دليل المعلم الجديد والمعلم المتجدد في مهمات التعليم الأساسية

دليل المعلم الجديد والمعلم المتجدد في مهمات التعليم الأساسية

دليل المعلم الجديد والمعلم المتجدد في مهمات التعليم الأساسية

الكتاب الأول والثاني

دليل المعلم الجديد والمعلم المتجدد في مهمات التعليم الأساسية


تأليف : محمد الحاج خليل 

نشر : دار مجدلاوي للنشر والتوزيع 

 سنة 2006

في كل عام، يلتحق بالمدارس و الجامعات والمعاهد العربية ملايين المتعلمين، ويلتحق بمهنة التعليم عشرات الالوف من المعلمين، يضافون الى مئات الالوف من زملائهم المعلمين السابقين. هؤلاء المعلمون، القدامى منهم والمستجدون… هم الامناء والمؤتمنون على تحقيق هدف التربية الرئيس، وهو تنشئة جيل عربي مؤمن متعلم واع قادر على مواجهة التحديات الراهنة و المستقبلية. هؤلاء المعلمون، القدامى منهم والجدد، يحتاجون منا مزيدا من الاهتمام المتمثل بتدريبهم وتطوير قدراتهم وتعريفهم بمهماتهم التعليمية ومسؤولياتهم وادوارهم الهامة.

———————

خطت التربية في البلاد العربية، خلال النصف الثاني من القرن الماضي وبواكير هذا القرن، خطوات واسعة على مستوى الكم والكيف. وقد رافقت هذه الخطوات ما تحقق في البلاد من تطورات وتغيرات اجتماعية واقتصادية وتقنية شهدتها المجتمعات العربية.

وقد اتسع مجال العمل التربوي وتعقد بشمول التربية لقطاعات واسعة من الشعب، وتغلغلها في حياة المجتمعات، حاضرها ومستقبلها.
ولكن الجهود التي بذلتها الجهات المعنية بقضايا التربية اقتصرت على الاهتمام بالكم (Quantitative) أكثر من اهتمامها بالكيف (Quatlitative). فقد ازدادت أعداد الملتحقين بالمدارس حتى بلغت الملايين، ولم تكن كذلك من قبل. وكان لا بد من استيعاب هذه الأعداد الجديدة وتلبية حد الكفاف مما يلزمها. ومن هنا كان الاهتمام بالتوسع الخطي (Linear Expansion) على حساب التوسع والتطوير النوعي. ويذكر بالخير في هذا المجال، التوسع في بناء المدارس، وتطوير المناهج، وتحديث الكتب المدرسية كي تواكب مستجدات العصر في العلوم والتربية وعلم النفس التربوي، فتجمع بذلك بين الحداثة والمعاصرة من جهة، والأصالة والحرص على التراث والقيم والمثل العربية الإسلامية في ثقافة الأمة وحضارتها من جهة أخرى.

وقد شهدت التربية والمجتمعات العربية، قبل أفول القرن الماضي، حملة جامحة من التقدم والتطور في التقانة (التكنولوجيا) تمثلت في التقدم الهائل في الاتصال والتواصل، ويسر الكشف العلمي والاستقصاء والبحث في ميادين الحياة والعلوم كافة.

وكان لا بد للتربية من مواجهة هذا الموج المتلاطم من التقدم التقني المتمثل في الحاسوب (Computer) وعالم الانترنت (Internet) والهاتف الخلوي الجوال

x