القياس النفسي
الجزء الأول والثاني
تأليف : أمطانيوس مخائيل
2005
مقدمة الجزء الأول من الكتاب
لقد أعطت العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي والسنوات الأولى من القرن دفعاً جديداً وقوياً للاختبارات النفسية وحركة القياس النفسي وأسهمت في ترسيخ مفاهيمها الأساسية ، وفي تطوّرها وازدهارها ، مما جعلها تتبوأ مركز الصدارة بين فروع علم النفس ومجالاته العلمية المختلفة . ويبدو واضحاً من هذا المنظور أن دراسة المفاهيم والمبادئ والطرائق التي يرتكز عليها علم القياس النفسي المعاصر وتتبع ـركة الاختبارات النفسية في مساراتها الحديثة والمتقدّمة – أمران ينطويان على قدر كبير من الأهمية . ولعل مما يزيد أهمية مثل هذه الدراسة أن المكتبة العربية ما زالت تفتقر إلى أدبيات ومراجع القياس النفسي بصورة ملفتة للنظر
يتألف الجزء الأول من هذا الكتاب من ثلاثة أبواب :
وأما الباب الثاني من هذا الكتاب فيقدم عرضاً للمفهومات والتعريفات النفسية وغير النفسية للذكاء بما فيها التعريف الإجرائي القياسي ، ويتناول بالدراسة والتحليل النظريات العاملية في البناء العقلي ولاسيما نظريات العوامل الطائفية ، ونموذج فيرنون ، ونموذج جيلفورد في البناء العقلي ، ونظرية جاردنر في الذكاءات المتعددة.
مقدمة الجزء الثاني من الكتاب
لاشك أن الاختبارات النفسية تحتل مكانة مهمة في علم النفس الحديث والمعاصر وتمثل أحد أكبر الإنجازات التي استطاع أن يحققها هذا العلم . وقد شهدت حركة الاختبارات النفسية على مدى العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي والسنوات الأولى لهذا القرن تطورات هائلة ومتسارعة سواء في مجال النظريات والمفاهيم والمبادئ والأسس التي ترتكز عليها ، أم في مجال الطرائق والتقانات” والأساليب الفنية التي تستخدمها .
و يتوقع أن تشهد هذه الحركة المزيد من التطور والازدهار مع التطور العاصف الذي نشهده الآن في المجالات العلمية المختلفة والانتقال إلى عصر التكنولوجيا المتقدمة ، وتعاظم الاهتمام بالإنسان الفرد ، وتنمية شخصيته ، واستثمار طاقاته العقلية والوجدانية” على النحو الأمثل .
وهذا يعني أن الجزء الثاني من الكتاب يعد جزءاً متمماً لجزئه الأول ، يتكامل معه ، كما يتضافر في تقديم صورة شاملة لحركة الاختبارات النفسية الحديثة وإنجازاتها. ويمكن القول : إن الطبعة الجديدة المعدلة والموسعة للجزء الثاني من هذا الكتاب ستسعى إلى تلبية تلك الأغراض نفسها ، كما ستذهب إلى ماهو أبعد منها من خلال تحديث المادة العلمية للكتاب وتوسيعها ، وإلقاء شيء من الضوء على التطورات العديدة والمتسارعة التي شهدتها حركة الاختبارات النفسية في الآونة الأخيرة.
ولعل ما يطمح إليه المؤلف من وراء ذلك هو الانتقال بدارس هذا الكتاب من مرحلة الدراسة النظرية الأكاديمية المحضة للاختبارات النفسية إلى مرحلة الدراسة العملية والتطبيقية ، وإتاحة الفرصة أمامه من للإفادة من المفاهيم والمبادئ والمعارف النظرية التي يوفرها علم القياس النفسي المعاصر و”توظيفها” في الواقع العملي . وسيتم ذلك خلال اطلاعه عن كثب وبشيء من التفصيل على إجراءات عملية تقنين الاختبارات النفسية وتوفير مستلزمات صدقها وثباتها في البيئة المحلية . مع الوقوف عند كيفية ” التعامل ” معها، وشروط تطبيقها ، وتفسير نتائجها على النحو الملائم.
يتألف الجزء الثاني من هذا الكتاب بطبعته الجديدة من ثلاثة أبواب :
يحمل الأول منها اسم “مقاييس الشخصية” ويتصدى لثلاثة موضوعات هي : الشخصية بمنظور القياس ، واستخبارات الشخصية ، والأدوات الإسقاطية . ومن الواضح أن هذا الباب يدرس الشخصية بوصفها كلاً . وقد وجهت عناية خاصة في هذا الباب لتطور حركة قياس الشخصية والطرائق المتبعة في قياسها . كما قدم وصفاً مفصلاً لنماذج معينة من مقاييس الشخصية حيث تناول بالدراسة عدداً كبيراً من استخبارات الشخصية الواسعة الانتشار كاستخبار مينيسوتا المتعدد الأوجه للشخصية ، واستخبار كاليفورنيا للشخصية ، ومقاييس آيزنك للشخصية وغيرها ، إضافة لعدد من الأدوات الإسقاطية کاختبار بقع الحبر واختبار تفهم الموضوع واختبار التداعي اللفظي وغيرها . هذا مع الوقوف عند التحسينات والتعديلات التي أجريت مؤخراً على هذه المقاييس والتي استهدفت إعادة تقنينها وإخراج صور جديدة لها .
وفيما يتصل بالباب الثاني الذي يحمل عنوان “مقاييس الاتجاهات والميول والقيم” فإنه يتعرض للطرائق المعتمدة في تصميم هذه المقاييس ، كما يقدم وصفاً مفصلاً لنماذج معينة من مقاييس الميول والقيم مع الوقوف عند بعض التحسينات والتعديلات التي أدخلت عليها مؤخراً والتي استهدفت أيضاً إعادة تقنينها وإخراج صور جديدة لها .