فئة , وتعتبر هذه النسبة المئوية بمثابة الوزن المبدئي للجملة في تعبيرها عن اتجاه معين , ثم يرسم منحنى متجمع صاعد يمثل المحور الافقي فيه الفئات من (أ) الى (ك) او الفئات المقابلة لها رقميا من (1) الى (11) لكل جملة على حدة , ويحسب وسيط تقديرات المحكمين لهذه الجملة من المنحنى (المئين . 5) والذي يعد الوزن الاختباري للجملة على متصل القيم لهذه المؤسسة .
تختار بعد ذلك مجموعة من الجمل التي امكن من خلال حساب منحنياتها الوصول الى مثينيات متدرجة تناظر التدرج من (1) الى (11) بان تكون الجملة ذات المئين التي تحتل الترتيب (1) هي الجملة المعبرة عن اكثر الاتجاهات ايجابية , والجملة صاحبة المئين التي تحتل الترتيب (2) هي التالية لها , والجملة صاحبة المئين التي تحتل الترتيب (3) اقل في تعبيرها عن الاتجاه من الجملتين (1) , (2) وهكذا حتى الجملة التي تمثل الرتبة (11) والتي تعبر عن الاتجاه المعارض تماما للمؤسسة او الموضوع الذي اعد المقياس لتحديد اتجاهات الافراد نحوه .
تعرض الجمل بعد ذلك على مجموعة اخرى من المحكمين بهدف استبعاد الجمل التي تبدو غير متصلة بالموضوع , كما تستبعد الجمل الغامضة وفق محك التجانس والذي يعتمد فيه على حجم المدى الربيعي Q فاذا كان الفرق بين تقديرات المحكمين في الربيعين الاعلى والادنى كبيرا يستبعد البند (أي الفرق بين المئين 75 والمئين 25) وتستبقى البنود صاحبة الربيع المنخفض بوصفه مؤشرا لشدة التجانس .

2- مقاييس ليكرت

وضع هذا المقياس “رسيس ليكرت ” عام 1932 , ويعد من اسهل المقاييس تطبيقا واكثرها شيوعا في قياس شتى الاتجاهات , واستخدمه ” ليكرت ” نفسه لقياس الاتجاهات نحو : المحافظة , التقدمية , المرأة مثلا . ويتلخص المقياس في الاعطاء الفرد عبارات بعضها مؤيد لموضوع معين وبعضها الاخر معارض له , ويتبع كل عبارة خمس مستويات للاجابة , اولها اعلى درجة في الموافقة , واخرها اعلى درجة في المعارضة على النحو التالي (موافق جدا – موافق – محايد – غير موافق – غير موافق ابدا ) . وتعطى درجات الاجابة حسب الترتيب (1,2,3,4,5,) في حالة العبارات الموجبة , اما عندما تكون العبارة سالبة فان الاجابات تعطى درجات عكسية (5,4,3,2,1 ) , وتجمع درجات الفرد في الاتجاه الواحد , حيث تدل الدرجة التي يحصل عليها الفرد على اتجاهه . فاذا كان عدد الاسئلة عشرة (جدول -1) فان اعلى درجة يمكن ان يحصل عليها الفرد هي (50) , والتي تمثل الموافقة الكلية بدرجة كبيرة جدا معبرة عن ” الاتجاه الايجابي ” , واقل درجة يمكن ان يحصل عليها هي (10) و (50) والتي تمثل اتجاهه المتوسط بين الموافقة والمعارضة ( 150:15 ) .
ويختلف هاذ المقياس عن مقياس ” ثرستون ” في ان اوزانه يتم تحديدها بعد – وليس قبل – جمع مادة الاتجاه , وهذا هو السبب في تسميته بانه مقياس بعدي , وليس مقياسا قبليا كمقياس ثرستون . وتتميز مقاييس ليكرت بكونها اكثر اتساقا وانسجاما , وتسمح بتنوع اكبر في الدرجات . والميزة الاساسية لطريقة ” ليكرت ” في الاعداد هي استبعاده لأسلوب المحكمين المستخدم لدى ” ثرستون ” لتقييم البنود المختلفة . فالعبارات تختار فقط على اساس استجابات الاشخاص الذين يطبق عليهم خلال وضع المقياس . والثبات الداخلي هو المعيار الوحيد لاختيار العبارة , رغم استعمال معايير اخرى خارجية احيانا , وتتلخص خطوات بناء المقياس في الاتي :
1- تحديد الموقف المرغوب قياسه .
2- كتابة جمل ايجابية او سلبية حول الموقف .
3- وضع معيار متدرج (5-1 ) لتقدير مدى موافقة المفحوص على الجملة .
4- تقديم الجمل الى عينة من المجتمع المستهدف , وتحلل الاجابات , وتحسب الدرجة الكلية بجمع درجة كل سؤال .
5- ابقاء الجمل التي تتمتع بتمييز عال , أي ذات معاملات الارتباط المرتفعة مع الدرجة الكلية للمقياس (1 : 419) .
ويمكن ان نطبق هذا المقياس على حالة افتراضية لاحد المعلمين , لنحصل على تقدير لسماته الشخصية كالتالي :

غير موافق ابدا (1) غير موافق (2) محايد (3) موافق (4) موافق جدا (5)

وبتجميع درجات الفرد على كل بنود هذا المقياس ، نستطيع ان نستدل على اتجاه الطالب نحو احد المعلمين ، والذي عادة ما يتكون من تكرار اتصال الفرد بموضوع الاتجاه – المراد قياسه – في مواقف مختلفة ترضي فيه دوافع معينة ، او تحيط لديه بعض الدوافع وتثير في نفسه احاسيس مؤلمة .

3- مقياس البعد الاجتماعي لبوجاردس :

يعتبر بوجاردس من رواد حركة القياس النفسي ، وتعد محاولته في قياس الاتجاهات النفسية عام 1925 من خلال ما اسماه (البعد الاجتماعي) او (المسافة الاجتماعية) من اقدم المحاولات التي ظهرت في المجال . ويشير مصطلح ” العبد الاجتماعي ” – كما استخدمه بوجادرس – الى درجة التقبل او رفض الاشخاص في مجال العلاقات الاجتماعية . لذلك يحتوي مقياسه على سبع وحدات او عبارات تقيس قرب الفرد او بعده , تسامحه او تعصبه , تقبله او نفوره من جماعات او جنس معين (جدول – 2 ) . بمعنى ان عباراته تمثل درجات متفاوتة لمواقف الحياة الواقعية , يمكن فيها الاستدلال على شعور الفرد بالبعد الاجتماعي نحو اجناس وشعوب اخرى , وذلك كالتالي:
1- اتزوج منهم . 5- اقبلهم كمواطنين في بلدي.
2- اجاورهم في السكن . 6- اقبلهم كزائرين لوطني.
3- اصادقهم . 7- استبعدهم في وطني.
4- ازاملهم في العمل .
ويضع الفرد علامة امام اي عباره تمثل اتجاهه , وهذه الاستجابات التي يحويها المقياس عبارة عن مستويات متدرجة اكبرها واقربها الاولى , واقلها وابعدها السابعة . غير ان هذا المقياس رغم سهولة تطبيقه , الا انه لا يقيس الاتجاهات المتطرفة , وقد طبقه ” بوجاردس ” عام 1962 على عينه من الامريكيين قدرها حوالي الفي شخص ليقيس اتجاههم نحو (29) جماعة قومية وعنصرية ومن الشعوب مختلفة , واعاده عام 1936 ليعرف التغير الذي طرا على الاتجاهات خلال عشر سنوات , والجدول التالي يمثل نموذجا للمقياس :

 

7 6 5 4 3 2 1                                       المسافات
الشعوب
              1-الانجليز
              2-الزنوج
              3-الفرنسيون
              4-الصينيون
              5-الالمان

ويعد مقياس بوجاردس من المقاييس التجمعية فمن يوافق على قبول جماعة ما كجيران في السكن (الوحدة او العبارة رقم 2) ، يوافق كذلك على ان يصادقهم (العبارة رقم 3) ، وهذا يعني ان من يوافق على العبارة رقم (1) سوف يوافق بالضرورة على جميع العبارات الست التالية ، ومن يوافق على العبارة رقم (2) فسوف يوافق على العبارات الخمس التالية .
ولكن مع ذلك فان هناك حالات ذكرها كولينز تتعارض مه هذا المنطق التجمعي حيث يمكن ان يقبل شخص ما افراد شعب كجيران (العبارة رقم 2) ويرفضهم كأصدقاء (العبارة رقم 3) (في 21 : 307) وعلى الرغم من ذلك ومن قدم هذه الطريقة فانها ما زالت تستخدم في بعض البحوث والدراسات ، مما يكشف عن اهميتها وامكانية الاعتماد عليها .

4- الاسلوب التراكمي (جتمان) :

ان موازين الاتجاهات التي تبنى استنادا الى الاسلوبين السابقين تشتمل على فقرات غير متجانسة فيما يتعلق بالأبعاد المختلفة لموضوع الاتجاه المراد قياسه . فمثلا في بناء ميزان اتجاه متعلق بالتعليم ربما لا نفصل بين الفقرات او العبارات التي تتعلق بالممارسات السائدة في التعليم الالزامي ، والفقرات او العبارات التي تتعلق بفكرة التعليم الذاتي غير الرسمي ، او غير ذلك من جوانب او ابعاد الاتجاه نحو التعليم . فالجميع بين جوانب او ابعاد مختلفة في ميزان واحد يؤدي الى صعوبات في تفسير الدرجات التي يحصل عليها الافراد تفسيرا واضحا ، وبخاصة ان انماط هذه الدرجات تكون متعددة .
لذلك اقترح جثمان اسلوبا للتغلب على هذه المشكلة اطلق عليه الاسلوب التراكمي ويمكن باستخدام هذا الاسلوب بناء موازين اتجاهات احادية البعد . ويعد ميزان الاتجاه احادي البعد فقط اذا ادى الى ميزان تراكمي ، ونعني بذلك ان الفقرات ترتبط فيما بينها بحيث اذا وافق الفرد على الفقرة (2) فأنه يوافق ايضا على الفقرة (1) التي تسبقها ، ومن يوافق على (3) فأنه يوافق ايضا على الفقرتين (1)، (2) اللتين تسبقانها ، وهكذا .

فمثلا اذا طلبنا من الافراد ابداء موافقتهم او عدم موافقتهم على العبارات التالية المتعلقة بالاتجاه نحو منظمة الامم المتحدة :
أ) منظمة الامم المتحدة تنقذ جميع الشعوب.
ب) منظمة الامم المتحدة هي املنا في التعايش السلمي .
ج) منظمة الامم المتحدة تعد قوة بناءة في العالم .
د) ينبغى استمرار المشاركة في المنظمة الامم المتحدة .
فأذا كانت هذه الفقرات تمثل ميزانا تراكميا ، فأننا نتوقع ان الفرد الذي يوافق على الفقرة (أ) سوف يوافق على الفقرات (ب) ،(ج)، (د) ، وان الفرد الذي لا يوافق على (أ) ، ولكنه يوافق على الفقرة(ب) نتوقع ان يوافق على الفقرتين (ج)، (د) .

مميزات وعيوب الاسلوب التراكمي :
يتميز هذا الاسلوب كما اتضح لنا بتركيزه على خاصة البعد الاحادي للفقرات في موازين الاتجاهات ، وبذلك يمكن تحديد عدم اتساق استجابات الافراد وربما التعرف على الاستجابات غير الصادقة مما يزيد من الثقة في المعلومات التي يقدمها المستجيبون . ويسهل استخدام الاسلوب التراكمي اذا كان عدد الفقرات قليلا ، اما اذا زاد العدد عن 12 فقرة ، فأن استخدامه يكون مجهدا ،بل غير عملي ،
غير انه ليس من الاساليب الاكثر فاعلية في قياس الاتجاهات نحو موضوعات معقدة او في التنبؤ بالسلوك المتعلق بها . كما ان خاصة البعد الاحادي ربما تنطبق على مجموعة معينة من الافراد دون الاخرى ، او ربما تنطبق عليها في وقت ما ولا تنطبق في وقت اخر ،

تقييم مقاييس الاتجاهات :

تعتمد قيمة وفائدة اي اختبار او مقياس على ثباته وصدقه ومعاييره وسهوله اجرائه وتصحيحه وتفسيره . وفيما يلي ايجاز لكيفية ارتباط هذه العوامل بمقاييس الاتجاه

الثبات :

تبلغ معاملات ثبات مقاييس الاتجاهات عموما حوالي 0.75 وهذا اقل بكثير من معاملات ثبات المقاييس المعرفية . لذا يجب استخدام نتائج مقاييس الاتجاهات اساسا للارشاد الجماعي القائم على النقاش .

الصدق :
مقاييس الاتجاهات عموما اقل صدقا من غيرها من المقاييس غير المعرفية ، وذلك بسبب المشكلات المتأصلة في قياس الاتجاهات ، ولان الكثير من المقاييس يبنى اساسا لاغراض البحث . ان الروابط بين درجات المقياس والسلوك الملاحظ منخفضة اساسا ، ورغم ذلك فان معرفة الفوارق بين الاتجاهات الظاهرة والسلوك الفعلي ذات فائدة في فهم الفرد والتعامل معه .
المعايير :
ليست هناك معايير تصاحب مقاييس الاتجاهات المقننة في اغلب الحالات ، ولذا يجب اخذ الحيطة والحذر عند تفسير درجات الاختبار ، ورغم انه يمكن اعداد معايير محلية لهذه المقاييس ، وحتى اذا كانت البيانات المعيارية ذات كفاءة ، الا انه يجب اعادة النظر فيها باستمرار ، واستخدام معايير حديثة جدا لان الظروف المؤثرة على الاتجاهات سريعة التغير .
الاجراء والتصحيح والتفسير :
مقاييس الاتجاهات سهلة الاجراء والتطبيق والتصحيح ولا تتطلب اي تدريب ، ويمكن التعامل معها بسهولة من قبل المستخدم لها ، ومن ناحية اخرى فان تفسير درجات اختبار الاتجاهات مسألة مختلفة تماما ، وعلى المستخدم توخي الحذر في تفسيراته بسبب المشكلات السيكومترية .

بين الاتجاهات والميول :

ان كلا من الاتجاه والميل يتصل بتفضيل وايثار يمكن ان يكون ايجابيا او سلبيا ، وكل منهما ينطوي على مشاعر ومظاهر انفعالية . لكن ثمة فرقا بينهما حدد في نقاط (23 :433) ويظهر على النحو التالي :
1- يختلف الميل عن الاتجاه في ان الميل ليس له الا جانب واحد فقط هو جانب الايجاب ، في حين ان للاتجاه ثلاثة جوانب هي : موجب وسالب ومحايد .
2- في كل من الاتجاه والميل صبغة انفعالية وصبغة عقلية ، ولكن الصبغة الانفعالية اكثر قوة في الميل ، بينما تكون الصبغة العقلية اكثر بروزا في الاتجاه .
3- ان كلا من الاتجاه والميل امر مكتسب ، وفي عملية الاكتساب مكانة مهمة لتفاعل الفرد مع محيطه ، وغالبا ما يكون للممارسة اثر كبير في تكوين الميل ، بينما يكون الاثر الكبير في تكوين الاتجاه للمعرفة .
4- تشترك مقاييس الاتجاهات والميول في بعض مظاهر الشبه فكلاهما حساسان جدا تجاه التلفيق والتزوير ، ويتطلبان اجابات صادقة وصريحة من الفرد .
تغيير الاتجاهات :
ليست عملية تغيير الاتجاهات او تعديلها عملية سهلة ، لان الاتجاهات تتحول بمرور الزمن الى ان تصبح من بين مكونات شخصية الفرد الاساسية ، وخصوصا اذا كانت هذه الاتجاهات من النوع القوي واضح المعالم ، ويعد تغيير الاتجاهات مدخلا رئيسيا يمكن تغيير السلوك من خلاله ، ويحدث التغيير حين نكون اعتقادات جديدة نمحي بها الاعتقادات القديمة ، وان تغيير الاتجاه هذا يعتمد الى حد كبير على وظائف الاتجاه ، فالاتجاه يمكن تغييره اما بتعديل بنية القيم لدى الفرد ذاته ، او بتغيير استعداده الشخصي العام ، او بتقديم معلومات جديدة وخبرات متناقضة ، او بتعديل الاتجاهات السائدة في وسطه الاجتماعي .
(عمر ، 2010 : 328)

المراجع :

  • المنيزل ، عبد الله فلاح ، 2009 : مبادئ القياس والتقويم في التربية ، الطبعة الاولى ، الشارقة ، الامارات العربية المتحدة .
  • عريفج ، سامي ، 1999 : القياس والتقويم ، الطبعة الرابعة ، عمان ، دار مجدلاوي للنشر .
  • عمر ، محمود احمد ، 2010 : القياس النفسي والتربوي ، الطبعة الاولى ، عمان ، دار المسيرة للنشر والتوزيع .
  • ملحم ، سامي محمد ، 2009 : القياس والتقويم في التربية وعلم النفس ، الطبعة الرابعة ، عمان ، دار المسيرة للنشر والتوزيع .
  • الامام ، مصطفى محمود : التقويم والقياس .
  • محمد ، بشرى اسماعيل ، 2004 : المرجع في القياس والتقويم ، الطبعة الاولى ، مكتبة انجلو المصرية .
  • فرج ، صفوت ، 1989 : القياس النفسي ، الطبعة الثانية ، القاهرة ، مكتبة انجلو المصرية .
  • علام ، صلاح الدين محمود ، 2011 : القياس والتقويم التربوي والنفسي ، الطبعة الخامسة ، القاهرة ، دار الفكر العربي .

 

x