الجهاز الغدي (The Gland System)

      إن الغدد تؤدي دوراً مهماً جداً في حياة الإنسان وفي اتزانه الانفعالي والدافعي لأنها ذات أثر مباشر في نمط شخصية الفرد ولهذا يعدها المختصون في الفسيولوجيا وعلم النفس من الأسس العضوية الهامة في فهم السلوك (جبرين،1975) إذ تؤثر الغدد بإفرازاتها في نشاطات الجسم المختلفة وهذا يبدأ في زمن مبكر من حياة الإنسان، وهي إن اختلت اختل سلوك الإنسان ومن ثم تكامله الكيميائي العصبي البيولوجي (الغبيدي،2011) وإن أي اضطراب في توازنها في الكمية المفروزة من الهرمونات (زيادة أو نقصان) يؤثر بشكل مباشر على تكيف الإنسان البيولوجي والنفسي (جبرين،1975)، فبعض الغدد قد تكون السبب في بطء الاستجابة في حالة نشاطها، والمثيرات الخارجية في بعض الأحيان تُثير نشاط هذه الغدد لتُمكّن الفرد من الاستجابة الملائمة للمثير الخارجي. إذن فإن الغدد تؤثر في الإنسان وتتأثر بظروفه (العبيدي،2011).

   إن الغدد أعضاء داخلية في الجسم، وتتكون الأعضاء من أنسجة وتتكون الأنسجة بدورها من خلايا هي الوحدات الأولى للجسم الحي ومن أمثلتها الخلايا العصبية والخلايا العضلية والعظمية. ويتلخص عمل الغدد في تكوين مركبات خاصة كيميائية يحتاج إليها الجسم في أعضائه الأخرى المختلفة (عويضة،1996). إذا فالغدة عبارة عن نسيج متخصص لصنع وإفراز مادة سائلة ذات وظيفة معينة (الأمير،2002). وهناك ثلاثة أنواعٍ من الغدد هي:

1- الغدد القنوية (Duct Glands).

    تحتوي الغدد القنوية على قنوات صغيرة داخل تجاويف في الجسم أو على سطح الجسم حيث تصب إفرازاتها في النسيج الذي تريد التأثير عليه،ومنها مايشترك في عمليات الهضم والتغذية مثل الغدد اللعابية والغدد المعدية والغدد المعوية، فالغدد اللعابية تعمل على ترطيب الفم كذلك فان اللعاب يؤثر على المواد النشوية فيحولها جزئيا إلى مواد سكرية بسيطة التركيب يسهل على الأمعاء امتصاصها ، والأخرى تقوم بعمليات الإخراج والتخلص من الفضلات كالكليتين والغدد العرقية والغدد الدمعية فمثلا الغدد الدمعية تعمل على إزالة ما يلتصق بالعين من أتربة، وهناك أيضا الغدد اللمفاوية التي تحمي جسم الإنسان مما يصيبه من ميكروبات وتطهره منها (عبد الخالق، 1986). وتقوم الغدد القنوية بتجميع موادها الأولية من الدم حين مروره بها وتخلط هذه المواد ثم تفرزها خلال قنواتها تماما مثلما تفعل الغدد الدمعية التي تجمع من الدم الماء وبعض الأملاح المعدنية ثم تخلطها لتكون من ذلك كله الدموع (عويضة،1996).

2- الغدد غير القنوية (Ductless Glands)أو الغدد الصماء (Endocrine Glands).

    لا تحتوي الغدد الصماء على قنوات خارجية بل تصب إفرازاتها في الدم مباشرةً ولهذا سميت بالغدد الصماء، وتتميز هذه الغدد بكثرة الأوعية الدموية والشعيرية وقلة كمية إفرازها الكيميائي. وتستمد هذه الغدد موادها الأولية أو المواد الخام من الدم ثم تحولها إلى مواد معقدة التركيب تسمى الهرمونات (Hormones) وهذه الهرمونات التي تفرزها الغدد الصماء تعود إلى الدم مرة ثانية (العيسوي،1991).وتؤثر الهرمونات في الأنسجة البعيدة عن الغدة التي أفرزتها ، وكُلُّ هرمون متخصص لأداء وظيفة معينة، والهرمونات عبارة عن مواد كيميائية معقدة التركيب وذات تأثير شديد في نمو الجسم وعمليات الهدم والبناء والنمو العقلي والسلوك الانفعالي ونمو الخصائص الجنسية الثانوية وتؤثر في الجهاز العصبي بالرغم من إن المخ والجهاز العصبي اللاإرادي يتحكمان في نشاط العديد من الغدد الصماء .

   أن الغدد الصماء منتشرة في الجسم على محور يبدأ بأسفل الدماغ حيثُ الغدة النخامية وجارتها الغدة الصنوبرية (لم تثبت البحوث الحديثة طبيعتها، فوظيفتها لا تزال مجهولة (عكاشة،2009) وينتهي عند منتصف الجسم تقريبا حيث الغدد التناسلية . وإن جهاز الغدد الصماء يتألف من غدد وأنسجة تعتمد بعضها على بعض بدرجات متفاوتة، وتُعدُّ الغدة النخامية حجر الزاوية في نشاطات باقي الغدد الصماء ولهذا سميت بالغدة السيدة (Mastar Gland) غير أن الهيبوثلاموس في منتصف الدماغ هو مركز الضبط العصبي لنشاطات جميع الغدد. والشكل الآتي يوضح مواقع الغدد الصماء في جسم الإنسان :

x