العادات الاجتماعية

وللعادات والتقاليد أهمية عظيمة في حياتنا، قد لا نشعر بها، خاصة أنّنا لا نهتم بكوننا نحمل هوية محددة، ولكن عندما ننظر إلى الواقع الملموس من حولنا، نجد أن كل الشعوب التي تحيط بنا تحاول قدر المستطاع التمسك بالمعتقدات والتقاليد التي تربت عليها، وهذا ليس لشيء إلّا لأهميتها العظيمة، فلو نظرت إلى المجتمعات التي تخلو من أي التزامات وما شابه، لعرفت أنه من المهم التمسك بمثل هذه الأشياء، وعدم الاستغناء عنها مهما كلّف الأمر، ومن أبرز النقاط التي توضح أهمية العادات والتقاليد ما يلي: ترسم العادات والتقاليد شخصية الفرد، وتجعلنا نفرق بين الأشخاص حسب الانتماء أو المكان الذي أتوا منه. تجعلك تستشعر أهمية أن يكون لك وطناً خاصاً بك، فهذا بحد ذاته أمرٌ يجب عدم الاستهانة به. الاستعانة بتاريخك وتقاليدك وعاداتك تجعلك أفضل الأشخاص وأكثرهم حظاً لأن لديك ما تحدّث به أبناءك عند الكبر.

لفرق بين لفظ العادات ولفظ التقاليد في الحديث عن العادات والتقاليد، فإنّنا نجد أن غالبية الأفراد يميلون إلى اعتبار اللفظين مشتركين لمعنى واحد وهو الأمر القديم، الذي لا حداثة فيه، وهذا سبب وجيه، وراجع إلى ارتباطهما الوثيق دوماً، وفي كل مجالات الحياة، فلا نكاد نذكر اللفظ الأول حتى نتبعه باللفظ الآخر، وإن كانت العادات هي مجموعة الأمور التي اعتدنا على القيام بها منذ الصغر، وهي راجعة إلى ما قام به الآباء والأجداد على امتداد حياتهم بشكلٍ كبير، أما التقاليد، فهو الموروث الثقافي الذي ورثناه عن الآباء القدامى، وأصبح بالنسبة إلينا كالكتب القديمة أو المراجع، نعود إليها عند الحاجة، ومن أهم الأمور التي عانينا منها في الآونة الأخيرة إلى الاضطرار إلى تبرير كافة التصرفات التي تصدر منا للأبناء تحت مسمى العادات والتقاليد، وإن كنّا نتبعها بدون وعي، ونحن حتى لا نعلم أصلها، وفصلها، فوجدنا بعض الأبناء الذين يتكبرون على هذه المعاني السامية بحجة الانفتاح التكنولوجي والتواصل مع الآخرين، وهذا الأمر لا يمكن أن يخالف العادات والتقاليد في شيء، فالأهم من كل ذلك أن تكون قادراً على التواصل مع الحداثة والقدم بدون أن تضر نفسك، أو تقلل من شأنك، أو يصدر عنك أي فعل يسيء لمعتقداتك وتفكيرك، ويجعلك تنحرف عن مسارك الذي يفترض أن تسير عليه طوال حياتك.

x