تقويم المنهج وتطويره

2015

مقدمة الكتاب

يشهد العالم اليوم تطوّرات علميّة متسارعة في مختلف المجالات ولاسيما في مجالات تكنولوجيا المعلومات التي حوّلت العالم إلى قرية صغيرة. تركت هذه التطورات بصماتها على مختلف مناحي الحياة في المجتمع، ومنها بطبيعة الحال المدرسة بوصفها مؤسسة، فكانت الدعوة إلى تطوير العملية التربوية شكلاً ومضموناً أهدافاً ووسائل نظاماً وعلاقات إنسانية لتغدو بيئة صالحة لاكتساب الخبرات والمهارات وتشرّب ،القيم وممارسة الحياة الديمقراطية. 

 

وكانت وسيلة التربويين لإجراء التغيير المنشود المنهج المدرسي بما يتضمنه من معارف ومهارات واتّجاهات وقيم تنسجم وخصائص المتعلم، وطموحات المجتمع، متسلحين بفلسفة تربوية متجدّدة ترى في المنهج كائناً متجدّداً تجدّد الحياة ذاتها.

ومن هنا كانت عملية تقويم المنهج وتطويره بشكل دوري ومستمر؛ لأنّ المنهج سيغدو غريباً وقاصراً بعد مرور مدة من الزمن على تطبيقه في ضوء هذه التطوّرات السريعة؛ حيث سيفتقر إلى كثير من المستجدات الاجتماعية والنفسية والعلمية والتكنولوجية التي ظهرت بعد بنائه وتنفيذه، وهذا مسوّغ كاف للعمل على تطويره ، ولعلّ الخطوة الأولى لتطوير المنهج المطبّق هي عمليّة تقويمه وتطويره فهي حاجة ملحة، تمليها المسؤولية الأخلاقية، والمصلحة الوطنية والقوميّة لأنّها تستهدف صالح أغلى ما يملكه المجتمع، وهو متعلّم اليوم، باني الغد.

 

ومن هنا جاءت نسخة هذا الكتاب ليتناول عملية تقويم المنهج الدراسي وتطويره فتضمنت النسخة اثني عشر فصلاً موزعة في بابين كما يلي : 

الباب الأول: تقويم المنهج
تناول المؤلفان في هذا الباب الذي تضمن ستة فصول مفهوم تقويم المنهج وأسس عملية التقويم والعناصر الرئيسة التي يشملها ومصادر الحصول على البيانات للقيام بعملية التقويم، وصولاً إلى أشكال تقويم المنهج ومجالاته وأبعاده، ثم الانتقال إلى دراسة وسائل تقويم المنهج وأدواته ووظائفه وأهمية عملية التقويم، ليتحدثا حول معايير تقويم المنهج واختتم الباب الأول ببعض نماذج عملية
التقويم. 

الباب الثاني : تطوير المنهج

تناول المؤلفان في هذا الباب الذي تضمن ستة فصول- مفهوم تطوير المنهج وتغييره والخلفية التاريخية له، كما تحدثا عن الأسس التي يقوم عليها تطوير المناهج ومبادئ تطوير المنهاج وبعض الاتجاهات التربوية المعاصرة، وتناول هذا الباب أهمية تطوير المناهج ،ومسوغاته وأساليب تطوير المناهج وأشكاله، إضافة إلى خطوات تطوير المناهج وصولاً إلى المصاعب والمعوقات التي تواجه عملية التطوير.