woman placing sticky notes on wall

وجهات النظر المعرفية والبنائية للتعلّم

  • النظرية المعرفية الاجتماعية Social Cognitive Theory

هي نظرية تعطي اهتماماً للعوامل المعرفية، مثل الاعتقادات والإدراكات الذاتية، والتوقعات لنظرية التعلم الاجتماعي.

أوضح باندورا في بداية الستينات، إن الناس يمكن ان تتعلم بملاحظة أفعال وعواقب الآخرين، فقد اكدت نظرية باندورا في التعلم الاجتماعي (الملاحظة، النمذجة، التعزيز البديلي) وبمرور الزمن، أشتملت تفسيرات باندورا للتعلم على مزيد من الاهتمام بالعوامل المعرفية، مثل : التوقعات ـ الاعتقادات ـ بالإضافة الى التأثيرات الاجتماعية للنماذج، وأطلق على منظوره الحديث ” النظرية المعرفية الاجتماعية”.

  • الحتمية التبادلية Reciprocal Determinism

هي تفسير السلوك الذي يؤكد التأثيرات التبادلية بين الفرد والبيئة.

يعد كل من العوامل الداخلية والخارجية في النظرية المعرفية الاجتماعية مهماً، إذ يُنظر الى (الاحداث البيئية، والعوامل الشخصية، والسلوكيات) على أنها تتفاعل في عملية التعلم. فالعوامل الشخصية (الاعتقادات، التوقعات، الاتجاهات، المعرفة)، والبيئة الفيزيائية والاجتماعية (المصادر، عواقب الأفعال، الناس، المواقف الفيزيائية)، والسلوك (الأفعال الفردية، والاختيارات، والعبارات اللفظية) تؤثر جميعها ويتأثر كل منها بالآخر، ويطلق باندورا على هذا التفاعل للقوى ” الحتمية التبادلية”.

التأثيرات الاجتماعية

(المتغيرات البيئية)

النماذج، عملية التعلم

التغذية الراجعة

 

 

نواتج التحصيل

(السلوكيات)
التقدم نحو الهدف، الدافعية

التعلم

 

 

التأثيرات الذاتية

(المتغيرات الشخصية)

الأهداف، الفعالية الذاتية، توقعات النواتج، الإعزاءات،

تقدم التقويم الذاتي، تقدم التنظيم الذاتي

 

 

يوضح الشكل أعلاه تفاعل الشخص والبيئة والسلوكيات في مواقف التعلم، ويمكن ان تؤثر العوامل الاجتماعية مثل: النماذج، والاستراتيجيات التعليمية، التغذية الراجعة (عناصر بيئة الطلبة) في العوامل الشخصية للطلبة مثل: الأهداف، حس الفعالية بالنسبة للمهمة، الاعزاءات ” المعتقدات المتعلقة بأسباب النجاح و الفشل” ، وعمليات التنظيم الذاتي مثل : التخطيط والمراقبة والتحكم في المشتتات، فمثلاً يمكن أن تؤدي التغذية الراجعة التي يقدمها المعلم الى جعل الطلبة يحددون اهدافاً من مستويات أعلى، فالتأثيرات الاجتماعية في البيئة، والعوامل الشخصية تشجع ” السلوكيات ” التي تؤدي إلى التحصيل، مثل : المثابرة، والجهد، والدافعية، والتعلم.

ولكن هذه السلوكيات تؤثر تأثيراً تبادلياً أيضاً في العوامل الشخصية، وكلما حصل الطلبة تزداد ثقتهم واهتمامهم على سبيل المثال، وتؤثر السلوكيات ايضاً في البيئة الاجتماعية، فمثلاً: إذا لم يتأثر الطلبة أو إذا كان يبدو عدم فهمهم، فأن المعلمين ربما يغيرون الاستراتيجيات التعليمية، أو التغذية الراجعة.

فإذا كانت العوامل الشخصية، والسلوكيات، والبيئة في تفاعل مستمر، فإن دورات الاحداث تكون تقدمية ومستدامة دائما.                                                                                

مثال/ لنفترض إن طالباً مستجداً في المدرسة دخل غرفة الصف متأخرا لأنه ضل طريقه في المبنى غير المألوف له، وهناك وشم على ذراعه، ووخزات واضحة على أجزاء جسمه، والطالب مرتبك في يوم الأول، ويأمل ان يكون أداءه افضل في هذه المدرسة الجديدة، غير ان رد الفعل المبدئي للمعلم عن تأخر الطالب ومظهره المثير للانتباه غير ودي، ويشعر الطالب بالإهانة ويستجيب بالمثل، وبذلك يبدأ المعلم في تكوين توقعات عن الطالب، ويسلك تجاهه سلوكا حذرا، وأقل ثقة، ويشعر الطالب بعدم الثقة، ويقرر ان هذه المدرسة سوف تكون عديمة النفع مثل المدرسة الأولى، ويرى المعلم انفصال الطالب، ويبذل جهدا اقل في تعليمه، وتستمر الدورة بهذا الشكل.

ومن الأمثلة الإيجابية للتفاعل المعقّد للقوى التي يمكن ان تؤثر في خبرات الطلبة في المدرسة وفي حياتهم، وتأثير المعلمين وخطورة التصرف بناءً على توقعات سلبية:

المعلمة (تومسون) رأت التلميذ (تيدي) خلال تدريسها للصف الخامس، ولم يكن نظيفا، وكان متخلفا كثيرا عن أقرانه، وكان اتجاه المعلمة نحوه سلبي، حيث أصبح (كبش فداء) منبوذ، ويكره الجميع، ولا يحبه أحد، وهو يعلم ان المعلمة لا تحبه ولا يعرف سبب ذلك، وكل ما تعرفه المعلمة عنه أنه ولد صغير لا يعتني به أحد، ولم تبذل جهد اتجاهه، وهي تعرف ان (تيدي) لن يعوض ما فاته في الوقت المحدد لينتقل الى الصف السادس، قامت المعلمة بالاطلاع على ملفه التجمعي (البطاقة المدرسية)، فوجدت ان (تيدي) في الصف الأول (له مستقبل جيد ولكن موقفه من منزله ليس جيدا)، في الصف الثاني كان (يمكن ان يؤدي أداء أفضل  ووالدته مريضة بمرض مزمن ويتلقى قليلا من العون في المنزل)، في الصف الثالث ( ولد لطيف ومتعاون ولكنه بطيء التعلم وقد توفيت والدته)، في الصف الرابع (بطيء للغاية ولكن سلوكه جيد ووالده لا يبالي به)!!

فقالت المعلمة لنفسها (افعلي شيئاً جيدا لهذا التلميذ)

وفي اليوم الأخير قبل العطلة الدينية تكدست الهدايا ومنها هدية (تيدي) وإذا بسوار مفقود منه عدة فصوص وزجاجة صغيرة من العطر نصفها فارغ، فوضعت السوار حول معصمي ووضعت من العطر، وعندما غادر جميع التلاميذ اقترب (تيدي) مني قائلاً بصوت خافت: ” إن رائحتك تشبه رائحة والدتي وسوارها يبدو شكله لطيف حول معصمك أيضا انني سعيد لأنك تحبينه”.

وهنا جلست المعلمة في مكتبها وبكت وقررت ان تعوض(تيدي) ما حرمته منه متعمدة كمعلمة تعتني بتلاميذها، وبدأت تجلس معه كل يوم ويعملون معا، وبدأ مستواه يتحسن شيئا فشيئا وفي نهاية العام الدراسي كان من اعلى الطلبة المتفوقين.

وبعد سبع سنوات وصلت رسالة من (تيدي) الى المعلمة (عزيزتي الآنسة تومسون، اود ان تكوني اول من يعلم انني سوف اتخرج الثانية على صفي في الشهر القادم) وبعد مرور أربعة أعوام تلقت رسالة ثانية من تيدي (عزيزتي الآنسة تومسون ،  اود ان تكوني اول من يعلم انني سوف اتخرج الأول على صفي . ان الجامعة لم تكن سهلة ولكنني احببتها ) وبعد مدة وصلتها رسالة أخرى منه (عزيزتي الآنسة تومسون ،  اود ان تكوني اول من يعلم من يومنا هذا اسمي ثيودور ستالارد طبيب. ما رأيك بذلك ؟ وسوف اتزوج وأود ان اسألك اذا كان بإمكانك الحضور وتجلسين في المكان الذي كانت والدتي ستجلس فيه لو كانت حية، فليس لدي أسرة ووالدي توفي العام الفائت).

الفعالية الذاتية self-efficacy

يقترح باندورا ان التنبؤات بالنواتج الممكنة للسلوك تعد امراً مهما للتعلم، لأنها تؤثر في الدافعية، ” هل سأنجح ام سأرسب؟ هل سأكون محبوبا ام موضع سخرية؟ فهذه التنبؤات تتأثر بالفعالية الذاتية ( أي اعتقاداتنا عن كفاءتنا الشخصية) أو فاعليتنا في مجال معين، وقد عرف باندورا الفعالية الذاتية بأنها: اعتقادات في إمكانيات الفرد فيما يتعلق بتنظيم وتنفيذ مجموعة الأفعال المطلوبة التي تؤدي الى اتجاه معين.

وهي حس الفرد بأنه قادر على التعامل مع مهمة معينة بفاعلية.

  • الفعالية الذاتية، ومفهوم الذات، وتقدير الذات:

 يفترض معظم الناس أن الفعالية الذاتية هي نفسها مفهوم الذات، أو تقدير الذات، ولكنها ليست كذلك، فالفعالية الذاتية موجهة نحو المستقبل، ” تقييم كفاءة أداء مهمة معينة في سياق نوعي”، ومفهوم الذات هو تكوين فرضي أكثر شمولية، ويشمل كثيرا من الادراكات عن الذات، بما في ذلك الفعالية الذاتية، وينمو مفهوم الذات نتيجة مقارنات خارجية وداخلية، باستخدام أناس آخرين. أو مظاهر أخرى للذات كأطر مرجعية، ولكن الفعالية الذاتية تركز على قدرتك على انجاز مهمة معينة بنجاح دون الحاجة الى اجراء مقارنات، فالسؤال هنا يتعلق بما إذا كنت تستطيع أداء المهمة، وليس ما إذا كان الآخرون أفضل منك، وكذلك فإن اعتقادات الفعالية الذاتي تعد منبئات قوية للسلوك، ولكن القوة التنبؤية لمفهوم الذات ضعيفة.

والفعالية الذاتية مقارنة بتقدير الذات تختص بالأحكام المتعلقة بالإمكانات الشخصية، بينما يختص تقدير الذات بالأحكام المتعلقة بقيمة الذات، ولا توجد علاقة مباشرة بين تقدير الذات والفعالية الذاتية، إذ يمكن ان تشعر بفعالية مرتفعة في أحد المجالات، ومع ذلك لا يكون تقديرك لذاك مرتفعا، أو العكس بالعكس.

مثلا/ لدي فعالية ذات منخفضة للغاية للموسيقى، ولكن تقديري لذاتي لم يتأثر، ربما لأن حياتي لا تتطلب الغناء، ولكن إذا بدأت فعالية الذات لدي لتدريس صف معين تنخفض بعد عدة خبرات سيئة، فإنني أعرف ان تقديري لذاتي سوف يختلف.

  • مصادر فعالية الذات Sources of self-efficacy

حدد باندورا أربعة مصادر لتوقعات فعالية الذات وهي:

خبرات التمكن: هي خبراتنا الذاتية المباشرة، وهي تعد أقوى مصدر للمعلومات المتعلقة بالفعالية، فالنجاحات تزيد من الاعتقادات المتعلقة بالفعالية، بينما يقلل الإخفاق من الفعالية.

الاستثارة الفسيولوجية والانفعالية: هي ردود فعل جسمية وفسيولوجية تجعل الشخص يشعر باليقظة والاستثارة والتوتر، وان مستوى الاستثارة يؤثر في فعالية الذات اعتمادا على كيفية تفسير الاستثارة، فأثناء مجابهتك مهمة معينة، هل تكون قلقا ومتوترا (يُقلل من الفعالية)، ام مستثاراً ومبتهجا(يزيد الفعالية).

الخبرات البديلة: vicarious experiences هي إنجازات تمت نمذجتها بواسطة شخص آخر، وفيها يندمج شخص آخر الإنجازات، وكلما زاد تطابق الطالب للنموذج، فإن التأثير على فعالية الذات سوف يزداد. وعندما يكون أداء النموذج جيدا فان فعالية الذات لدى الطالب تزداد ثراءً، ولكن عندما يكون أداء النموذج ضعيفا، تقل توقعات فعالية الذات.

الاقناع أو الحث الاجتماعي: Social persuasion يمكن ان يكون حديثا نشطا، او تغذية راجعة ادائية نوعية، والحث الاجتماعي وحده لا يمكن ان يؤدي الى زيادة مستقرة في فعالية الذات، ولكن زيادة الحث الاجتماعي في الفعالية الذاتية يمكن ان يجعل الطالب يبذل جهدا، او يجرب استراتيجيات جديدة ويحاول بكل طاقته ان ينجح.

 

  • تطبيق النظرية المعرفية الاجتماعية Applying social cognitive theory

ان الفعالية الذاتية والتعلم المنظم ذاتياً هما عنصران رئيسان في النظرية المعرفية الاجتماعية، وهما مهمان في التعلم والتدريس.

 

العناصر الرئيسية في النظرية المعرفية الاجتماعية:

أولا: الفعالية الذاتية والدافعية self-Efficacy and motivation

إذا كان حِس الفعالية لدينا مرتفعا، فأننا سوف نحدد اهداف اعلى، ونكون اقل خوفا من الإخفاق ونبحث عن استراتيجيات جديدة عندما لا تصلح الاستراتيجيات القديمة، وإذا كان حس فعاليتك لقراءة هذا الفصل مرتفعا، فأنه يحتمل ان تحدد اهدافاً مرتفعة لإكمال الفصل، ولكن إذا كان حس فعاليتك منخفضا فأنك ربما تتجنب القراءة كلياً أو تتخلى بسهولة إذا برزت أي مشكلات، ان حس الفعالية الأكثر ارتفاعاً يدعم الدافعية، فالأطفال والراشدين المتفائلون للمستقبل يكونون أكثر تمتعاً بصحة عقلية وبدنية وأقل انقباضاً وأكثر دافعية للإنجاز.

وأوضحت البحوث أن الأداء في المدرسة يتحسن، وتزداد فعالية الذات عندما:

  1. يتبنى الطلبة أهداف قصيرة الأمد، بحيث يكون من السهل الحكم على التقدم.
  2. يُدرّس للطلبة استخدام استراتيجيات نوعية، مثل: وضع مخططات تمهيدية، أو التلخيص، مما يساعدهم على تركيز انتباههم.
  3. يتلقى الطلبة مكافآت اعتماداً على التحصيل، وذلك لأن مكافآت التحصيل تعطي مؤشراً لزيادة الكفاءة.

حِس الفعالية لدى المعلمين Teachers sense of Efficacy

حس الفعالية لدى المعلمين هو التمكّن من الوصول الى أكثر الطلبة صعوبة، من أجل معاونتهم على التعلم، انه أحد خصائص المعلمين القليلة الذي يرتبط بتحصيل الطالب، فالذين يكون حس الفاعلية لديهم مرتفعاً يعملون بجدية أكبر ويثابرون لمدة أطول حتى عندما يصعب التدريس للطلبة، ويرجع ذلك جزئياً الى ان هؤلاء المعلمين يثقون بأنفسهم وبطلابهم، ويحتمل كذلك بدرجة أقل شعورهم بالاحتراق. فحس الفعالية لدى المعلمين هو اعتقاد المعلم بأنه يمكنه الوصول الى أكثر الطلاب صعوبة ويعاونهم على التعلم.

وأوضحت البحوث ان حس الفعالية لدى المعلمين ينمو من النجاح الفعلي لتدريس الطلاب، والخبرة او التدريب والتشجيع من الزملاء الذي يساعد المعلمين على النجاح في مهامهم التدريسية اليومية، سوف يسهم في تنمية حِس الفعالية لديهم.

ثانياً: التعـلـــــم المنظــم ذاتيـــــــاً:

    ان احد الاهداف المهمة للتدريس هو تحرير الطلاب من الاعتماد على المعلمين حتى يتمكن الطلاب من مواصلة تعلمهم المستقل طوال حياتهم , فالمتعلمون ذاتيا يكون لديهم تركيبة من مهارات التعلم الاكاديمي و الضبط الذاتي التي تيسر عملية التعلم و تزيد من دافعيتهم و بعبارة اخرى يكون لديهم المهارة و الرغبة في التعلم .

  • التنظيم الذاتــــي : عرفه زيمرمان

هي العملية التي نستخدمها لتنشيط افكارنا و سلوكنا و انفعالاتنا و الحفاظ عليها من اجل تحقيق اهدافنا .

  • العوامل المؤثرة بالتعلم الذاتي :

    ان مفهوم التعلم المنظم ذاتيا يحدث تكاملا بين عدد من العوامل و هي المعرفة و الدافعية و الارادة :

    لكي يكون الطلاب منظمين ذاتيا فأنهم يحتاجون معرفــة عن انفسهم و المادة الدراسية و استراتيجيات التعلم و السياقات التي سوف يطبقون فيها ما تعلموه و الطلاب المنظمون يعرفون عن انفسهم و كيف يتعلمون بدرجة افضل , فمثلا يعرفون انماط تعلمهم المفضلة و ماهو سهل و ماهو صعب بالنسبة لهم و كيف يستخدمون جواب قوتهم .

    المتعلمون ذاتيا تكون لديهم  دافعيــــة  عالية للتعلم وذلك لانهم يقدرون التعلم , وحتى اذا لم تكن لديهم دافعية داخلية تجاه مهمة معينة فأنهم يكونوا جادين فيما يتعلق بالاستفادة من هذه المهمة , لذلك فأنهم يحددون افعالهم و اختياراتهم بأنفسهم و لا يتحكم بهم الاخرون .

    فالمتعلمون ذاتيا يحتاجون الى الارادة فبينما تشير الدافعية الى الالتزام فأن الارادة تشير الى استمرارية العمل و متابعته , بمعنى الحفاظ على الفرص لتحقيق الاهداف .

نماذج التعلم النظم ذاتيا و الوساطة

    تصف هذه النماذج كيف يختار المتعلمون بين المهارات التي يستخدموها بالتعلم و كيف يتعاملون مع العوامل التي تؤثر في التعلم و من هذه النماذج نموذج

 ( phil winne and Allyson Hadwin ) و يقصد بالوساطة هي امكانية تنسيق مهارات التعلم و الدافعية و الانفعالات لتحقيق اهدافك .

و النموذج يشمل أربع مراحل اساسية و الموضحة ادناه :

تحليل المهمة وتحديد الهدف و تصميم الخطط و الانغماس في التعلم و تعديل مداخل التعلم .

  • تحليل مهمة التعلم :

    ماذا تفعل عندما يعلن احد اساتذتك انه سوف يجري اختبارا ؟ ستسأل عن ظروف تعتقد انها تؤثر في كيفية استذكارك للمادة و هل الاختبار سهل؟ و هل افضل اصدقائي لديه معلومات افضل مني ؟ و المتعلمون بعامة يفحصون أي معلومات يرون انها موائمة من اجل انشاء معنى لما تدور حول المهمة .

  • تحديد الاهداف و تصميم الخطط :

    ان معرفة الظروف التي تؤثر في اداء المهام تقدم معلومات يستخدمها المتعلمون في تحديد الاهداف . ما أهداف الاستذكار التي ربما تحددها لاختبار قصير و يحقق فقط 3 %  من تقديرك للمقرر ؟ و هل ستتغير اهدافك اذا اشتمل الاختبار على 6 فصول و يحقق 30 % من تقديرك في المقرر ؟ و اختيار الاهداف يؤثر في شكل خطة المتعلم المتعلقة بكيفية الاستذكار , فهل التدريب المركز افضل او التدريب الموزع .

  • اختيار تكتيكات و استراتيجيات التعلم لإنجاز المهمة :

    حيث يكونون يقظين و خاصة اثناء هذه المرحلة حيث انهم يراقبون درجة صلاحية الخطة و هذه تعد مراقبة ماوراء المعرفية , هل تصل الى تحقيق اهدافك ؟ هل معدل تقدمك سريع بدرجة كافية كي تكون مستعدا للاختبار ؟ .

  • تنظيم التعلم :

      في هذه المرحلة يتخذ المتعلمون قرارات تتعلق بما اذا كانت هناك حاجة الى اجراء تغييرات في أي من المراحل السابقة , فمثلا اذا كان التعلم بطيئا هل ينبغي عليك الاستذكار مع افضل صديق لك ؟ هل تحتاج الى مراجعة المادة السابقة ؟ .

الاسر و التعلم المنظم ذاتيا :

     يبدأ الاطفال تعلم التنظيم الذاتي في منازلهم فالآباء يمكنهم تعليم و دعم التعلم المنظم ذاتيا من خلال النمذجة و التشجيع و التيسير و مكافأة تحديد الاهداف و الاستخدام الجيد للاستراتيجية .

امثلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

1- كون مكتبة كتب عن تحديد الاهداف و الدافعية و استراتيجية ادارة الوقت .

2- شجع الاسر على معاونة اطفالهم في التركيز على عمليات حل المشكلات .

التدريس من اجل الفعالية الذاتية و التعلم المنظم ذاتيا :

    يتفق معظم المعلمون على ان الطلاب يحتاجون تنمية مهاراتهم و اتجاهاتهم نحو التعلم المستقل و المستدام , ومن حسن يوجد الكثير من البحوث التي تقدم ارشادا عن كيفية تصميم المهام و تحديد التفاعلات الصفية .

    و اوضحت نتائج البحوث ان الطلاب يطورون اشكالا اكاديمية فاعلة للتعلم المنظم ذاتيا و حسن فاعلية التعلم , عندما يجعلهم المعلمون ينغمسون في مهام ذات معنى تمتد لفترة زمنية .        

و في مايلي بعض الاستراتيجيات المستخدمة :

1- المهام المعقـــــــدة :

    لا يود المعلمون ان يعينوا للطلاب مهام غاية في الصعوبة تؤدي للإحباط و اغلب البحوث اوضحت ان اكثر المهام حفزا و فائدة اكاديمية للطلاب هي تلك التي تتحدى قدراتهم و لكن لا تربكهم , فالمهام المعقدة لا تتطلب بالضرورة ان تكون في غاية الصعوبة بالنسبة للطلاب , و يشير مصطلح معقـــــد الى تصميم المهام و ليس الى مستوى صعوبتها . ومن ناحية التصميم تكون المهام معقدة اذا تناولت اهدافا متعددة و تضمنت اجزاء كثيرة من المعاني , مثل : الطلاب ينغمسون في عمليات معرفية و ما وراء معرفية متنوعة .

2- التحكـــــــــــــــــــــــــــم :

    يمكن ان يشارك المعلمون طلابهم الضبط او التحكم و ذلك بإعطائهم خيارات فعندما يكون لدى الطلاب خيارات مثل ( ما يتعلق بما ينتجوه و كيف ينتجوه و اين يعملون و مع من يعملون ) يكون هناك احتمال اكبر ان يتوقعوا نجاحا جيدا ( زيادة الفعالية الذاتية ) و بالتالي يزداد جهدهم و يثابرون عندما تبرز صعوبات . و بجعل الطلاب ينغمسون في اتخاذ القرارات بذلك يدعون الطلاب الى تحمل المسؤولية .

3- التقويم الذاتـــــــي :

    ان ممارسات التقويم التي تدعم التعلم المنظم ذاتيا لا تكون مهددة لأنها تكون متجسدة في الانشطة الجيدة و تركز على التقدم الشخصي و تساعد الطلاب على تفسير الاخطاء على انها فرص تتيح لهم التعلم , و في هذه السياقات يستمتع الطلاب و يبحثون على بالفعل عن مهام صعبة , و جعل الطلاب ينغمسون في اشتقاق محكات التقويم و تقويم كل منهم لعمله يؤدي الى تخفيض القلق الذي يصاحب التقييم في غالبية الاحيان . و ذلك بإعطاء الطالب احساسا بالتحكم بالنتائج . و يمكن للطلاب الحكم على عملهم بالنسبة لمجموعة من الخصائص التي يحددونها مع معلميهم على انها عمل جيد . ويمكنهم مراعاة فاعلية مداخلهم في التعلم و يعدلون سلوكهم بطرق تثريها .

4- المشاركة الجماعية :

    لقد توصلت لجنة زيادة دافعية طلاب المرحلة الثانوية للتعلم (2004) انه عندما تتجمع عقول الطلاب معا فأنهم يكونون اكثر تقبلا لواجبات مدرسية صعبة , ويمكن ايضا ان يساعد العمل الجماعي على تنمية مهارات التعاون و خلق مجتمع من المتعلمين يتحمل كل منهم مسؤولية تعلم الاخر بدلا من البيئة التنافسية التي تستبعد كثيرا من الطلاب و خاصة الذين لا يكون ادائهم جيد .

وجهــات الـنـظـــــــر البنائـيـــة للتعـلــم

    البنائية هي مصطلح واسع يستخدمه الفلاسفة و مصممو المناهج و علماء النفس و المربون و غيرهم . و اطلق عليه ارنست فون ” انه مجالا واسعا و غائما في علم النفس المعاصر .

    و المنظورات البنائية متأسسة في بحوث بياجيه و فيكوتسكي و علماء الجشتلطت .

    و لا توجد نظرية بنائية واحدة للتعلم و لكن معظم علماء النفس البنائيين يتقاسمون فكرتين رئيسيتين و هما : ان المتعلمين يكونوا نشطين في انشاء معرفتهم و ان التفاعلات الاجتماعية مهمة في انشاء المعرفة . و يرى البنائيون ان التعلم اكثر من استقبال و تجهيز المعلومات التي ينقلها المعلمون او الكتب المدرسية فالتعلم هو الانشاء النشط و الشخصي للمعرفة . لذلك كثير من نظريات علم النفس المعرفي تشتمل على انواع البنائية .

البنائية السيكولوجية / الفردية

    يهتم البنائيون السيكولوجيون بمعرفة الفرد و اعتقاداته و مفهوم ذاته او هويته بحيث يطلق عليهم احيانا ” الفرديون او المعرفيون ” حيث جميعها يركزون على الحياة السيكولوجية الداخلية للناس (فعندما تحدثت شيلسيا للحائط في الجزء السابق ) فأنها كانت تصنع معنى مستخدمة معرفتها و اعتقاداتها الفردية الخاصة في ما يتعلق بكيفية الاستجابة عندما يتحدث لها شخص ما . و بأستخدام هذه المعايير فأن معظم النظريات المعاصرة لتجهيز المعلومات تكون بنائية , وتنظر مداخل تجهيز المعلومات المتعلقة بالتعلم الى عقل الانسان انه نظام تجهيز رمزي . وهذا النظام يحول المدخلات الحسية الى بنى رمزية و من ثم يجهز هذه البنى الرمزية ( استرجاع الخبرات من الذاكرة ) و يستدعيها .

    يرى بياجيه ان الاهتمام بالمعنى كما ينشؤه الفرد حيث يقترح بياجيه سلسلة من المراحل المعرفية التي يمر بها جميع البشر و التفكير في كل مرحلة يبنى على المراحل السابقة و يضمها عندما تصبح اكثر تنظيما و تكيفاً و اقل ارتباط بالأحداث العينية , ونظر بياجيه للبيئة الاجتماعية عامل مهم في النمو و يطلق على نظرية بياجيه“بنائية الموجه الاولى “

و في الطرف الاخر للبنائية الفردية فكرة ” البنائية الراديكالية “ فهذا المنظور يرى انه لا توجد حقيقة او واقع صحيح في العالم و انما فقط ادراكات الفرد و اعتقاداته , فكل منا ينشى معنى لخبراته الشخصية و لكن ليس لدينا فهم او معرفة حقيقة الاخرين .

عناصر مشتركة للمنظورات البنائية

    يتقاسم البنائيون اهدافا متماثلة للتعلم فهم يؤكدون المعرفة عندما تستخدم و ليس اختزان الحقائق و المفاهيم و مهارات جامدة , و تشترك بعدة شروط ادناه :

1- جسد التعلم في بيئات تعلم معقدة وواقعية و موائمة .

2- هيئ للتفاوض الاجتماعي و المسؤولية المشتركة للتعلم .

3- دعم منظورات متعددة و استخدام تمثيلات متعددة للمحتوى .

4- اثر الوعي الذاتي و فهم ان المعرفة تنشأ .

5- استثر الخصوصية في التعلم .

  • بيئات التعلم المعقدة و المهام الواقعية :

يعتقد البنائيون انه لا ينبغي اعطاء مشكلات و تمارين او مهارات اساسية بسيطة و واضحة لكن يجب ان يواجهوا ببيئات تعلم معقدة تتناول مشكلات غامضة و ذات بنية غير محددة , و يقصد بالمشكلات المعقدة ليست يجب ان تكون صعبة و انما تشتمل على اجزاء كثيرة و كثير من العناصر المتفاعلة و لها حلول متعددة .

  • التفاوض الاجتماعي :

     يشارك فيكوتسكي الكثير من البنائيون بأن العمليات العقلية العليا تنمو من خلال التفاوض الاجتماعي و التفاعل لذلك فالعمل الجماعي في التعلم يعد امرا مهما .

  • المنظورات المتعددة و تمثيل المحتوى :

        عندما يواجه الطلاب نموذجا واحدا فقط او محاكاة واحدة او طريقة واحدة لفهم محتوى معقد فأنهم يغالون في التبسسيط اثناء محاولتهم تطبيق المدخل الوحيد في جميع المواقف .و اقترح راند سبيرو و معاونوه ان اعادة النظر في نفس المادة في اوقات مختلفة و في سياقات مختلفة و لأغراض مختلفة و منظورات فكريه اخرى تعد امرا اساسيا لتحقيق اهداف اكتساب معرفة متقدمة .

  • فهم عملية انشاء المعرفة :

    توكد المداخل البنائية على جعل الطلاب و اعين بدورهم الشخصي في انشاء المعرفة فالافتراضات التي نضعها و اعتقاداتنا و خبراتنا تشكل ما سيعرفه كل منا عن العالم .

  • خصوصية تعلــم الطلاب :

بينما توجد تفسيرا ت متعددة عما تعنية النظرية البنائية الا ان الغالبية تتفق عل انها تتضمن تغيرا جذريا في تركيز التدريس , و وضع الجهود الذاتية للطلاب من اجل الفهم في مركز الشأن التربوي و خصوصية الطالب لا تعني ان المعلم يتخلى عن دوره

تتطبيقات النظريات البنائيية ( التطبيقات التربوية للنظرية البنائية )

1- يستحث المعلمون خبرات الطلاب و افكارهم في علاقتها بالموضوعات الرئيسية و من ثم تشكيل مواقف التعلم التي تساعد على اعادة تنمية بنيتهم الحالية .

2- اتاحة الفرص للطلبة في الانغماس بنشاطات معقدة .

3- يقدم المعلمون للطلاب مصادر متنوعة من الادوات و الطرق .

4- يعمل الطلاب في جماعة ويقدم لهم الدعم للانغماس في حوار متبادل موجهة لمهمة معينة

5- تشجيع التفكير الانعكاسي و الذاتي لدى الطلاب .

6- يطلب من الطلاب روتينيا تطبيق المعرفة في سياقات متنوعة و واقعية لتوضيح الافكار .

 

x