كتاب التدابير الموصى بها للاقلاع عن التدخين وعلاج الاعتماد على التبغ

التدابير الموصى بها للاقلاع عن التدخين وعلاج الاعتماد على التبغ

كتاب التدابير الموصى بها للاقلاع عن التدخين وعلاج الاعتماد على التبغ
إعداد : منظمة الصحة العالمية


يفوق عدد المدخنين حاليا 1,3 مليار في العالم (البنك الدولي، 1999). ويعيش أربعة أخماس من هؤلاء المدخنين في بلدان متوسطة أو محدودة الدخل. وفي القرن الحادي والعشرين، قد يؤدي ضعف الجهود المبذولة للقضاء على التدخين إلى موت ملیار شخص، أربعة أخماسهم ينتمون إلى بلدان محدودة الدخل. وقد يصبح الاعتماد على التبغ، من الآن وحتى عشرين سنة قادمة، أهم سبب في العالم للوفيات المبكرة أو الإصابة بعجز (مقیس ب. “سنوات العمر المصححة باحتساب مدد العجز (-disability adjusted life years DALY)”، وهو مؤشر لمقارنة عبء المرض أو العجز). وتبين الإحصاءات الحالية أنه ليس بالإمكان تقليص عدد الوفيات من جراء تعاطي التبغ خلال 30 أو 50 سنة قادمة بدون تشجيع البالغين على عدم التدخين. وتؤكد الإحصاءات أهمية “اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ” التي ستصبح بعد توقيعها الآلية الكفيلة بإيجاد وسائل تشريعية وسياسية على صعيد العالم للتقليص من نسبة تعاطي البالغين للتبغ. فرفع أسعار التبغ ومنع إشهار منتجاته ومضاعفة عدد الأماكن التي يمنع فيها التدخين، كلها إجراءات من شأنها أن تحفز الناس على الإقلاع عن التدخين.
هناك عدد كبير من المستهلكين سيحتاجون إلى دعم للإقلاع عن التدخين، نظرا للطابع الإدماني المواد التبغ. ويقصد بدعم الإقلاع عن التدخين أو “علاج الاعتماد على التبغ” عدد من الأساليب تتضمن التحفيز والنصح والإرشاد والاستشارة وتقديم الدعم عبر الهاتف أو الإنترنت والمساعدات الدوائية الملائمة، التي تهدف جميعها إلى تشجيع المدخنين على الإقلاع عن التدخين وتفادي الانتكاسات. ويعتمد نجاح هذه التدخلات على استخدامها بطريقة أكثر تنسيقا في سياق أكثر اتساعة الاستراتيجية شاملة المكافحة التبغ.
هناك العديد من الدلائل على الفائدة والنجاعة والمردودية الصحية للإقلاع عن التدخين وعلاج الاعتماد على التبغ، وهو مصنف كأحد الأمراض في الإخراجة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض منظمة الصحة العالمية، 1992). ويعد علاج الاعتماد على التبغ مأمونة وناجعة. إلا أنه على الرغم من وجود علاج للاعتماد على التبغ ذي مردودية عالية، إلا أن قطاع الصحة العمومية في العديد من البلدان لا يستثمر في خدمات الإقلاع عن التبغ أو في البنية التحتية التي من شأنها أن تشجع وتساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين. بالإضافة لذلك وفي أغلب دول العالم يندر تقديم العلاج وتدريب مقدمي الرعاية الصحية والتثقيف وتقديم المعلومات حول مختلف أساليب تعزيز الإقلاع عن التدخين، كما أن الموارد المالية محدودة ويندر إدراجها في الرعاية الصحية. كما أن الإقلاع عن التبغ لا يعد أولوية للصحة العمومية أو استراتيجية رئيسية لمكافحة التبغ في خطط العمل الحكومية والمؤسسية. وبجانب بعض التدخلات التي تشجع على الإقلاع عن التدخين، فإن تدخلا آخر مهمة لا يؤخذ في الاعتبار يتمثل في توفير بيئة عامة من شأنها حث المدخنين على الإقلاع عن التدخين.

x