مفهوم التحضر

مفهوم التحضر

يشير لمبرد الى وجود ثلاث مفاهيم للتحضر متداولة الآن في العلوم الاجتماعية وهي : السلوكي والبنائي والديمغرافي .

يهتم الاول : بتجربة الافراد مع مرور الزمن وبأنماد السلوك .

ويتعلق الثاني : بنشاطات كافة السكان وخاصة تغيرات البناء الاقتصادي .

اما الثالث : فيهتم بدراسة تركيز السكان .

فالتفسير الاول ؛  لعملية التحضر هو أجتماعي ويتضمن العملية التي يكتسب بواستطها الفرد الغير الحضري الادوار , ونمط المعيشة , والرموز , وانواع التنظيم , والمظاهر الحضارية المميزة للمدينة , ويشارك سكانها المعاني , والقيم والافكار الخاصة بهم ويطلق على اسلوب الحياة السائد في المراكز الحضرية الكبيرة بالحضرية وتسري عملية التحضر على الاشخاص الذين يعيشون في المدن والذين يقيمون في المناطق غير الحضرية ولكنهم اصبحوا تحت تأثير الحياة الحضرية

اما التفسير الثاني ،  فهو اقتصادي ويرتبط بأنتقال الناس خارج الجماعات الزراعية الى جماعات غير زراعية اكبر منها عموما . وجوهر هذا المفهوم هو العلاقة المباشرة بين التنمية الاقتصادية والتحضر . اما التفسير الثالث  ؛ العميلة التحضر فهو ديمغرافي معتبرا عملية التحضر عبارة عن تركيز السكان وتتخذ عملية تركيز السكان لها مظهرين :تكملتها في المحاضرة التالية .

عملية التحضر عبارة عن تركيز السكان وتتخذ عملية تركيز السكان لها مظهرين :

1      زيادة عدد المراكز الحضرية .

2      زيادة حجم المراكز الحضرية .

ونتيجة لذلك تزداد نسبة السكان الذين يعيشون في المراكزالحضرية . وما دام اهتمامنا منصبا على تحليل الجوانب الديمغرافية للسكان ,فسيكون تركيزنا على المفهوم الديمغرافي للتحضر .

رغم ان سكان الحضر يتضمن السكان المقيمين في المدن . ومع ذلك فأن تعريف الحضر او المدينة مسألة معقدة . يختلف السكان المصنفون حضر لدرجة كبيرة من قطر لآخر ان وصف المناطق بالحضر او الريف غالبا ما يرتبط بأعتبارات ادارية وسياسية وتأريخية او اعتبارات حضارية الى جانب العايير الديمغرافية وكما جاء في الكتاب السنوي للديمغرافية للامم المتحدة الذي ضم تعريف الحضر الانواع التالية :

أ_ تصنيف الاقسام المدنية الصغرى على اسس معينة واتي يمكن ان تشمل :

1_ نسبة السكان العاملين بالزراعة .

2_ عدد المقيمين او الساكنين .

3_ نوع الحكومق المحلية .

ب_ تصنيف المراكز الادارية للاقسام الريفية الثانوية الى حضر وما تبقى من القسم الى الريف .

ج_ تصنيف المراكز الادارية ذات الحجم المعين ( المدن وضواحيها ) الى حضر بغض النظر عن الحدود الادارية .

ويمكن استخدام مقياس مركب يضم اكثر من معيار من هذه المعايير .

ان مفهوم التحضر يشير الى ما يعرف ( بالعملية ) كما ارتبط بمعاني كثيرة منها الاشارة الى حركة السكان من المناطق الريفية الى المناطق الحضرية وما يتبع ذلك من تزايد نسبة السكان المقيمين في المناطق الحضرية عن نسبة الذين يقيمون في مناطق ريفية , ومنها ايضا الاشارة الى انتشار انماط الاشارة الى الدور الذي تلعبه وسائل الاتصال في نشر الثفافة الحضرية الى جوانب الريف .

والحقيقة يشير المعنى الاول الى تفسير ديمغرافي ومؤاده ان التحضر عملية لاعادة التوزيع السكاني لها جانبين اساسيين هما تعدد نقاط التركيز السكاني وزيادة حجم الحضرية الريفية كما اشرت في الفقرات السايقة , وفي هذا الصدد ذهبت ( هوب تيسدال ) في تعريفها للحضرية الى انها عملية تتضمن حركة السكان من حالة او موقف اقل تركيزا الى اخر اكثر تركيزا .

وبهذا المعنى لاتوافق ( تسيدال ) على تصور الحضرية كعملية لانتشار الخصائص الحضرية خارج حدود المدن . ذلك لان هذا التصور يجعل المدينة على حد تعبيرهما سببا للتحضر بدلا من اعتبارها أي المدينة نتيجة لها .

ويعتبر اللاتجانس او التغاير الاجتماعي هي النتيجة الحتمية لظاهرة التحضر كعملية تركز مجموعة كبيرة من السكان في منطقة صغيرة ومحددة ويبدو هذا الارتباط بين هاذين المتغيرين واضحا اذا وضعنا في عين الاعتبار حقيقة ان الكثافة السكانية العالية تزيد الى اقصى درجة ممكنة من عملية المنافسة سواء على المكان او على الامتيازات والامكانيات المتاحة كما تدفع وباستمرار الى التخصص .

x