أهمية التفاعل بين البيت والمدرسة

إن التفاعل بين البيت والمدرسة ضرورة ملحة تطلبها مصلحة الأطفال باعتبار أن البيت والمدرسة هما المسئولان عن تربية وتنشئة الأطفال وأن دور كل منهم يكمل الآخر ومن العوامل التي تتحكم في أهمية التفاعل ما يلي :

إعداد التلاميذ في الصفوف قد يقلل من فرصة أو التلميذ في الحصة الدراسية مما يستدعي تقوية هذا التفاعل بينهما .

تثبيت المهارات التعليمية التي يتعلمها الأطفال في المدرسة فإن ذلك يحتاج إلي المتابعة بين البيت والمدرسة .

لمنع حدوث التغيب أو التسرب عند الأطفال لابد من استمرارية الإشراف علي الأطفال من قبل البيت والمدرسة .

المشكلات الأسرية تؤثر بشكل كبير علي تحصيل التلاميذ الدراسي مما يؤدي إلي ضرورة التعاون بين البيت والمدرسة

* يقوم التعاون بين البيت والمدرسة علي الأسس التربوية التالية :

التعاون من أجل تحقيق الأهداف التربوية .

التعاون من أجل تحقيق النمو المتكامل .

التعاون من أجل القضاء علي الصراع بسبب تعارض بين وجهات النظر في الأمور التعليمية بين البيت والمدرسة .

التعاون من أجل التقليل من الفاقد التعليمي ويقصد بالفاقد التعليمي عدم تحقيق عائد تربوي يتكافئ مع  الجهد والإنفاق الخاص ببرنامج تربوي معين في فترة زمنية معينة .

التعاون من أجل التكيف مع التغيير الثقافي .

ثالثاً: جماعة الرفاق :

علي الرغم من أهمية الأسرة كحاضن يستقبل الطفل منذ مولده ويعني به كل العناية فإنه في مرحلة متقدمه من حياته ينطلق ليستكشف العالم الخارجي من حوله ويزداد اهتمامه تباعا بالحياة الاجتماعية خارج مجال الأسرة حيث يلتقي بجماعات اللعب التي تعتبر أولى الجماعات التي يرتبط بها الطفل في حياته المبكرة مشاركا زملاءه في الخبرة العامة للعب مع الالتزام بصفة خاصة بمجموعة القواعد العامة والخضوع للقيود التي يفرضها نشاط هذه الجماعة علي الفرد

وتطلق علي هذه الجماعة إطلاقات متعددة منها جماعة الأقران وجماعة للعب وجماعة الرفاق وجماعة الأقراب وجماعة الأصدقاء والشلة ……. غير أن هذه الإطلاقات المتعددة تكاد تشير إلي شيء واحد هو تلك الجماعة التي يلجأ إليها الفرد خارج إطار أسرته .

وتشكل هذه الجماعة أحد الأوساط الاجتماعية التربوية الرئيسية التي تؤثر في الفرد علي مختلف المستويات الشخصية والاجتماعية والعقلية والأكاديمية وتمثل دراستها محور  لاهتمام عالم النفس والمربي وعالم الاجتماع حيث تلتقي أهدافهم حول فهم الكيفية التي تعمل بها جماعة الرفاق كوسيط من وسائط التربية والتنشئة الاجتماعية أو كعامل من عوامل التأثير في شخصية الناشيء من جهة وكناقل لثقافة المجتمع وعامل من عوامل التغيير فيها من جهة أخرى .

وهي تلعب دورا هاما في تربية النشء وفي إكسابه كثير من الأنماط السلوكية والمعارف والاتجاهات ولمهارات والقيم والتقاليد والعادات وعادة ما يكون تأثير هذه الجماعة غير مقصود أو غير مباشر للفرد .

يزداد نمو جماعة الرفاق في التأثير علي أعضائها مع تعقد الحياة وانشغال الأسرة بأمور أخرى تضعف من دورها التربوي وهي تنمي عضوها وتدبره علي مطالبها وقيمها واتجاهاتها الخاصة فعن طريقها يتعرف علي معاني لأمور كثيرة لا يستطيع أن يعرفها عن طريق الأسرة إما لأنها لا تعرفها وإما لأنها تضن عليه بها .

تقوم جماعة الرفاق أو الأقران أو الصحبة أو الشلة بدور هام في عملية التنشئة الاجتماعية وفي النمو الاجتماعي للفرد فهي تؤثر في معاييره الاجتماعية وتمكنه من القيام بأدوار اجتماعية متعددة لا تتيسر لها خارجها وهناك رفاق وأقران يشتركون معا في مرحلة نمو واحدة بمطالبها وحاجاتها ومظاهرها وقد يؤدي ذلك إلي المساواة بينهم ويتوقف مدى تأثر الفرد بجماعة الرفاق علي درجة ولائه لها ومدى تقبله لمعاييرها وقيمها واتجاهاتها وعلي تماسك أفراد هذه الجماعة ونوع التفاعل القائم بين أفرادها .

وأما أبرز جماعة الرفاق ذات الأثر في عملية التنشئة الاجتماعية :

تقارب الأدوار

وضوح المعايير الاجتماعية

وجود اتجاهات مشتركة وقيم عامة

ومن أشكال جماعة الرفاق :

جماعة اللعب وهي تتكون تلقائيا يحدث اللعب واللهو غير المقيد بقواعد أوحدود للعب

جماعة اللعبة :وتشارك  فيها الجماعة مع المحافظة علي قواعد اللعبة وأصولها .

الشلة : وهي جماعة قوية التماسك وقوية العرى تجمع بين أفراد محليين في المكانة والوضع الاجتماعي .

العصبة : وهي جماعة أكثر تعقيدا يسود بين عناصرها الصراع علي السلطة أو مع جماعات أخرى ولها رموزها الخاصة المشتركة .

جماعة النادي : وتنشأ في وسط رسمي يشرف عليه الراشدون ويتيح فرصة النشاط الجسمي والنمو العقلي والتفريغ الانفعالي والتعلم الاجتماعي .

آثار جماعة الرفاق في عملية التنشئة الاجتماعية :

1-المساعدة في النمو الجسمي عن طريق ممارسة النشاط الرياضي والنمو العقلي عن طريق ممارسة الهوايات والنمو الاجتماعي عن طريق ممارسة الهوايات .

2- تكوين معايير اجتماعية وتنمية الحساسية والنقد نحو بعض المعايير .

3- القيام بأدوار اجتماعية جديدة مثل القيادة .

4- المساعدة علي تحقيق أهم مطالب النمو الاجتماعي وهو الاستقلال والاعتماد علي النفس .

5- تنمية اتجاهات نفسية نحو كثير من موضوعات البيئة الاجتماعية .

6- إتاحة فرصة التجربة والتدريب علي الجديد والمستحدث من معايير السلوك .

7- إتاحة فرصة تقليد سلوك الكبار .

8- إتاحة فرصة تحمل المسئولية الاجتماعية .

وتمارس جماعة الرفاق الأقران أساليب نفسية واجتماعية في عملية التنشئة الاجتماعية وهي تتمثل بما يلي :

الثواب الاجتماعي والتقبل .

العقاب والزجر والرفض الاجتماعي في حالة مخالفة العضو لمعايير الجماعة .

تقديم نماذج سلوكية يتوحد معها بعض الأعضاء .

المشاركة في النشاط الاجتماعي وخاصة اللعب .

* مهام ووظائف جماعة الرفاق ودورها التربوي :

يمكن إجمال الوظائف والمهام التربوية التي تؤديها جماعة الرفاق فيما يلي :

تحقق جماعة الرفاق للفرد إشباعا للحاجات النفسية والاجتماعية كالحاجة إلي التقدير والحاجة إلي الاطمئنان والأمن النفسي وغيرها وذلك في علاقته مع أفراد هذه الجماعة مما يقضي علي مخاوفه وتوتراته المرضية ويقوي ارتباطه بأعضاء جماعته وحبه لهم وتعلقه بهم وانتمائه للجماعة وولائه لها والإخلاص والتفاني في سبيلها وبتعبير أخر فإن جماعة الرفاق تمثل مصدرا للدعم الاجتماعي والنفسي للفرد فالتشارك في الاهتمامات والمشكلات بحد ذاته تمثل عنصر جذب للأطراف المختلفة في الجماعة بالإضافة إلي أن التقبل المستمر للعضو فيها يؤكد له قيمته كشخص وجدرانه كشريك اجتماعي .

تسهم جماعة الرفاق في تنمية الفرد علي تحمل المسئولية الاجتماعية وتغرس في قيمة الاعتراف بحقوق الآخرين ومراعاتها وهذه خطوة هامة من خطوات التربية والتنشئة الاجتماعية إذ أنه لكي يعترف الطفل بحقوق الآخرين لابد من أن يمارس ذلك عمليا من خلال أنشطته وتفاعله مع رفاقه فإن الطفل بارتباطه بالآخرين من رفاقه يكتسب الوعي بالقيود والضوابط التي تفرضها الجماعة علي الفرد …. حيث يخضع الطفل مع رفاقه لقواعد اللعبة ويعتبر الخضوع لهذه القواعد أول الدروس التي يتعلمها الطفل من حياته مع الآخرين .

تعمل جماعة الرفاق علي ضبط سلوك الفرد في المواقف المختلفة هي بذلك أداة فعالة لضبط سلوك الأعضاء الذين ينتمون إليها لأنه حتى يشعر كل فرد فيها بالتقبل ينبغي أن يخضع للمعايير التي تحكم جماعته كما يجب أن يخضع لقواعد ألعابها فلا يخالفها وإن جماعة الرفق تمارس درجة من الضبط أكبر مما تمارسه غيرها من الجماعات أو الكبار الراشدين .

وتحقق جماعة الرفاق مهامها ووظائفها عن طريق مجموعة من الوسائل والأساليب ومنها

1- القدوة               2- المشاركة الاجتماعية

3- أنشطة اللعب       4- الثواب والتقبل الاجتماعي أو الرفض الاجتماعي .

وهكذا يتبين أن جماعة الرفاق وسيط اجتماعي هام ومؤثر في تحقيق النمو الاجتماعي للفرد  واكتمال نضج شخصيته وإعداده للحياة في مجتمعه وصلاح هذا الوسيط ينعكس في تكوين الفرد وسلوكه بالهداية والاستقامة وفساده يقوده إلي الغواية والضلال والانحراف ومن ثم كان حرص الإسلام وتأكيده علي أهمية هذا الوسيط والحث علي ضرورة انتقاء الفرد لأصدقائه وجلسائه واختيارهم بعناية .

ودعا المربين والآباء إلي العناية بتوجيه أبنائهم إلي اختيار رفاقهم من الأخيار الصالحين دينا وخلقا وسلوكا حتى يقتدوا بهم ويكتسبوا منهم الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة وأن يجنبوهم مخالطة الأشرار حتى لا يقلدوهم ويسلكوا  طريقهم المعوج .

وقد جاء ي صحيح البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي (ص) قال : مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يهديك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة “.

وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عيه وسلم ” المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالط ..أي يخالل

x