كان العود إلى هذه المدرسة عبر هذا الكتاب تعبيرًا عن حاجة وضرورة، لانه يسترجع تيارًا كنا نخشى أن يغفله النسيان أو الإهمال وسط الزخم من قضايا وموضوعات البحوث التي صارت تشوب البيئة البحثية بسبب التكرارية والتقليدية. ولعلنا ونحن نطالع هذا الكتاب ونتدارسه، ولدى كل باحث خلفية بميدان العلاج النفسي. ندرك أننا أمام ذخيرة غنية من المفاهيم والمبادئ التي تصحح المسار في الدراسة والبحث والعمل في هذا الميدان رفيع المستوى فالعلاج الجشطلتي منحى يرفض الاختزالية والاصطناعية في التعامل مع الظاهرة النفسية في جانبيها السوي وغير السوي؛ وتبدو قيمة هذا المنحى في مبادئ ترتكز عليها تلك النظرية كأعمدة رئيسة لها سواء في البحث العلمي أو الممارسة المهنية.

في هذا الإطار يتضمن الكتاب خمسة فصول تنقل القارئ في تتابع منطقي وسلس من المفاهيم النظرية إلى الممارسات العملية والمجالات التطبيقية ثم إلى الآفاق المنشودة والمتوقعة من حسن استخدامنا لهذه النظرية في بحوث جادة نجيد توظيف فنياتها في قضايا ومشكلات حقيقية جديرة بالبحث في مجتمعنا العلمي. ويقدم الكتاب إضافة غنية للمكتبة العربية في مجالات الصحة النفسية والإرشاد والعلاج النفسي.