الغدة الصنوبرية (Pineal gland)

      تقع الغدة الصنوبرية في قاع المخ خلف الغدة النخامية ، ويبلغ قطرها ثمانية مليمترات ، ولا تكاد تزيد في طولها عن واحد سنتيمتر ، وفي عرضها عن نصف سنتيمتر ، وهي تتعرض للضمور قبل مرحلة البلوغ ، وهذا الضمور يتيح فرصة العمل للغدد التناسلية . وإذا لم تضمر هذه الغدة بقي الفرد رغم نموه الجسمي كالطفل في سلوكه ، وعاش ضعيف الإرادة رفيع الصوت . وأحيانا تضمر هذه الغدة في وقت مبكر ، فتنشط الغدد التناسلية ، وتعمل قبل السن المألوفة ، وعندئذ يحدث النضج الجنسي المبكر . حيث تؤثر زيادة إفراز هرمونات هذه الغدة على الغدد التناسلية فتثيرها وتنشطها قبل ميعادها ، وبذلك يصبح الطفل الذي لم يبلغ الرابعة من عمره طفلا بالغا ، وتظهر عليه الصفات الثانوية للبلوغ كخشونة الصوت ، وظهور الشعر في الأماكن الجسمية المختلفة التي تدل على المراهقة . وتدلُّ الدراسات الحديثة على أن وظيفة هرمونات هذه الغدة تتلخص في سيطرتها على تعطيل الغدد التناسلية حتى لا تنشط قبل المراهقة . أي أنها تعمل على المحافظة على اتزان حياة الفرد في نموها خلال مراحلها المختلفة . ولهذا فهي تضمر عند البلوغ ، أي عند انتهائها من أداء مهمتها الحيوية للفرد (دويدار ، 1994) .

ثالثا: الغدة الدرقية (The Thyroid Gland).

     الغدة الدرقية هي غدة فراشية الشكل (ATA,2005)، وتقع على الأجزاء العليا الأمامية والجانبية من الحنجرة أمام القصبة الهوائية (عويضة،1996) ذات لون بني محمر، وتُعدُ أكبر الغدد الصماء حجما إذ يبلغ طولها (5سم) وعرضها (3سم) وتزن حوالي (30غم) عند الشخص البالغ، تتكون من فصين يقعان على جانبي القصبة الهوائية في منطقة العنق وتوجد في بطانتها مجموعة حويصلات تحوي داخلها سائلا كثيفا يدعى (الغروان) وهو عبارة عن مادة بروتينية تخزن الهرمونين الرئيسيين للغدة وهما الثايروكسين وثالث ايوديد الثايروكسين وإن ما يقارب 95% من هرمون الغدة الدرقية هو الثايروكسن. وإن أهم وظائفها هو التاثير على النمو حيث يلعب هرمون الثيروكسين الدور الأساسي في ذلك لأنه يحتوي على عنصر اليود المنظم الرئيسي لتحويل الغذاء في الجسم إلى طاقة، وهذا بدوره يعني إن هرمون الدرقية مسؤول عن النشاط النفسي وعلى الأخص سرعة النشاط الفكري(الأمير،2002) “إن إفراز هذا الهرمون يقلل من سرعة عملية الايض، وإن فشل الغدة الدرقية قبل الولادة أو في بعد الولادة يسبب القماءة” (العيسوي، 1990) أما الهرمون الأخر المسمى ثالث ايوديد الثيروكسين فينظم مستوى الكالسيوم في الدم ومستوى الفوسفات في العظام . وان إفراز هرمونات الغدة الدرقية تُنظَّمُ بواسطة هرمون الغدة النخامية المعروف بالثايروتروبين (Thyrotropin) .

    وإن  تأثير قلة إفراز هرمونات الغدة الدرقية يعتمد على المرحلة الحياتية ، ففي الطفولة تؤدي إلى ضعف نمو المخ وبالتالي ضعف النشاط الذهني والعاطفي وأحيانا الكآبة ، أما عند الكبار فتؤدي إلى ضعف التفكير والذاكرة وضعف الاستجابة للمنبهات الخارجية وضعف في الإعمال الحركية وسرعة التعب (نايت،1993). كذلك فإن تباطئ نشاط الغدة الدرقية يؤدي إلى قلة أنتاجها مما يؤدي إلى الإصابة (بقصور الغدة الدرقية) وهذا بدوره يؤدي إلى تباطئ عملية الايض (ATA,2003) وهناك العديد من الأسباب وراء تطور مرض قصور الغدة الدرقية وأكثر الأسباب شيوعا هو نقص اليود(Roberts,2004)، حيث تحتاج الغدة الدرقية إلى اليود لتنتج هرموناتها وفي حال النقص الشديد في نسبة اليود في الغذاء فإن ذلك يتسبب في تضخم الغدة الدرقية محاولة منها لتلافي نقص الافراز، وتتضخم الغدة الدرقية وظيفياً خاصة خلال أيام الحيض والحمل (علي،1999)، ومن الأسباب الأخرى لمرض قصور الغدة الدرقية هو حالة تعرف بالتهاب هاشيموتو(AACE,2009).

   أما بالنسبة لزيادة إفراز هرمونات الدرقية فمعناه زيادة غير مطلوبة بل مضرة في حرق واستهلاك طاقات الجسم المخزونة وتأثير ذلك على النفس يظهر كتهيج وتوتر عصبي وعضلي عام يؤدي إلى سرعة الانفعال والقلق ويتحول الشخص الهادئ إلى شخص عصبي المزاج، كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية يؤدي إلى أنتاج الكثير من هرمونات الدرقية على نحو مفرط في مجرى الدم مما يؤدي إلى حالة تعرف (بفرط الدرقية) والتي تعمل على زيادة سرعة عملية الايض(ATA,2005).

x